_١٦_ (حُلو مرى)

6.6K 252 196
                                    

٢٣/٠٥/٢٠٢٣
(حُلو مرى)

"بحثت عنك فى أعين كل من قابلت، لكنى لم أجدك، فزاد تعلقى بك"

************************************

(قبل بضع ساعات )

كانت "منال" تتحدث مع نفسها و تبكى بغزارة شديدة بينما كانت تحتضن دفتر الرسم و قميص الصغير الآخر  ،و فجأة نهضت و خرجت من الغرفة ،اتجهت لغرفة مكتبها و قامت بإرسال رسالة قصيرة لأحدهم مدون بها :
"أنا تعبت و همشى للأبد"
و بدون أى مقدمات أخذت العديد من أقراص النوم دفعة واحدة راغبة منها فى الراحة الأبدية

على الطرف الآخر ،تلقى هذا الشخص الرسالة و أسرع دون تفكير إليها ،فقد كان يختبىء منذ أيام طويلة فى عقار سكنى بجانب منزلها ،و ينتظر أى فرصة ليظفر بها ،معتقدًا بأن تواجده أمامها فى كل مكان و زمان قد يؤثر على قلبها و تخضع أخيرًا لهوسه الغير مبرر و المؤذى أيضًا
ظل يطرق على الباب للعديد من المرات دون أى إجابة ،فلم يجد أمامه سوى اقتحامه لكنه مهما حاول فهو كهل ضعيف أمام هذا الباب الخشبى القوى ،هبط سريعًا و أخذ البواب و ابنه و صعدوا ثلاثتهم ،مرة خلف مرة إلى أن تمكنوا من  تحطيم هذا العائق الخشبى و اقتحم "عماد" المنزل سريعًا يبحث عنها فى كل ركن ،كان صدره يعلو و يهبط من فرط المجهود البدنى العنيف الذى بذله لكنه لم يهتم سوى بشىء واحد ،ايجاد من ينبض قلبه باسمها منذ ما يقرب من ثلاثة عقود إن لم يكن أكثر ،هوس لا فائدة منه سوى تحطيم كل من كان فى دائرته

وجدها أخيرًا فى غرفة المكتب ،تجلس على المقعد و جذعها العلوى يهبط على المكتب بضعف غريب كأنها تحتضر ،لم ينتظر للحظة واحدة و هرع لها يحملها سريعًا و هبط دون أن ينتظر مساعدة من أى شخص ،ليس ضعيفًا حين تكون محبوبته قريبة منه هذا كل ما يعتقده ،حب أبله لا صحة له ،مجرد تراهات و عبث حقيقي

"هويت شخصًا لم يكن لى من البداية ،و على آثر ذلك فقدت كل شىء ،حتى ذاتى المنتهكة "
.................................................................

(قبل أربعة و عشرون ساعة )

كان "بسام" يعمل فى الشركة على بعض الملفات الخاصة بحسابات الأشهر الماضية ،يدقق بشدة ليجد أى ثغره تأكد له حدسه عن صاحب العمل و شركائه ،فلا بد أنه يراوغ و يتلاعب ،فكيف لحفيد العدلى أسوء من جلس على مقعد وزير أن يكون بمثل هذه النزاهة ؟
رسخ اعتقاد فى نفسه و صدقه بل و أنطلق ليثبته للجميع تاركًا حياته تنقلب رأسًا على عقب 

زفر أنفاسه بضيق شديد حين أمضى كل تلك الساعات دون فائدة و لكن طلبه المدير لأمر ما ،فنهض بتكاسل و ضيق متجهًا لغرفته لكن تسمر بمكانه ما أن شاهد ما يعرض على التلفاز
"سطو مسلح على البنك المركزى "
كان هذا الشريط الأساسى الذى يعرض على إحدى القنوات
و بدون تفكير ترك كل شىء و هرع لها ،فقد استمع لها فى الصباح الباكر حين كانت تتحدث مع المدير و تخبره برحيلها المبكر لأنها تريد الذهاب للبنك لأمر خاص  

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now