_٢٤_ (باتت حلالى و كل حالى)

6K 315 140
                                    

٢٤/٠٦/٢٠٢٣
(باتت حلالى و كل حالى )

"أجهدتنى الحياة من كل اتجاه و حين لمحت طيفك ابتسمت و كأن شيئًا لم يكن "
_غيث الحديدى

______________________________________

فجأة تبدل الحال بشكل غريب و وقفت سيارة سوداء كبيرة و بلمح البصر كانت "وعد" تلقى بداخلها بعد أن هبط رجل ضخم و مُلثم فى وضح النهار ،دفعها بحدة و كان سيهم بالرحيل فقد أخذ رهينته معتقدًا بأنها المنشودة ،لكن "رنا" صرخت بقوة و أمسكت به مانعةً إياه من صعود السيارة و الهروب بصديقتها ،فلم يجد أمامه سوى دفعها هى الآخرى و بات لديه رهنتين عوضًا عن واحدة
و انطلق بسرعة جنونية قبل أن يتمكن أحد من اللحاق به .

فى نفس التوقيت كان "غيث" قريب من مكان تلك الواقعة فلم يكن قد غادر بعد ،حيث عاد للجامعة مجددًا لإنجاز شىء ما ثم خرج و حينها رأى ما حدث ،لم يفكر للحظة واحدة بل انطلق بسيارته خلفهم بسرعة جنونية

كان"غيث" يأكل الطريق حرفيًا لكن أصحاب السيارة السوداء انتبهوا له و بدأوا فى المراوغة و الإنحراف عن الطريق بشكل محكم للغاية ،فقد اعتادوا مثل تلك العمليات ،فهى مصدر رزقهم على كل حال

استمرت تلك المطاردة لوقت ليس بالقليل ،و حاول "غيث" أن يتقدم بعض الشىء لكن كلما تقدم انحرفت السيارة السوداء ناحيته و اصطدمت به مما أدى إلى تراجعه للخلف ،و تمكن الخاطفين من التقدم أكثر و أكثر ،لكنه لم يستسلم ،حاول مرة أخرى و تقدم سريعًا لكن حدث ما لم يخطر على باله ،حيث خرج أحد الخاطفين من النافذة و صوب سلاحه النارى على إحدى عجلات السيارة الخاصة به و على آثر ذلك انحرفت سيارة "غيث" للجهة الأخرى و أطلقت شرارة عالية نتيجة احتكاكها بالطريق ،ارتطم رأسه بالمقود بحدة و فقد وعيه مباشرة ،بينما فر الخاطفين بالرهائن .

..................................................................

فى أحد الأماكن المهجورة التابعة لسلطة "الباشا" كان يقف أمام النافذه مواليًا ظهره للقادم و الذى لم يكون سوى عينه الأخرى فى الشركة و صاحب أغلب المصائب التى حدث معهم
بدايه من البناية التى سقطت ،إلى غرفة الملفات التى أغلقها سابقًا على "بسام " و "ديما" و أيضًا صاحب الصورة التى أدين بها "غيث" و التى كانت يظهر فيها برفقة فتاة و يعطيها بعض النقود و أحيل للتحقيق فى الجامعة بسببها و كذلك هو العضو ا المجهول فى صفحة "داو" و لا يعرفه باقى الأعضاء ،هو فقط مسئول عن إحضار الصور و الأدلة التى تدين أعضاء هيئة التدريس و العمل يقع على عاتق الباقى ،بإختصار شديد هو اليد الخفية لذلك العدو ،و يحمل بداخله كره غير مبرر لكل البشر

تقدم "ياسين"بهدوء شديد و وضع الملفات التى كانت بحوزته على المكتب ،فهتف "الباشا " متسائلًا دون أن يلتفت له :
جبت معاك ايه المرادى ؟
رد عليه الآخر بفخر و زهو بنفسه :
دى أوراق آخر مناقصة داخلينها ،بالعروض اللى هيقدموها بالظبط ،تقدر تعرضها على الشركة المنافسة بسهولة
صمت للحظات ثم قال و هو يمسك بالملف الآخر :
و دا كشف حساب كامل برصيد الشركة من أول ما تم تأسيسها
زفر الباشا أنفاسه بضيق شديد و لم يهتم بكل ما قدم له ،إلى أن قال "ياسين" بعدم اكتراث :
و كمان دا ،الورقة اللى طلبتها مع انى مش عارف ايه فايدتها؟
و هنا لمعت عيناه بسعادة و قال :
دا اللى أنا عايزه بالظبط ،الباقى مش مهم ،تقدر تمشى

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن