_٢٧_ (وداعًا بيت جدى)

5.7K 332 133
                                    

١٣/٠٣/٢٠٢٣
‏(وداعًا بيت جدى)

أليس ممـيتًا أن تحزن لنفس السبب يوميًا!،ولكن هناك بعض الأشياء التى تستحق الحزن مدى العمر
......................................................................
وعلى حين غرة سحبها وأخرجها من الغرفة ودخل هو مغلقًا الباب خلفه بإحكام شديد
وبات هو وتلك النائمة بالغرفة بمفردهما ولا وجود لأحد آخر
اقترب من فراشها بهدوء ،طالعها بنظرة غريبة ،هو حتى لا يمكنه تفسيرها أ تلك شفقه أم كره أم الاثنان معًا؟
هبط إلى موضعها وجلس على فراشها حاول أن يلمس وجنتها بكف يده لكنه تراجع فى اللحظة الآخيرة
نهض مبتعدًا وهو يقول بنبرة جامدة:
آسف بس أنتِ اللى وقعتى فى وشى

بالخارج كانت مايا تقف لا تعرف ما ذا تفعل ؟ صوتها لا يسعفها من هول الصدمة ،خائفة على كليهما، طرقت عدة مرات لكنه لم يجبها ولم يسمح لها بالدخول ،كادت تفقد عقلها من كل تلك الأفكار البشعة التى اقتحمتها فى تلك اللحظة ،ولكنها عزمت على انقاذ ابنة عمها مهما كانت الخسائر ،فصرخت بحدة وعنف ،صرخت عدة مرات إلى أن تجمع أهل المنزل على اثر صوتها
هتف جدها قائلاً بحدة:
فى ايه يا مايا ؟ بتصرخى كدا ليه ؟

وقفت مذعورة أمامهم خائفةً على شقيقها من رد فعلهم و على ابنة عمها مما قد يحدث لها بالدخل أو يكون حدث بالفعل ،فوجدت نفسها دون وعى تهتتف قائلة:
حرامى يا جدو،حرامى شوفته داخل من الشباك
صُدم"الحج راشد " من حديثها فهتف متسائلًا بتعجب ممزوجًا بالخوف :
ايه حرامى! ازاى يعنى ؟
ردت"مايا" عليه دون أن تنظر له كأنها خائفة من كشف كذبتها :
معرفشى يا جدو شوفت خيال معدى ولما جيت لقيت الباب اتقفل مرة واحدة ،ورنا نايمه جوا بعد ما خدت دواها
صاح والدها متسائلًا بحدة:
ازاى يعنى اتقفل مرة واحدة؟
زفرت أنفاسها بضيق وهى تقول بإضطراب :
يا بابا هنعد نتكلم والحرامى جوا، حد يعمل حاجه اكسروا الباب بسرعة
تدخلت "سهير" فى الحوار حيث قالت بدناءة شديدة تلائم أمثالها :
باب ايه اللى يتكسر ؟أنتِ اتجننتى ،نادى على بنت عمك وبلاش دلع ،هتلاقيها هى اللى قفلته،ومش بترد ماهى مجنونة ودى حاجة مش غريبة على اللى زيها
رد عليها زوجها قائلاً بغضب شديد:
احترمى نفسك يا سهير ،بنت أخويا مش مجنونة
وضعت"سهير" يدها بخصرها وهى تقول بوضاعة:
ليه يا عنيا؟ مش قعدت فتره فى مستشفي المجانين ولا أنا بجيب الكلام دا من عندى
وعند هذا الحد لم يتحمل زوجها فهتف قائلاً بغضب :
وهى قعدت هناك ليه؟ مش بسبب عمايل ابنك
رفعت "سهير"حاجبها الأيسر وهى تجيبه بتهكم صريح :
دلوقتى ابنى بس صح ، فينك يا مالك تشوف وتسمع أبوك ؟
قاطع ذلك النقاش الذى لا فائدة منه على الإطلاق ، حديث "الحج راشد" حيث هتف قائلًا بنبرة جامدة لابنه:
بس خلاص ،اكسر الباب يا ابراهيم
أومأ برأسه وهو يقول :
حاضر يا بابا

حاول ابراهيم كسر الباب عدة مرات لكن قوته لم تكن كافيةً لتحطيمه ، فقد أصاب كتفه الأيسر بجرح صغير بينما ظل الباب شامخًا كما كان

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن