١٦/٠٥/٢٠٢٣
(خطوبة و جثة)"ظهرت فى مظهر الناجى دومًا رغم كونى الغريق"
_لقائلها______________________________________
بالداخل كانت والدتها تهم بفتح الباب ،لكنها أسرعت و فتحته هى بعد أن ارتدت وشاحًا خفيفًا لتخفى شعر رأسها
تسمرت"وعد" ما أن رأته ،لكنه لم ينتظر و لو لثانية واحدة و قال مسرعًا:
وعد ،تقبلى تتجوزينى ؟
و قبل أن تجيبه "وعد" ،هتفت والدتها متسائلةً بحدة :
مين حضرتك ؟
حمحم "أحمد" قائلًا بخجل شديد :
أنا آسف جيت من غير ميعاد ،بس أنا محتاج أتكلم مع حضرتك شوية بعد اذنك
رمقته"الست فاطمة" بنظرات متفحصة بينما كانت تعقد ذراعيها أمام جسدها ،ثم قالت و هى تفسح له الطريق :
اتفضل يا ابنى
دخل "أحمد" بهدوء بينما كان يخفض رأسه للأسفل بخجل ،التفت" الست فاطمة" لابنتها و قالت بنبرة جامدة لا تقبل النقاش:
أدخلى جوا يا وعدجلس "أحمد"على الأريكة التى أشارت له بالجلوس عليها ،ثم قال و هو يفرك كلتا يديه بتوتر ملحوظ :
أنا يمكن طريقتى غريبة شوية ،بس أنا طالب ايد بنت حضرتك على سنه الله و رسوله
ردت"الست فاطمة" عليه متسائلةً بإقتضاب:
ليه ؟
رفع رأسه و قال سريعًا دون أن يهندم ما يقول :
و هو الانسان بيتقدم ليه ؟ مش عشان يكون أسرة و بيت مستقر و يكمل نص دينه
لوت ثغرها و هى تهتف متسائلةً بجدية:
أنت شايف أنك هتقدر تكون أسرة و بيت مستقر ؟
لم تعجبه طريقتها ،فهتف قائلًا بتهكم :
حاسس أنك بتتريقى؟ هو مش حاسس أنا شبه متأكد
حركت "الست فاطمة"رأسها نافيةً ثم قالت بتوضيح :
لا إطلاقًا أنا بسألك جد ،هتقدر تأسس بيت مبنى على أسس اسلامية صحيحة ،هتقدر تكون زوج صالح لبنتى و تحتويها ؟ هتقدر تكون أب حنون يراعى أطفاله و بنتى قبلهم و يهتم بيهم ،الجواز مش مجرد اتنين بينهم علاقة ،الجواز حياة يا ابنى ،حياة مشتركة بين جسدين و روحين عايزين يتحدوا لروح واحدة
صمتت للحظات ثم قالت بشكل عفوى :
الموضوع مش مجرد اتنين بينهم انجاذب ،اللى يتجوز وعد بنتى لازم يكون دايب فيها عشان يستحملها ،و إلا هيطفش و يسبلها البيت من أول أسبوع
ابتسم "أحمد"رغمًا عنه على آخر حديثها ،ثم قال بجدية :
هو أنا نسيت أعرفك بنفسى و دخلنا جد علطول
أنا دكتور أحمد ،معيد فى كلية هندسة جامعة القاهرة ،بقالى تلت سنين بدرس لبنت حضرتك و دى تعتبر السنة الرابعة دا غير أن مديرها فى الشركة اللى بتدرب فيها حاليًا ،و قبل كل دا أنا يتيم أهلى كلهم اتوفى متبقاش ليا غير أختى و اتنين صحابى و عيل صغير مطلع عنينا و ظهر على الخط دلوقتى بنت عمى ،و بالنسبة لعمى فهو رامى توبتى من زمان ،و الإحساس متبادل بصراحة مقدرش ألومه
كان يتحدث و يراقب ملامح وجهها خائف من أن تكون كلماته غير مناسبة ،فهو لم يحضر له ،يقولها بمجرد أن تأتى على طرف لسانه ، أنهى حديثه و لم يسمع أى رد ،فقال بهدوء:
أنا عارف أن حضرتك منفصلة أنتِ و والد وعد ،لكن معرفشى مكانه عشان أكلمه ،و فضلت أجى لحضرتك الأول و بعدين أجيب أختى و صحابى لو وافقتى مبدئيًا يعنى
ابتسمت "الست فاطمة"حين ذكر ذلك ،فقد كانت خائفة من أن يؤثر طلاقها على نظرته عن ابنتها ،لكنه طمأنها بكلماته التالية :
و كمان ،أنا عايز أعرف حضرتك على حاجه ،بنتك مطلعة عينى بقالى تلت سنين و مستحملها عادى ،فأظن دا شىء يضاف لصالحى
لاحظ "أحمد" حالة الهدوء و الصمت التام التى عمت الأجواء ،فقال بينما كان ينهض و يعيد غلق أزرار بذلته:
الخميس الجاى مناسب ؟
عقدت "الست فاطمة "ما بين حاجبيها متسائلةً بتعجب :
مناسب لايه؟!
رد عليها سريعًا بينما كان يشير للغرفة التى دلفت لها "وعد"منذ لحظات :
أجى اتقدم رسمى و أشوف دماغ الله جوا دى ،هتوافق و لا هتوافق
أومأت برأسها و قالت :
تمام يا ابنى ،ربنا يسهل
ابتسم "أحمد"بإقتضاب ثم اتجه للباب و لحقت هى به ،لتودعه كنوع من اللباقة ،لكنه قبل أن يغادر استدار لها و أعطاها حقيبة بلاستيكية كان قد نسى أمرها تماما ،ثم قال :
تمام عن ،اذنك ،معلشى أدى دى للى جوا
و بمجرد أن غادر ،هتفت" الست فاطمة "بصوت عالى كى تسمعها ابنتها :
تعالى يا بنت بطنى
خرجت "وعد"من مخضعها و تظاهرت بالغباء و هى تقول :
عايزه ايه يا ست الكل ؟
رمقتها والدتها بنصف عين ثم قالت بحدة:
سؤال واحد و مش هسأل غيره
ايه الانطباع اللى أدتيه للشخص اللى جاى يتقدملك لدرجة أنه يجبلك سندوتشات شاورما ؟
سحبت منها تلك الحقيبة و قالت بينما كانت تلتهم ربع الشطيرة حرفيًا:
أنا داخله خارجه مبكلشى غيرها ،أنتِ رفضتى صح ؟
حركت والدتها رأسها سريعًا بالنفى ،ثم قالت بتعجب :
لا طبعًا ،هو أنتِ عايزانى أرفض ؟!أنا فكرت أن فى بينكم حاجه عشان الطريقة اللى دخل بيها دى
اتسعت حدقتي "و عد "و قالت دون أن تنتبه لمجرى الحديث كعادتها:
حاجه ايه ؟ دا احنا مبنطقش بعض ،دا رخم و غلس ،و شايف نفسه أوى ،محسسنى أن مفيش أحلى منه ،ماشى عنده غمازات و طويل و مسمسم شوية ،بس دا ميدلوش الحق أن ياخد فى نفسه مقلب
ابتسمت والدتها بخفة على ابنتها الواضحة للغاية و الغارقة بشدة ،ثم قالت بينما كانت تتجه للمطبخ :
جاى الخميس الجاى يا وعد ،جهزى نفسك
و ما أن اختفت والدتها من أمامها ،حتى قالت محدثة نفسها بشر :
ما يجى ،و هو أنا يعنى هخاف منه ،و الله لأطلع عليه القديم و الجديد معيد الندامة دا
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...