_٤_ ( من المصاب ؟)

5.8K 332 123
                                    

١١/٠٤/٢٠٢٣
(من المصاب؟!)

"عُوقِبت بالوقوع أسيرًا لعينيكِ
فلم أتمكن من التحرر، و لا أردته من الأساس  "
_غيث الحديدى
______________________________________

(أمام منزل أحمد البلعوطى)

فى صباح يوم جديد ،اتجه ذلك الغريب للعمل بكل نشاط ،لم يستعمل سيارته نظرًا لانه لا يعرف الطرق جيدًا فى تلك المدينة ففضل أن يركب سياره آجرة فى البداية ،لكن و قبل أن يوقف أى سيارة وجد من تهتف خلفه بحماس:
تعال أركب معانا يا استاذ بسام ،طريقنا واحد

كانت تقف أمام السيارة،بينما شقيقها بالداخل يطالعهم بضيق واضح، لكنه لم يتحدث
حمحم" بسام"قائلًا بخجل شديد:
مفيش داعى يا استاذه ياسمين ،أنا هركب تاكسى ،مش عايز أتعبكم معايا
حركت"ياسمين" رأسها رافضة و قالت :
ملهاش لازمه و الله ،أحنا التلاته راحين الشركة، فمش هقبل أى إعتراض
أخرج"أحمد" رأسه من نافذة العربية و قال بحدة :
انجزوا يلا ،أنا مش عايز أتأخر ،و مش هنتلحى عليك يعنى ،يا تركب و تخلصنا يا تمشى
طالعه"بسام" بسخط شديد و لكنه قال بهدف مضايقته:
لا خلاص هركب يا استاذ أحمد
تأفف "أحمد" بشده حين قال ذلك و لكنه تظاهر بعدم الإكتراث و انطلق فى طريقه
بينما كان "بسام"يراقبه من الخلف من خلال المرآة الموجودة بالأمام و بين الحين و الآخر يرمق "ياسمين"بنظرات غير مفهومة ،لكن دون أن يلفت الإنتباه
فدائمًا ما كان يعمل فى الخفاء

..................................................................

(شركة العدلى group)

كانت بالشركة تنهى المشروع المطلوب منها ،وضعت اللمسات النهائية ،و قامت بإعداد عرض تقديمي أيضًا على الحاسوب الخاص بها
بعد ذلك اتجهت لمكتب مديرها المباشر ،أخبرت الموظفة المسؤله ، فطلبت منها الانتظار حتى تعلم المدير ،وما هى إلا لحظات و خرجت و سمحت لها بالدخول
دخلت"ديما"بابتسامة خجوله بادلها هو بالبرود المعتاد عليه
جلست على الكرسى المقابل له و أعطته الملف الخاص بالمشروع ،اطلت عليه بهدوء ،كان يراجعه بدقة شديدة ،و يدون بعد الملحوظات فى ورقة جانبية ،و بعد ما يقرب من الخمسة وعشرين دقيقه رفت رأسه و قال :
هايل يا ديما ،أنا موافق عليه
ابتسمت "ديما"باتساع على مدحها ذلك و لكن قبل أن تتحدث ،هتف هو مشيرًا. لبعض النقاط :
بس فى كذا نقطه هتحتاج تعديل ،مش قصدى اتدخل فى رؤيتك كمهندسة أكيد ،بس التعديل هيكون فى صالح المشروع
أومأت"ديما"برأسها و قالت على استحياء:
اللى حضرتك تشوفه ،أنا معنديش مشكلة
بس كان ناقص بس أن حضرتك تشوف ال presentation
ابتسم بهدوء و شرعت هى فى شرح بعض النقاط على العرض التقديمى الخاص بها

بعد فترة كانت "ديما"تحمل حاسوبها و بعض الأوراق و تتجه للمغادرة بسعادة و لكنها فجأة أسقطت الأوراق من يدها و كانت ستسقط الحاسوب هو الآخر لكنها تمكنت مع حمله فى اللحظة الآخيرة،هرع "غيث" لها و بدون أن ينطق بأى حرف هبط بجذعه و قام بتجميع الأوارق ،شعرت هى بالخجل الشديد و قالت بتوتر ملحوظ:
آسفه ،مكنشى قصدى
حرك"غيث" رأسه نافيًا و قال بهدوء :
لا عادى ولا يهمك
قال ذلك و لكنه لاحظ أنها تحاول اخفاء يدها وتقوم بمسحها بثوبها من الخجل الشد و التعرق الملحوظ بكفها ،أخرج منديلًا من جيبه و أمسك بيدها و مسحها عليها برفق شديد
رفعت هى وجهها له بإمتنان و كانت ستتحدث بشىء قد يفسد ما كل شىء
و لكن فى تلك اللحظه دخل "أحمد" برفقه شقيقتها ومن خلفهم "بسام"
شعرت" ديما " بالخجل الشديد من الموقف و نهضت مُسرعةً بعد أن جمعت أوراقها و الحاسوب ،خرجت من الغرفة دون أن تنطق بحرف واحد ،و لكن لفت انتباه شخص غريب ينظر لها بشكل لم تعهده من قبل

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن