_١٠_( قامت بخيانتى)

7.4K 389 18
                                    

عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( تسحروا؛ فإن في السحور بركة ))
[متفق عليه] .
___________________________________

٢٧/١٢/٢٠٢٢
(قامت بخيانتى)

ما نفع المال إن كان أصحابه فقراء ؟
أبسط المشاعر لا يمتلكونها، الجشع و الظلم و الكراهية المتبادلة هى أشياء عادية "كصباح الخير" على مائدة الطعام كل يوم.
و طعام اليوم و كل يوم ما هو إلا نميمة و تصرفات بدائية حتى و إن ارتدى أصحابها بذل منمقة للغاية ذات ماركة عالمية .
جو سام، لا يمكن لشخص سوي التعامل معه
فكيف لفتاة صغيرة مازالت تعانى من ندبات عميقة بداخلها التعامل مع ذلك الوضع؟
حتى و إن حاولت مجاراتهم ففى النهاية ستسقط فى الوحل بدموع باكية
أيمكنها مواكبة ما يحدث؟ أم ستكتشف طريقًا معاكسًا تستطيع من خلاله تغيير مجرى الأحداث و وضع بصمة خاصة لجعل كل شىء يصب فى مصلحتها ؟
لا نعرف ما تخبئه لنا الأيام ؟
فيوم تكون مشرق كالشمس لايمكن لأحد مجاراة إشراقك، و يوم أخر يكون الكسوف حالك، لا أحد يراك و لا يريد أحد الإقتراب منك كأنك مصاب بمرض جلدى معدى

المرة السابقة كانت تجربة قاسية، لا يمكن محوها ، خمسون يومًا أشبه بالموت، عانت فيهم حتى حد الهلاك و حين تحررت كان إفراجًا مشروطًا بألم دائم و جرح ينزف باستمرار و الأسوأ أن لا مستقبل بعد ذلك اليوم، فقط مجرد أيام تمضى حتى رحيل روحها

مؤسف مصير تلك الصغيرة لكن هل يمكن أن يلعب القدر بحياتها؟ أيمكن أن تجد السعادة حتى و إن كانت مقرونة بالتعاسة؟ أيجتمع الشىء و نقيضه معًا؟

______________________________________

(منزل عائلة الحج راشد )

استيقظت"رنا" مجددًا بعد أن شعرت بأن جسدها لن يخونها اليوم، تحسنت قليلًا و تمكنت من النهوض. أراحت ظهرها للخلف على الفراش لكنها تعجبت من ذلك الأثاث الغريب، هذه ليست غرفتها، مكان مختلف كانت تلتفت يمينًا و يسارًا لعلها تجد شىء تعرفه، تريد أن تطمئن بأن ما حدث بالأمس لم يكن سوى كابوس، بدأ الخوف يتسرب لعقلها إلى أن فُتِحَ الباب و تجسد الخوف بأبشع صورة أمامها
إنه هو ،جدها العزيز
دخل جدها بهدوء و قال و هو يضرب بعصاه على الأرض  :
كويس أنك فوقتى، الغداء خلاص جهز يلا قومى

نهضت "رنا" من فوق الفراش، شعرت بدوران بسيط لكنها تمالكت نفسها و هتفت متسائلةً بحدة
أنا جيت هنا ازاى ؟ و ليه؟ دا مش بيتى، أنا عايزه أرجع لبيتى
رد عليها بحدة بينما كان يتجه لنافذة الشرفة و يفتحها على مصرعيها بواسطة عصاه الغليظة :
عمك شالك و جابك، و بالنسبه ليه؟ فدا بيتك فطبيعى تعيشي هنا مش فى مكان تانى يا "رنا"

تحركت مبتعدة عن فراشها بعجالة حتى كادت تسقط مجددًا بفعل الدوران الغريب الذى يداهمها مؤخراً  لكنها تمسكت بالطاولة الصغيرة التى تتوسط الغرفة  و قالت :
بس أنا مش عايزه أعيش هنا، دا بيت حضرتك مش بيتى
حدجها بنظرة حارقة و قال   :
مش مهم أنتِ عايزه ايه؟ المهم أنا شايف ايه و مش عايز كلام كتير فى الموضوع دا

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now