_٢٦_(ليلة زفاف كارثية)

5.9K 310 203
                                    

٠٣/٠٧/٢٠٢٣
(ليلة زفاف كارثية)

"حاربت الجميع لأجلك و كنت أول من رحل بعيدًا عنى "

_____________________________________

لحظات و كانت "ديما" تهرول لوالدتها و تقول بأنفاس متقطعة لاهثة:
ماما ،الحقى بابا بيكسر ازاز العربية بتاعت أحمد

هب الشباب مرة واحدة ،مندفعين للأسفل لمعركة دموية بمعنى الكلمة .
لكن هل سيكون الانتصار حليفهم اليوم ؟
فخصمهم صاحب أكبر نفوذ بتلك المنطقة .

هبط "أحمد" أولّا فقد كان يأكل الدرجات ،قفزًا كحيوان الكنغَر ،لم يكن بمخيلته أن حديث "ديما" صحيحًا معتقدًا بأنه مجرد تهويل لا أكثر لكن ما أن رأى حالة سيارته ،صُدم بشدة حين رأى الزجاج متناثر بكل مكان و سيارته باتت كقطعة الخردة البالية لا يعرف إن كان سيتمكن من إصلاحها
و ما زاد حنقه و غضبه هو حماه المصون يقف بزهو غريب أمام السيارة و يحمل عصا حديدية كبيرة
اقترب "أحمد" منه و هتف متسائلًا بضيق شديد :
ممكن أعرف حضرتك عملت كدا ليه ؟
فى نفس التوقيت كان "غيث" قد وصل لأرض المعركة ،استند بظهره على الباب و عقد ذراعيه أمام جسده منتظرًا أى هجوم لينقض بضراوة
همس "الحسينى" بالقرب من أذن "أحمد" :
برحب بيك يا جوز بنتى
هم "أحمد" بالرد عليه لكن "غيث" تدخل فى الحوار و قال بحدة :
على فكرة الترحيب دا ممكن يسجنك
رمقه "الحسينى " بنصف عين و هو يقول بإستفزاز مشيرًا لرجال الحارة :
و أنت ايه دخلك؟ أنتم هنا على أرضى ،كل رجالة الحارة دى رهن اشارتى
زفر"أحمد" أنفاسه بضيق شديد ،ثم تقدم ناحية حماه و قال بعقلانية حاول التحلى بها رغمًا عنه :
ممكن تمشى ،و بالنسبة للعربية مش مهم ،فداها ألف عربية
دفعه "الحسنى " فى صدره بقوة و قال :
لا ما ترحيبى لسه مخلصشى
فى نفس اللحظة كانت "ياسمين" قد وصلت لهم هى الأخرى و ما أن رأت هيئة سيارة شقيقها صاحت بحدة فى وجهه:
أنت مجنون ،ايه الهمجية دى ،أنت عارف العربية دى تمنها كام ؟
احتدت نظرة "الحسينى" و صاح بغضب بعد أن دفعها بعنف لتسقط على أرض مرتطمةّ بساعدها بقوة :
معدشى غير الحريم اللى تتكلم
و إلى هنا طفح الكيل ،فاندفع"أحمد" ضاربًا بالمنطلق عرض الحائط و من خلفه "غيث" و الذى هتف بنفاذ صبر :
لا كدا أنت غلطت

باتت الأمور خارج نطاق السيطرة ،حيث اندفع الشباب لضرب كل من يقف فى طريقهم قبل الوصول لذلك الحقير الكبير
رغم حقارته و خبثه لكن الجميع هنا يكن له الإحترام أو لنقل يهابه و يخشى منه

أعاقت سترته الحركة بعض الشىء فخلعها سريعًا و شمر عن ساعديه و عاد للقتال بضرواة ،كان "غيث" يلكم كل من يقف فى طريقه و خلفه صديقه يحمى ظهرة و يصارع هو الآخر
و بالأعلى و قفت "وعد" و "رنا" فى شرفة المنزل عاجزات عن التفكير فى حل سريع
لكن بدون أى تردد تركت "وعد" الشرفة و اتجهت ناحيه الباب ،فصاحت والدتها خلفها متسائلةً :
أنتِ راحه فين ؟
لم تجبها و لم تهبط للأسفل كما هو المتوقع بل صعدت للأعلى ،حررت حيوانها الأليف و هبطت برفقته متوعدة لكن من سيقف فى طريقها

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن