_١٦_ (ذلك الوغد مجددًا)

6.3K 354 29
                                    

عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت:
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال:
(( أدوَمها وإن قلَّ ))
______________________________________

٢٣/٠١/٢٠٢٣
(ذلك الوغد مجددًا)

"Soft like ice cream
يؤلمنى الرحيل
و ينهشنى البقاء دون صباح
وبين كليهما أحتسى كأس الإشتياق
لامنكِ معى تزيحين عنى غبار الأيام
ولا منكِ بعيدة أراسلك بخطاباتِ الوردية
أبث فيها أشواقى الحارة
ماذا تفعلين بقربى ؟ ! تؤلمين قلبى
قلب لم يعرف للحب معنى إلا بقدومكِ
كونى منصفة سيدتى
فقلبى ولهان بكِ"
_غيث الحديدى

______________________________________

فى الطائرة العائدة إلى أراضى الوطن الحبيية تحدث الكابتن قائد السيارة عن طريق الميكرفون الخاص بالطائرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، معكم كابتن الطائرة " فهد حفار" يحيكيم على مدار رحلة الخطوط الجوية السعودية رقم مائة و سته و سبعون و المتجهة بإتجاة مطار القاهرة الدولى
نحلق على ارتفاع ثلاثة ألف قدم
الساعة الأن العاشرة صباحًا
و درجة الحرارة الخارجية هى ثمانية وعشرون درجة مئوية.
و استعدادًا للهبوط يرجى التوجه لمقاعدكم و ربط الأحزمة، و يمنع منعًا باتًا استخدام الهواتف الجوالة

وبعد دقائق تحدث مره آخرى معلنًا عن الهبوط بسلام:
الحمدالله على السلامة
السادة المسافرين مرحبًا بكم فى مطار القاهرة الدولى نتمنى أن تكونوا استمعتم بهذه الرحلة على مدار الخطوط الجويه السعودية

هبط من الطائرة لا يصدق أنه عاد مجددًا بعد كل ما فقده بسبب تلك البلد، من كان يظن أن وطنك الحبيب سيكون الخائن الأول ؟
لامس قدمه و علته فى آن واحد و ارتفع جانب ثغره ببسمة حزينة.
لكنه لم يقف للتفكير سوى لحظات معدودة حيث بدأ فى تنفيذ الإجراءات الروتينية لأى مواطن عائد من السفر، توقيع، تفتيش، انتظار، قائمة مملة من الأشياء التى يجب القيام بها
و بعد ساعة تقريبًا تنفس الصعداء أخيرًا برؤيته لصديقه، أسرع له محتضنًا إياه، مضى عامين منذ اللقاء الأخير، و ها هم الأن مجددًا الثلاثى المشاغب صاح "آدم"بفرحة شديدة:
وحشتنى أوى يا" غيث"
و الواد "أحمد' الأهبل فين؟ مجاش معاك ليه؟
أجابه "غيث" و بسمة هادئة زينت مُحياه:
برا بيركن العربية، دا كان هياكلنى لما عرف أنى عامل حسابى أجيلك و معرفتوش
ابتسم الآخر بخفه على هذا الثالث الذى يتلاعب بالجميع بتصرفاته الصبيانية، و قال :
مش هيكبر أبدًا الواد دا ،فاكر نفسه لسه طالب، دا خلاص بقى معيد و على وش الدكتوراه
وقبل أن يكمل الآخر حديثه، اندفع" أحمد" قائلًا بمرح :
لازم تتكلموا عنى، محتواكم يضيع لو غبت ثانية واحدة عنكم

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن