_٢٧_(ليلة عيد)

5.9K 329 277
                                    

٠٧/٠٧/٢٠٢٣
(ليلة عيد )

"يبدو أن لقصتنا منحنى آخر، حاول الأعداء تفرقتنا و لم شملنا الأصدقاء بجملة واحدة"

______________________________________

(قبل أربعة و عشرين ساعة )

(فى منزل الطبيب آدم الريحانى)

تجمع الاصدقاء الثلاثة فى حفل صغير ،لتوديع العزوبية كما يطلق عليه ،حضر "غيث" العديد من المقبلات الشهية و قام "آدم" بتحضير المشروبات المنعشة و اختار "أحمد" إحدى أفلام الحركة و الغموض
جلس الثلاثة على الأريكة أمام التلفاز يشاهدون ما يعرض و يتناولون الطعام أمامهم فى جو صاخب

إلى أن هتف "آدم" بسخرية و هو يشير لصديقه :
حد كان يصدق أن أول واحد يدخل القفص فينا هو اللعبى دا؟ أنا مش مصدق بجد
رد "أحمد" عليه قائلًا بينما كان يتناول بعض الشطائر سريعة التحضير :
اعتزلت اللعب و الله و مقضيها استرتشات عشان اللياقة مش أكتر ،بنت الحسينى جابتنى الأرض
قاطع حديثهم ذلك هتاف"غيث"متسائلًا بترقب:
فرحان يا أحمد؟
أومأ الآخر برأسه بهدوء دون أن يتحدث ،فعانقه "غيث" بشدة و قال بسعادة :
و أنا مش عايز أكتر من كدا ،ألف مبروك يا صاحبى

فى تلك الأثناء خرج "زين"من غرفته بعد أن أنهى الواجب المطلوب منه فقد سجله "آدم" فى إحدى المجموعات كى يحسن من مستواه قبل الدراسة ،بلإضافة إلى الكُتاب كى يحفظ القرآن الكريم
تقدم الصغير من مكانهم و قال بهدوء :
عمو أحمد
رد "أحمد" عليه بابتسامة مشرقة بينما كان يداعب منابت شعره بمشاغبة :
أيوه يا صغنن
بادله الصغير الابتسام و قال :
كنت عايز أقولك ،مبروك عشان هتتجوز طنط وعد ،و تحل عنى و متنمشى جمبى تانى خالص ،و السرير يبقي بتاعى لوحدى أخيرًا
أنهى حديثه و هرول لغرفته سريعًا ،بينما ضرب "أحمد"كفًا بكف و قال بتهكم:
الواد دا فرحان فيا و لا ليا ؟
التفت "آدم" لصديقهم الثالت و هتف قائلًا :
مش ناوى تفرحنا بيك بقى يا غيث ،مش خايف حد غيرك يخطفها
لكن قاطعها "أحمد" و قال بينما كان يشير له :
دا نام يا آدم
ثم عقب مجددًا بشفقة على حاله :
بقاله أسبوع كامل بيلف معايا و يتابع مع العمال و يستلم العفش و كمان الشركة على كتافه
حينها صفعه "آدم" على مؤخرة رأسه و قال بحدة :
أرهقت الواد
فدفعه الآخر و هو يقول بتذمر :
احترم أن فرحى بكرا يا أخى ،مش عايز إصابات تشوه جمالى الربانى

لم يعلق "آدم" على حديثه ،اكتفى برمقه بنظرة ساخرة .
خلد "غيث" للنوم على الأريكة بالخارج و أحضر له "آدم" شرشفًا ليدثره به ،بينما أسرع "أحمد" لغرفة "زين"يشاكسه و ينام بقربه للمرة الأخيرة أو معتقدًا أنها الآخيرة.
و انتهت تلك الأمسية أخيرًا ،ليكون الغد هو الزفاف المنتظر .

.........................................................

(فى منزل الست فاطمة )

أشرقت الأرض بنور ربها ،معلنةً عن بداية اليوم الذى لطالما انتظرته تلك الفتاة الشقية ،أخيرًا حفل زفافها ،أرادت بشدة ألا تستعد خارج المنزل ،تريد أن تزف من تلك الحارة و هذا المنزل البسيط الذى شيدته والدتها بتعبها و نضالها لسنوات عديدة بمفردها ،و وافق "أحمد" على ما طلبت فأحضر لها مصففة الشعر و المسئولة عن التزيين و كل ما تريد .

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن