_٢٦_(كان ضحية بالأمس)

5.4K 304 103
                                    

١٠/٠٣/٢٠٢٣
(كان ضحية بالأمس )

على كتفى ذنوب كثيرة اقترفتها فى لحظة هوجاء منى
ولا أنكر إن عاد الزمن بى للوراء سأفعلها مجددًا
لست نادمًا لكن هناك نقطة بداخلى تؤلمنى
ربما بالأمس كنت الضحية ولكن بفعلتى بت المجرم الوحيد بحياتها
لكن لم يؤلمنى قلبى مع كل دمعة خائرة منها ؟ لا أحبها ولم أعرف الحب يومًا لكن رؤيتها تذكرنى بالنقاء بداخلى قبل أن يتلاشى كليًا
من أنا ؟
أ صاحب الحق أم الشرير الوحيد بالحكاية ؟

"أخوض كل الحروب بمفردى وأمام عينيكى لا يمكننى الحراك، فأى سطلة تلك التى تمنعنى؟! أيكون الحب أم مجرد لوعة و اشتياق؟!"
_غيث الحديدى

................................................................

(بمنزل الحاج راشد)

تسمرت بمكانها بمجرد أن استمعت لصوته ،لم تتمكن من الحراك قيد أنملة ،جسدها لم يسعفها أمام تلك الوحوش الضارية ،ابتسم هو بخفة ثم اقترب بهدوء من جسدها ،وقال جملته الوضيعة:
اذيك يا قطه ،ليكى واحشه
قال ذلك بينما كان يتعمد لمسها بشكل مهين ،بنقطة معينة بظرهها،تلك النقطة التى تعانى منها، لا يمكنها الخروج من قوقعتها بسببها .

كانت مايا أول من لاحظ تلك الحالة التى وصلت اليها فاسرعت بابعاد شقيقها عنها وهى تقول :
معلشى يا مالك ،احنا تعبانين شوية وهنطلع ننام،تصبح على خير
طالعها بسخرية ،ملامسًا شفاهه بأصابع يده وهو يقول :
جميل يا مايا ،بقيتى المحامى بتاعها
توترت "مايا" بشدة من حديثه ولكنها حاولت صبغ هيئتها بالهدوء فقالت متسائلةً :
قصدك ايه ؟
ابتسم "مالك" بسخرية وهو يقول :
أنتِ عارفه كويس قوى أنا قصدى ايه ؟
لكن جدهم تدخل بالحوار حيث قال بحزم شديد :
اطلعى يا مايا لفوق وخدى بنت عمك ،شكلها تعبانه شوية
ثم التفت إلى حفيده محدثًا اياه بحدة :
وتعالى ورايا على المكتب يا ابن ابراهيم، ليلنا النهاردة طويل

صعدت معها لغرفتها وساعدتها فى الجلوس على فراشها ،كانت ترتجف بشكل ملحوظ لم تنطق بحرف واحد ،كانت فقط تنظر للفراغ أمامها ،دَبَّ الخوف فى أوصل مايا ،لم تكن تعرف ماذا تفعل لتساعدها ؟ لكنها أيقنت بأن الشىء الأول هو تدفئتها ،فارتجاف جسدها يزداد بشكل ملحوظ
دثرتها بالغطاء الثقيل الموجود على فراشها ،لكن ذلك لم يكن كافيًا فاسرعت لغرفتها الخاصة تحضر غطاءها هى أيضًا

لا تعرف أقلت رعشت جسدها أم بسبب سمك ما دثرتها به لم يعد ملحوظ هيئتها من الأساس؟
لكنها أسرعت لتعد حساءًا ساخنًا وحمدلله لم يكن العشاء قد ضب فأخذت ما وجدته أمامها وصعدت مرة آخرى
كانت تتصرف بشكل سريع ،كل ما يهمها ألا تفقد رنا وعيها أو تصاب بصدمة عصبية ،خاصة أن عفاف ليست بالمنزل هذه الأيام فقد سافرت لمدينة آخرى لإنجاز شىء ما .
حاولت أن تجعلها تتناول ما أحضرته لكنها أبت ذلك ،حيث حركت رأسها رافضةً بشدة ،ومازالت لا تتكلم ،فقط ايماءات خافتة و برودة تنبعث من جسدها ،ولا شىء آخر
لكن مايا لم تستلم فأجبرتها على تناول ذلك الحساء لعله يهدأ من روعها قليلًا،استسلمت تلك المكسينة فى نهاية المطاف وتناولته ولكنها فجأة وبدون أى مقدمات بدأت بالبكاء ،كأن الهدوء منذ قليل لم يكن سوى حالة صدمة مما حدث ،لكن الأن بدأت فى إدراك الحقيقة ،انه هنا مجددًا ،لامسها بِخسة ووضاعة ،أعاد لها الذكريات الشنيعة ،نهضت من الفراش مُسرعةً وهى تحك ظهرها بأى شىء تجده أمامها ،كأنها تحاول نفض لمسته عن جسدها ،تشمئز من فكرة أنه عاد ووضع يده عليها هكذا بكل بساطة دون أن يعاقب ،انه يستحق الموت وليس مجرد عقاب عابر كما حدث بالسابق

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now