12 - ما هو الحُب؟

3.4K 287 140
                                    

12 -

نحاول الهروب مِن أشياءٍ كثيرة.. ولكن دائمًا ما تكون المواجهة هي النهاية.

- أنا مش عيل صغير، أنتِ متخيلة إني كنت واحد شغال في المافيا؟ .. أيلول أنا ممكن أساعدك في المعلومات الخاصة بالمهمة دي.

نبسَ هاوي وهو يرتدي سترتهِ الجلدية، مقتربًا مِن موضعِ أيلول؛ حتى يخرج معها من المنزلِ، فضحكت هي بخفةٍ، ومالت عليهِ بعدَ أن نظمت خصلات شعرها، طابعةً قُبلة خافتة على وجنتهِ بحركةٍ اندفاعية، نابسةً بهدوءٍ:

- وأنا مِن الشرطة.. ليا سلطة أعتقد، متقلقش.

رمشَ هو ناظرًا لها بصدمةٍ مِن اندفاعها، فقطبت هي ما بينَ حاجبيها، تنظر لهُ مستفهمةً عن سببِ تعجبهِ البادي على ملامحهِ.. ولكنها ما لبثت إلا أن أدركت ما فعلت، فهتفت بسرعةٍ وتلعثم:

- أنا.. أنا بس اتعودت، اتعودت عليك فكان رد فعل تلقائي، آسفة!

هزَّ رأسهِ بتفهمٍ، فعضت هي على شفتيها بخجلٍ، وخرجت مسرعةً من المنزل، غالقةً الباب خلفها بقوةٍ، وقلبها الصغير يخفق بطريقةٍ جعلتها تنفي ما وصلَ لعقلها، لن يحدث شيء.. مجرد مهمة صغيرة، لن يعلم بها أحد، وستنتهي كسابقتها، رُبما تشعر بحزنٍ دفين، ولكنها ستتناسى وجوده، وتنسى يوما ما اعتيادها على وجودهِ.

زفرت بضيقٍ، تهبط درجات السُلم بمللٍ وهي تتحدث إلى نفسها كمختلةٍ عقلية فقدت ثباتها.

في حين.. كان هو واقفٌ ضدَّ بابِ المنزل، ينظر أمامهِ وهو ينفي برأسهِ شعورًا غريب، بعدَ أن أصابتهُ رجفةً قوية، رجفةً غريبة شعرَ بها لأولِ مرةٍ في حياتهِ.. ولكنهُ مستمتع بها على غيرِ العادة، بينما جزءًا منهُ لا يريد أن يتكون داخلهُ شعورًا بالحُبِ، ويترك قلبهِ للوقوع في بئرٍ لن يستطيع انتشال ذاتهِ منهُ.. فلوى ثغرهِ بانزعاجٍ، واتجهَ جهةَ المطبخِ، لعلَّهُ يُخرج طاقتهِ في صنعِ طبقٍ مميز.

يخشى أن تكون دعابةِ القدر قد تحققت معهُ.. معهُ هو تحديدًا، وينساق نحوَ مشاعرٍ لم تكن متواجدة في قاموسِ حياتهِ مِن الأساس، فزفرَ بغضبٍ مِن نفسهِ، وشرعَ في فعل ما يريد.. وتضارب مشاعرهُ لا يتركهُ.

إن المشاعر المُعقدة هي التي تدفع المرء للتفكير في وسيلةٍ آمنة.. تجعل قلوبنا سعيدة بالوصول إلى برِ الأمان، رُبما التفكير يُرهق القلوبَ، لكن لذة الوصول للمشاعرِ السعيدة تكفي.

- فيلا السلحدار، غرفة هانيا.

أصبحَ الأمر مُريب بالنسبةِ لها، فبعدَ أن كانت سعيدة بما يصلها مِن رسائل وحلوى مُغلفه تعشقها.. أضحت خائفة مِن أن تقع في فخٍ لن تستطيع الخروج منهُ، فمطت شفتيها بضيقٍ، تجلس على حافةِ الفراش ممسكةً برسالةٍ أخرى قد أُرسلت لها رفقةَ قطعةِ حلوى، لتتنهد تنهيدةً حارة، قارئةً الرسالةَ بعينيها.. حيثُ اشتملت:

أيلول Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora