_٣٥_ ( قصيدةٌ جميلةٌ )

8.8K 325 220
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّـهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }

صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

____________________________________

٦/١٠/٢٠٢٣
(قصيدةٌ جميلةٌ )

"كتب علينا الفراق و لم أطمع سوى بلقاء واحد ،يضمد جراحى و قلبى و ربما عثرات الماضى حين لم تكونِ بقربى"
_هدير الفقى

************************************

(منزل " نانى الراقصة ")

بعد أن انتهت"نانى" من تلك السهرة ،عادت لمنزلها قُرب الفجر ،دخلت بهدوء و اتجهت مباشرة لغرفة شقيقتها الصغيرة التى لم تتجاوز العشر سنوات ،اطمئنت عليها و دثرتها جيدًا بغطاء سميك بعد أن انزاح عنها و جعلها عُرضة لتيار الهواء ،ثم انعطفت لغرفتها ،خلعت تلك العباءة السوداء التى تخفى أسفلها ملابسها و بدأت فى إزالة مساحيق التجميل التى تغطى ملامحها و تظهرها فى هيئة سافرة غير مناسبة لنشأتها المتحفظة للغاية و عمرها الصغير ،فمازالت فتاة فى أوج شبابها لم تتجاوز الثلاثين حتى .
خرجت مُتجهة للمرحاض ،لتغستل كى تزيل سيئات اليوم فى اعتقادها ،و لمسات البعض التى تكرهها ،تعرف بأنها حياتها عبارة عن أكوام متتالية من القذارة و لكن كان ذلك الطريق الوحيد أمامها بعد كل ما عاصرته من خيبات و حسرات و اضطرار أهوج و مسؤولية غير مناسبة لعمرها ،كل شىء فوق عاتق فتاة صغيرة أجبرتها الحياة على الإنعطاف فى طريق مظلم و لم تنل منه سوى الألم .
خرجت بعد فترة ،اردتدت ملابسها كاملة و وضعت وشاح رأس كبير عليها يغطيها بأكملها ثم شرعت فى أداء صلاتها و بين كل ركعة و الآخرى تهبط الدموع من مقلتيها دون أى صوت ،تمامًا كحياتها السابقة ،اعتادت الصمت إلى إن تجرأ الكل عليها ،حتى أقرب الأشخاص لها .

بعد فترة كانت " نانى" تقف فى شرفة منزلها و تضع وشاح ثقيلًا حول جسدها و تراقب سكون الجو بينما كانت ذكريات ماضيها تقفز أمام وجهها .
لتلك الفتاة قصة مأساوية بعيدةً كل البعدِ عن الظاهر ،راقصة لعوبة ذات لسان سليط و قاعدة جماهرية كبيرة من السكارى و فى الداخل فتاة ترتعد من صوت البرق و المطر و ذكرى اعتداء قاسى .

........................................................................

"قبل بضع ساعات "

لم تتمكن من النوم
كعادتها تقول كلمه مقتضبة لزوجها و تهرع لغرفتها ،تجلس فى وضع القرفصاء فى إحدى زوايا الغرفة و تبدأ فى البكاء ،لازلت تشتاق لوالدتها رغم كل ماحدث .
نعم لا يمكنها أن تمنح السماح بكل سهولة ،و لكن تدرك بقرارة نفسها أن هناك لغز ما فى المنتصف ،والدتها ليست بالخائنة ،لم تعشق سوى رجل واحد و هو والدها الراحل ،و كذلك "العم جمال" كان ونعم الصديق
هى تعرف ذلك و على يقين تام بأن هناك لعبة طُبخت لتوقع بالجميع
و لكن تظل النتيجة واحدة ،رحيل والدها بتلك الطريقة و المعاناة التى لاقتها داخل جدران ذلك المنزل البشع .

مريض نفسى بالفطرةOnde histórias criam vida. Descubra agora