_٣_( غيث واحد لا يكفى)

6.6K 328 135
                                    

٠٧/٠٤/٢٠٢٣
(غيث واحد لا يكفى)

"أُرِيدُ  الْإِخْتِبَاءُ بَيْنَ ثَنَايَا ضُلُوعِكِ
فَتُصْبِحُ ذِرَاعَيْكِ سُتْرَةً تُحِيطُ بِهَشَاشَتَى
أُخْفِيهَا عَنِ الْكُلِّ إِلَاكِ صَغِيرَتَى
فَهَلْ مِنْ مُتَّسِعٍ لِى ؟!
مُتَّسِعٌ لِنَاضِجٍ حَرُمَ مِنْ طُفُولَتِهِ
وَ كَهَلَ تَفَنُّنُ الْحَاضِرُ فِى كَسْرِهِ"
_غيث الحديدى

_________________________________

فى صباح يوم جديد ،كانت ياسمين تعد مشروبًا دافئًا كى تحتسيه فقد كانت عطلة قررها غيث و وافق الجميع عليها بسعادة ، قررت إعادة ترتيب أثاث المنزل فقد سئمت من هيئة المنزل ، تحمدالله أن شقيقها ليس بالمنزل فقد اصطحبه غيث للمركز للرياضى كى يهدأ قليلًا و يكف عن مضايقة الجميع بحديثه و سخريته التى لا معنى لها
أنهت ترتيب الغرف الداخلية و تبقي باقى المنزل ،لكنها سمعت طرقًا خفيفًا على الباب ،تعجبت لعودة شقيقها مبكرًا فلم يكد يمضى على رحيله سوى ساعة واحدة تقريبًا ،فذهبت لفتح الباب له و لكنها تفاجأت بطفل صغير يقف أمامها ،و يبتسم بطريقة ساحرة و يقول بينما كان يحمل بيده زجاجة عصير كبيرة :
اذيك يا طنط ،أنا غيث بسام ،أنا و بابا جينا امبارح سكنا هنا قصادكم فى الشقه دى
قال ذلك بينما كان يشير بأصابعه الصغيره للباب المقابل ،ابتسمت له و قالت بترحاب :
أهلا يا غيث ،اتشرفت بمعرفتك
ابتسم الصغير لها ،ثم قال بينما كان يناولها تلك الزجاجة التى بيده :
و أنا كمان ،معلشى ممكن تفتحيلى ازازة العصير دى ،عشان جامده عليا و مش عارف
ابتسمت"ياسمين" بخفه على ذلك الصغير و قالت بينما أخذت الزجاجه منه و قامت بفتحها :
أتفضل يا غيث ،بس هتشربها ازاى ؟ أجبلك كوبايه
أومأ الصغير برأسه و قال برجاء:
أه و لو عندك بسكويت هاتى ،أصل بابا نزل يجيب أكل و لسه مرجعش وأنا جعان قوى
هبطت"ياسمين" لمستواه و قالت بمرح :
تحب أعملك فطار كبير قوى بدل البسكويت دا
أومأ الصغير برأسه فرحًا من عرضها
فنهضت و أفسحت له الطريق كى يدخل ،و لكنها فكرت للحظات حين يأتى والد الصبى و لا يجده بالتأكيد سيقلق ،فخطر ببالها فكرة لطيفة ،أحضرت ورقه بيضاء و كتبت عليها
"ابن حضرتك غيث فى الشقة اللى قصادك متقلقش "
ثم قامت بإلصاقها على الباب بفعل شريط لاصق
نظرت لما فعلت برضا ،ثم دخلت للمنزل لتعد الإفطار بحماس

...................................................................

بالنادى الرياضى كان غيث يمارس تمارينه الرياضية بكل شغف و سعادة ،فقد اعتاد أن يهتم بصحته الجسمانية بينما صديقه كان ينظر له بسخط و ضيق ،فهو لا يهتم بكل تلك الأشياء ،أحضره غيث بدون إرادته ،فقد اقتحم منزله صباحًا و سحبه من ياقة قميصه، و وجد نفسه هنا أمام كل تلك الأجهزة و هؤلاء الأشخاص مفتولى العضلات
اقترب "غيث" منه بعد أن أنهى التمرين الشاق الذى كان يقوم به ،جلس بقربه و قال بينما كان العرق يتصبب منه:
ايه مش هتلعب؟
حرك "أحمد"رأسه رافضًا و قال بضيق:
مش عايز أتزفت ،و سبنى أنا مش طايق دبان وشى
ابتسم "غيث" على مظهره و قال بسخرية :
كل دا عشان خدتك الصبح غصبن عنك
جز"أحمد"على أسنانه بغيظ شديد وقال :
أنا مش فارق معايا ،غير الفطير السخن اللى قومتنى من قدامه ،كان سخن و مقرمش يا غيث ،طب كنت سبنى أدوقه حتى
اتسعت عينى "غيث" بصدمة من حديث صديقه و لكن ما هى إلا لحظات و انفجر من الضحك ،طالعه "أحمد" بضيق مكتوم فحاول "غيث"احتواء الموقف و قال :
يعنى كل التكشيره دى عشان الفطير ،يا سيدى واحنا مروحين هشتريلك من أقرب مخبز
رد عليه الآخر بتذمر طفولى:
عايز أربعه لوحدى ،ومش هديك منهم حاجه
أومأ"غيث" برأسه و قال بمرح :
هجبلك خمسه و لا تزعل نفسك
قوم العب بس التمرين دا معايا،و هنروح بعدها
قوم أنا حاسس انى جايب معايا ابن أختى
قال ذلك بينما كان يدفع صديقه أمامه ،وعلى لسان ذلك الشقى كلمه واحدة:
متزقش

مريض نفسى بالفطرةWhere stories live. Discover now