_٣٠_ (العديدُ من المعاركِ)

5.7K 322 91
                                    

{ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ }
* فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

____________________________________

٢٣/٠٧/٢٠٢٣
(العديدُ من المعاركِ)

" نبذت كل شىء، و مع ذلك لم يرحمنى أحد، حتى أنا !"

ملىء بما لا استطيع البوح به
عاجز عن وصف هواجس الصغر و عثرات الكبر
فقط أعود كل يوم و اختبىء بغرفتى منتظرًا اليوم التالى لأعيد نفس الحلقة المفرغة
لا نفع للبكاء و الحديث و حتى النوم لم يعد الملجأ الأمن كما كان فى طفولتى ،فقد بات مكانًا آخر لصراعاتى و هم قلبى .

أين يذهب الإنسان حينما يشعر أن جميع الأماكن لا تناسبه؟ !

____________________________________

قص "غيث" عليها كل ما حدث بداية من مكالمتها الصغيرة لمعرفة مكانه إلى أن أوصلها لمنزل والده و اعتناء زوجة أبيه و شقيقته بها ،كانت تستمع له دون أن تصدر أى رد فعل ،رغم أنها ترفرف عاليًا من الفرحة ،فقد اطمأنت على ابنتها أخيرًا ،فبعد أن خرجت من المشفى ظلت تبحث عنها لكن دون أى فائدة ،كأنها اختفت تحت الأرض أو حلقت عاليًا فى السماء .

هتف "غيث" فى النهاية قائلًا بعد أن وضع فنجان القهوة التى أعدته له "الست منى " على الطاولة :
أنا كدا بلغت حضرتك بكل اللى حصل ،و بطلب أيدها رسمى منك
لاحت بسمة صغيرة على ثغرها ،و لكنها قاومت أن تظهر ذلك ،و قالت بحيادية شديدة :
فى حاجة مهمة لازم تعرفها ،و أنت وقتها حر لو حبيت تكمل أو لو غيرت رأيك ؟
محدش هيلومك
رد "غيث" عليها بثقة غريبة دون أى يمنح نفسه فرصة للتفكير حتى :
مفيش حاجه تخلينى أغير رأيي

ثانية واحدة و كانت"الست منى " تلقى بالقنبلة الكبرى :
حتى لو عرفت أن رنا بنتى كانت متجوزة قبل كدا ؟

رمش "غيث" بعينه عدة مرات يحاول استيعاب ما هتفت به ،لكنها حركت رأسها كدلالة على تأكيدها لكل ما قالت ،فصاح هو قائلًا باستنكار شديد ،كأنه يخبرها بأنها كاذبة لا محالة :
إزاى ؟ دى لسه صغيرة ،دى مكملتش الخمسة و عشرين سنة حتى ،حضرتك أكيد غلطانه، دا مستحيل

ابتلعت الغصة المريرة المتكونة بحلقها و قالت بألم :
رنا اتكتب كتابها بعد ما كملت تمنتاشر سنة بأسبوع ،و دا حصل بعد وفاة والدها بشهر تقريبًا
ابتلع ريقه بصعوبة شديدة و هتف متسائلًا بتوجس:
كتب كتاب بس و لا ؟
ردت عليه بينما كانت تفرك كلتا يديها بتوتر شديد ،تريد أن تخبره بما حدث دون أن تتعدى خصوصية ابنتها ،فهو حتى هذه اللحظة غريب عنهم ،لا تعرف إن كان سيكمل معها الطريق للنهاية أم يخشى فتاة بماضى مثلها :
كتب كتاب ،لكن كانت تجربة سيئة ،و قضت فترة فى مصحة نفسية بتتعالج

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن