_٤٦_(جسدٌ مُدنسٌ وروحٌ مُفارقةٌ )

5.4K 284 144
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ (1) حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ (4) كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيۡنَ ٱلۡيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ (8) }
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

_____________________________________

(جسدٌ مُدنسٌ وروحٌ مُفارقةٌ )

"عَانَقَينِى وَ اتْرُكِى كُلَّ الْخِلَافِ
عَانَقَينَى فَالْمَرْءُ دُونَ الْعِنَاقِ يَخَاف"
_غيث الحديدى

________________________________________

وصل "آدم" للمشفى بعد أن تلقى مكالمة صادمة، ترك كل شىء و هرع لنجدة صديقه و بداخله هواجس عدة و يخشى بشدة .
نزل عليه هذا الخبر كصاعقة مدوية، لا يدرى كيف و متى و بأى هيئة وصل ؟! و لكنه لم يفكر و لو لثانية واحده، فقط هرول بكل قوة يملكها تاركًا خلفه كل شىء .

و قف أمام مكتب الاستعلامات و قال و هو يشهر برقم الهاتف الخاص بصديقه و صدره يعلو و يهبط من شدة الإنهاك :
أنا دكتور "آدم الريحانى" فى حد كلمنى من شوية من الرقم دا و قال أن صاحبه"غيث سامح الحديدى " عمل حادثه و اتنقل هنا
أجابته الموظفة بعد أن بحثت عن اسم المريض و الذى تم تسجيله بناء على بطاقة الهوية التى عثر عليها بحوزته:
أيوه يا دكتور، المريض فى غرفة ٢٠٧ الطابق التالت

تركها دون أن يهتف بكلمة شكر مقتضبة و هرع للمصعد الكهربائى و هو يتمنى أن يجد صديقه بحالة جيدة، فجميع الهواجس تجتاجه دون رحمة و يدرك كامل الإدراك بأن صديقه دائم العراك و الإصابات المتفرقة فى كل أنحاء جسده.
________________________________________

بمكان مظلم و معتم، تفوح منه رائحة مقززة، و كأنها غرفة لإيواء جثث الحيوانات الضالة، فهم ليسوا بأليف أحد، بإختصار كناية عما سيحدث لها إن لم تتبع النهج المرسوم من قبل الخاطفين .
استيقظت بعد فترة من فقدان الوعى فقد كممها أحد الملثمين بقطعة قماش مُبللة بسائل مخدر كى لا تعيق عملية الفرار بها و لا تلفت الأنظار لهم.

صرخت بقوة و هى تحاول فك قيد وثاقها :
أنتم مين ؟!
و لكن كانت كمن يحاور الريح، لا رد فقط أصوات تصدر من الخارج فكررت الكلمات بغضب أكبر كدرع للخوف الكامن بروحها و البادى بوضوح على كفوفها المرتجفة:
جايبنى هنا ليه ؟!
صمت تام، و الخوف يتزايد فى أواصلها حتى سمعت خطوات تقترب منها، فهتفت بقلة حيلة بنبرة طغى الذعر عليها :
حد يرد عليا، أنا........
و لكنها ابتلعت باقى الكلمات بحنجرتها حين رأت جسد ضخم يقف أمامها، يطالعها بتسلية و كأنه حيوان يقيم فريسته و يقول بنبرة خشنة :
ششششش
صوتك ميعلاش عشان منزعلش، و إحنا زعلنا يطير فى رقاب وش
تقدم شخص آخر، ملثم بجسد ضخم يماثل جسد الأول، و قال و هو ينحنى بجذعه، واضعًا كفه القذرة على وجنتها، يربت عليها و كأنه يصفعها ببعض الحدة الطفيفة :
فاهدى يا حلوة لو لسه عايزه تعيشيلك يومين كمان

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 26 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now