_١٣_( أب برتبة عدو)

7K 370 19
                                    

عن كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال:
(( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ))
[متفق عليه]
______________________________________

٠٨/٠١/٢٠٢٣
(أب برتبة عدو)
"لن تغرق سفينة أنت قائدها"
ربما تكون جملة مبهمة، لا علاقة لها بحياتنا، القليل منا فقط من يملك القدرة المالية لشراء سفينة و يبحر بها، لكن ماذا إن لم تكن من الأساس سفينة؟! وما هى إلا حياتنا
إن كانت حياتك رهن إشارة شخص آخر، يتحكم بك و بقراراتك المصيرية حينها ستظل فى انتظار الغرق قبل الإبحار حتى!

من قال أن للأهل الحرية الكاملة فى التحكم بأطفالهم حتى الممات؟
لمَ لا تتر ك لهم حرية الاختيار ؟! حتى إن كان نهاية الطريق شقاء على الأقل اختيارهم و تحمل النتائج واجب عليهمءبدلًا من أن يظل المرء يلقى بتعاسته على أهله.

"أنتم السبب، لم أختر تلك الحياة بنفسى، بل أجبرت عليها، ما أقاسيه اليوم يعود لقراركم بالأمس"

______________________________________

أراد الرحيل بعد تفوه ابنه بتلك الجملة، أبات الآن لا يريده؟! يتذكر بالأمس حين كان طفلًا يبكى بشدة ليرحل معه، لا يريد البقاء مع أم كتلك، و الآن بكل بساطة لا يريد سوى البقاء معها، كأن ما يربطه بها علاقة حقيقية، صلة دائمة، حقًا عبث!

تفوه "سامح" بغضب و نظرة عتاب صريحة :
تمام يا "غيث"، افتكر أنى عرضت عليك نرجع سوا بس أنت اللى اخترت تفضل معاها

تركه متجهًا لباب المنزل، لا يرغب بالبقاء و لو لثانية واحدة هنا، كأنه يختنق، لا يمكن لرئته أن تستقبل هذا الهواء الملوث، و لكن يد ممدوة منعته من إكمال الطريق، و صوت حنون صدح فى نفس الثانية :
يا بابا افهمنى مش هينفع أسيبها لوحدها، أنت عندك "ليلى"، هى معندهاش حد
مش دى تربيتك ليا؟! الراجل بأفعاله قبل أقواله، مينفشعى أسيب ست لوحدها، مش أنت اللى قولتلى كد زمان
ردد جملته السابقة :
" أنا سايبك تحميها يا "غيث "
تلك الجملة التى قاسى لأجلها ويلات عديدة، و تحمل ذنب لا دخل له به، فقط ليرضى الكل على حساب نفسه و جسده، يالها من تضحية مؤلمة و ضاع هو معها.

و والدته تصرخ من خلفه بتشفى و إحتكار شديد فهى تهوى هذا الشعور :
سمعت ابنك صح؟
امشى من هنا بقى، ملكش مكان بينا، و لا هيكون ليك .

التفت"سامح" لها و عيناه لا تبشر بالخير، أراد أن يتحدث و يلقى القنبلة التى حفظها لسنوات عديدة
"أنتِ من لا مكان لها فى حياتنا، أنتِ عقدتى و معضلتى الكبرى "
لكن أوقفه صوت ابنه حيث قال بغضب:
دا مش عشانك، أنا لو عليا مش طايق أعيش هنا يوم واحد بس للأسف دا نصيبى و اختيارى
ثم أكمل حديثه موجهًا كلماته لوالده:
بابا مش عايزك تزعل منى، أنت أكيد عارف أن ميهونش عليا زعلك
ربت على كتفه فى البداية و احتضنه "غيث" بقوة كوداع و اعتذار لبق، بينما قال والده بتفهم:
مش زعلان منك يا حبيبى و عمرى ما أزعل منك
بس عايزك تزورنا يا "غيث" .
" ليلى" مصدعانى و مقموصة خالص
حرك رأسه بتأكيد قائلًا و البسمة أخيرًا تعرف الطريق لثغره:
متقلقش أنا هعرف أتفاهم مع المفعوصة الصغيرة، دى بنتى
بادله والده الابتسام و قال بدعاء :
ربنا يحفظكم
ثم وجه حديثه لزوجته معنفًا إياها بطريقة غير مباشرة، أشبه بالضرب من أسفل الطاولة،:
دا الفرق بين الحب و الواجب يا "منال" ، ابنى مربيه أحسن تربية حتى لو كنت بعيد بس عينى عليه، لكن أنتِ جمبه و برده معرفتيش تخليه يحبك زي

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now