_٢١_ (زوجى السابق )

5.8K 310 124
                                    

١٢/٠٦/٢٠٢٣
(زوجى السابق )

"كن بلسمًا يدواى جروحى ،و لا تكن مثلهم فتزيدها ألمًا "
_لقائلها

_____________________________________

رفعت"رنا" عينيها تواجه نظراته تلك بتحدى و هى تهتف متسائلةً بإقتضاب :
حضرتك عايز ايه ؟
دون وعى منه هتف باستسلام :
عايزك

اتسعت حدقيتها بذهول من ذلك التصريح و توردت وجنتيها فى أن واحد و لكنها حاولت تدارك الخجل و قالت هى عوضًا عنه بتلعثم شديد :
قصدك الشغل محتاجنى يا دكتور
لم يحيد بنظره عنها و لو لثانية واحدة ،بل أقترب أكثر و قال بتصميم :
لا يا رنا أنت سمعتيها صح ،و فهمتيها صح
و قبل أن يكمل حديثه قاطعهم دخول "العم طارق " و هو يهتف باسمه :
غيث
لكنه ما أن رأى نظراتهم لبعضهم البعض قال بحرج شديد بينما تراقصت بسمة غريبة على ثغره :
آسف هاجى فى وقت تانى ،أنا ملقتش السكرتيرة برا عشان كدا دخلت
أسرع له و هو يقول بترحاب شديد بينما كان يعانقه بحفاوة:
لا طبعًا ،اذيك يا oncle طارق ،الشركة نورت

كل ذلك و ما زالت واقفة بمكانها ،ترمقه بترقب شديد ،و ما أن جلس ذلك الزائر ،اتجه لها و قال بينما كان يخفض رأسه قليلًا و هى ترفع رأسها فى نفس الوقت و تلاقت عيناهما سويًا :
طلبك مرفوض ،و اتفضلى على المكتب يا باش مهندسة

كانت ستعترض لكن نظرته ألجمتها ،لذلك قررت التراخى فى الوقت الحالى و رحلت و هى تزفر أنفاسها بضيق شديد ،بينما وقف هو يتابع أثرها بتسلية و يقول :
أنفخى براحتك من هنا للسنة الجاية ،مش هتمشى مهما حصل

حمحم "العم طارق"من خلفه ،فالتفت له "غيث" و شرعا فى مناقشة أمر ما
ماذا سيأتى من خلف ذلك العدو ؟ بالتأكيد ليس خيرًا على الإطلاق

..................................................................

اتجهت"رنا" لغرفة عملهم ،و الحُمرة تكتسى و جهها بشكل ملحوظ ،كانت تتنفس بشكل سريع ،جلست على مقعدها و مازالت حالتها غريبة ،حاولت إكمال عملها لكن بمجرد أن أمسكت بقلمها أسقطته بسبب رعشة يدها ،لاحظت "وعد" ذلك ،فتركت ما بيدها و ذهبت لتجلس بقربها و قالت بينما كانت تمسك بكف يدها كما اعتادت دائمًا:
مين مزعل القمر بتاعنا ؟ مين بس اللى اتجرأ ولعب بعداد عمره؟
لم تجيبها ،أثرت الصمت فهى حتى لا تعرف سبب ضيقها الحقيقي ،أ بسبب حديث الآخرين ،أم بسبب حديثه هو بالتحديد ؟ نكزتها صديقتها بجانبها و قالت :
طب ردى عليا ،ادينى من وقتك شوية حنية ،دا أنا حتى عشمان فى طلتك البهية
أزاحت يدها بعيدًا و قالت بغضب :
وعد لو سمحتى أنا مش فاضية للعب العيال دا ،ورايا شغل كتير عايزه أخلصه و أرجع أذاكر عشان الفاينل
تصنعت"وعد" الضيق الشديد منها و قالت بعتاب :
أنت بتزعقيلى ،و بتبرقيلى كمان ،أنا راحه لأمى
حملت حقيبتها و نهضت تاركةً إياها و خرجت من الغرفة بأكملها لكن "رنا" أسرعت خلفها ،أمسكت بساعدها و هتفت متسائلةً:
تعالى هنا ،راحه فين ؟ حقك عليا لو زعلتك
ابتسمت "وعد"باتساع و قالت بينما كانت تعيد ضبط ياقة قميصها المخطط و الذى يتناسب مع لون تنورتها الزرقاء:
هروح أرخم على أحمد خطيبى

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن