_١٧_(لست ليث، أنا غيث)

6K 363 92
                                    

٢٧/٠١/٢٠٢٣
(لست ليث، أنا غيث)

"انفجر الطفل بداخلى كما لم ينفجر من قبل"
______________________________________

حل الصباح أخيرًا
ما يزال نائمًا فوق فراشه محتضًا إحدى الوسادات القريبة منه و لكن بعض الأصوات الصاخبة تحيط به، و تلاعب أصحابه به قليلًا فكانوا يقرعون على الباب بعنف شديد كأن الحرب قامت بالفعل .
نهض "أحمد" مذعورًا من تلك الأصوات المحيطة، و لم يكن حتى استفاق بشكل كبير و هو يتمتم بينما كان يحك عينه:
ايه فى ايه ؟ البيت بيقع ولا ايه ؟
ضحك أصحابه بشدة على حالته تلك و شعره المشعت للغاية، من يراه الأن يتعجب من ثقته بنفسه والوسامة التى يتفاخر بها بإستمرار
ليقول آدم بسخرية واضحة :
لا مبيقعشى ولا حاجة بس أنت غالبًا اللى هتطربق على دماغك عشان متأخر
نظر لهما مبتسمًا بينما كان يتثأب ليردف قائلًا:
ليه يعنى؟
هتف غيث بجدية مزيفة:
أنت عارف الساعة كام دلوقتى ؟
ليجييه الآخر بتعجب:
لا مش عارف بس تلاقيها سبعة ولا حاجة يعنى
نظر غيث بإبتسامة صفراء ليقول بصوت مستفز:
لا يا حبى دى تمانية إلاربع
قفز من السرير بسرعة قسوى ليقف مترنحًا أمامهم يحدثهم بغضب شديد:
ايه يا نهاركم أبيض ، أنا مش قايلكم صحونى سبعة ، السكشن هيروح عليا يخربيتكم ، هو أنا ناقص

كان يحاول لملمة نفسه بقدر الإمكان ليستطيع اللحاق ، لكنه لم يجد ملابسه التى ارتداها بالأمس
ليسأل بعجل :
الهدوم بتاعتى فين ؟ مش لاقيها
أجابه غيث بسخرية:
غسلتهم من نص ساعة، مبحبش أنا الهرجلة دى ، كله بالنظام
فهتف أحمد بغضب شديد:
أنت بتهزر صح، أنتم بتعملوا فيا كدا ليه؟
حين شعر آدم بتوتر الأجواء ،وأن الحرب على وشك الاندلاع، قرر التراجع وتهدئة الوضع ، ليقول بهدوء وعقلانية:
خلاص يا غيث بطل رخمة بقى ،وأنت يا أحمد الساعه لسه سته ونص، احنا بس كنا بنشتغلك شوية

نظر لهما بغيظ ثم قال بعبوس:
طب هدومى فين؟
ربت آدم على كتفه قائلًا بحنان:
اتغسلت فعلا بس من امبارح بليل وشويه وهنجبها من على الحبل ، روق بقى
زفر أحمد بحنق قائلًا:
أنتم رخمه أصلًا
صفق آدم بمرح ليحاول تلطيف حدة الأجواء قائلًا:
طب يلا على الفطار غيث عملنا أكل ملوكى
ابستم أحمد حين سمع جملة طعام من إعداد غيث فتلك نقطة ضعفه الأكبر ليقول بتلقائية:
الحاجة الوحيدة الحلوة اللى فيك يا غيث هو طبخك غير كد شكليات ملهاش أى للازمة
هتف غيث بضيق مزيف:
كدا ،طب خلاص ما مفيش أكل بقي
اقترب صديقة منه محاولًا دغدغته بأصابعه قائلًا:
ياعم خلاص متبقاش قفوش ،دا أنت الحته الشمال برده
تصنع آدم الاستنكار من الحديث ليقول بضيق مزيف:
هو أنا أه غبت سنتين وكل حاجة ،بس مش لدرجة الحتة الشمال، اتظبط يلا منك ليه
هتف غيث بسخرية:
قولتلك الواد دا محتاج يتغسل كله على بعضه بكلور ، أنا تعبت من تصرفاته
ليهتف الآخر بتساؤل يحمل فى طياته سخرية واضحة:
ولما اتغسل بكلور يا حبى، أنت تتغسل بايه ؟مادة كاوية ولا بوتاس
قطب آدم حاجبيه بتعجب قائلًا :
ماهى هى يا أذكى أخواتك

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now