9 - مثلث بلا أضلاع.

3K 390 247
                                    

9 -

أن تبكي الروح..
والقلبُ يقول: أمين! 

- فيلا السلحدار.

اتجهت شهد نحوَ بوابةِ الفيلا الداخلية، تفتحها إلى أيلول التي ما إن رَأتها حتى احتضنتها بشوقٍ بالغ، متسائلةً بحُبٍ أخوي:
- أخبارك يا كتكوتة؟

ضحكت شهد بخفوتٍ، على مداعبةِ أيلول لوجنتيها، ثمَ نطقت وهي تسحبها لغرفةِ المعيشة حيثُ الجميع:
- فل الفل.. بس بيني وبينك الجو متعقد جوه؛ بسبب خوف طنط نجلاء!

عقدت أيلول حاجبيها، وسارت معها على خطاها تتساءل عن سببِ خوف نجلاء، ورغمَ أنها تعلم منذُ الصباح السبب، إلا أنها تحاول تشتيت أفكارها خشيةً من أن يتحقق ظنها، فتتبدل الفرحة إلى عزاءٍ وبكاء!

في حين يسير هاوي خلفهما ببعضِ الانزعاج الغير ظاهر والمتواري خلفَ قناع اللامبالاة.. وفور أن أصبحَ داخل الغرفة التي تضم باقي أفراد العائلة، حتى ارتمى على أقربِ كرسيٍّ قابلهُ، متنهدًا بحرارةٍ وارتياح، لكنهُ ما لبث إلا أن أدركَ وجودهم، فنهضَ مهمهمًا بحرجٍ، ثمَ اقتربَ مِن محمد أولا يصافحهُ ببعضِ الود، ومن ثمَ صافحَ الآخرين ونظراتهم المتعجبة منهُ تتفحصهُ بالكامل، فأنهى هو الأمر بالجلوس جوار أيلول التي نظرت لهُ بطرفِ عينٍ، ولم تتحدث..

- مُبارك يا محمد باشا، مبارك يا نجلاء هانم..

هتفَ هَاوي للمرةِ الثانية مقاطعًا صمتًا احتلَّ المكان لدقيقةٍ، فتبسمَ محمد بودٍ، يردهُ المباركة بحنانٍ.. ملاحظًا شرودِ نجلاء خوفًا على ولدها المُتغيب عن عيناها، ولبرهةٍ دفعها عقلها لإنهاء هذه الزيجة حتى يأتي هو، ولكن محمد أشار لها بعينيهِ، يحثها على الابتسام قليلًا، وهمسَ لها دونَ أن يراهُ أحد:

- متخافيش.. ابتسمي!

يطرق الحُب باب القلبِ فجأةً دونَ سابق إنذارٍ.. حتى وإن كان المرء كبيرًا، ولكن القلب لا يكبر، القلب يزال صغيرًا وينبض بالحُبِ.. إلى نهاية حياة صاحبهُ!

تبسمت نجلاء بخفوتٍ، وأشارت لهُ بعينيها أن لا يقلق عليها، ثمَ نظرت للشبابِ ثانيةً، حيثُ قال شُهيب باستفسارٍ موجهًا حديثهُ لهاوي:
- لقيت المطعم بجد!

أومأ هاوي إيجابًا، وهو ينظر لأيلول بهدوءٍ، فأشاحت هي بأنظارها بعيدًا عنهُ، تتوعد لهُ في رأسها على توبيخه حينما يعودان إلى منزلهما.. وذلكَ لإظهار الحُب لها أمامهم بشكلٍ تكاد أن تراهُ حقيقة!

في حين صفقَ ثائر بحماسٍ، وهتفَ بمرحٍ:
- حلو أوي.. هتعزمنا فيه ببلاش بقى، أنا طول عُمري أصلا بقول إن هاوي ده توب الجدعنة!

- مش هسمحلك تدخل أصلا!

ردهُ هاوي بابتسامةٍ باردة، فرمشَ ثائر بغباءٍ، ومن ثمَ رفعَ يديهِ عاليًا، يردف بصوتٍ مرتفع:
- يا رب.. يا رب لو ما دخلني؛ المطعم ينجح برضو.. ما أنا مش هتمنى له الشر!

أيلول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن