24 - الانتقام الثالث، والجرحُ القديم.

2.7K 228 128
                                    

قبل القراءة، خليك عارف إني حاسة بإحباط، فـ ياريت فوت، تعليق، ومتابعة؛ عشان أقدر أكمل كتابة الرواية.

متنساش فلسطين 🤍

°°°°°

24 -

أن أجدُ قلبًا يحتوي قلبي.. وروحًا تؤنس وحدتي، أن أجد النورَ في نهايةِ النفقِ، ولا أشعر بالأرقِ مِن شدة البؤسِ.

- مساءً.

كانَ اليوم منذُ بدايتهِ مليئًا بالمشاعرِ الصادقة، والأجواء لم تخلو بعد من وجودِ نظراتٍ حادة بينَ هاوي ورعد، ولكن تظل ذكرى اليوم أجمل ما حُفِرَ في عقولهم.

حلَّ المساء سريعًا، فصعدت الفتيات إلى الطابق الخاص بهنَّ، وبرفقتهم كُلٍ من محمد ونجلاء، في حين أن الشباب ظلوا جالسين في الحديقة، ينظرون لبعضهم بصمتٍ تام، إلى أن نبسَ ثائر بغباءٍ:

- هو أنا المفروض أطلع أجهز؟

- ده المفروض!

ردهُ رعد وهو يُحرك كوبِ المشروب الغازي في يدهِ بحركةٍ ملولة، فنهضَ ثائر، متمتمًا بابتسامةٍ بلهاء وهو يدلف إلى نطاق الفيلا:
- أنا العريس!

- عريس أهبل، أهبل يا ثائر والله!

صاحَ شُهيب بقلةِ حيلة تعقيبًا على ما نطقَ الآخر، فضحكَ هاوي بخفةٍ، ونظر لشُهيب وهو يتلاعب بعودِ الثقاب الذي في فمهِ، ومن ثمَ نبس بهدوءٍ:
- ده تأثير الحُب، شوية كمان.. وهتلاقي عقله طار.

هزَّ شُهيب رأسهِ بيأسٍ، وهتفَ بتعجبٍ وهو يعتدل في جلستهِ:
- ما أنا كنت بحب شيماء، ومش بعمل نص عمايله.. هو أهبل كده من يومه!

ضحكَ بسخريةٍ طفيفة، وابتسامةٌ مريرة ارتسمت فوق شفتيهِ من بعدها، فأمسكَ كوبهِ، مرتشفًا منهُ رشفةً صغيرة، وهو يهز قدمهِ ببعضِ الضيق، فلوى هاوي ثغرهِ، ساحبًا عود الثقاب مِن فمهِ، وألقاهُ أرضًا، أثناء قولِ رعد بنبرةٍ جادة:

- أعتقد إن لو الشعور مش متبادل؛ هتبقى الحياة مليانة مشاكل بعد كده.. فأنتَ في الحقيقة كسبت، مخسرتش.

صفقَ هاوي مؤيدًا ما قال رعد، وهو يهز رأسهِ لأعلى ولأسفل بخفوتٍ، تأكيدًا أكثر.. ثم هتف وهو يشير لهُ بإعجاب:
- بالظبط.. ولو إني مش بطيقك، بس عجبني كلامك.

ثمَ استرخى في جلستهِ، مسترسلا حديثهُ بقولهِ الشِبه ساخر:
- ويا ريت تعمل بيه بقى؛ هتبقى فل.

ارتفعَ حاجب رعد، وناظرهُ بغموضٍ، فتلاعبَ هاوي بحاجبيهِ، متجاهلًا إياهُ.. فيما قال شُهيب وهو يمرر أصابعهُ على جبينهِ ببعض الأرق والشعور بالألم:
- ربنا يسهل، محدش عارف نصيبه فين!

خَيَّمَ الصمتُ عليهم من جديد، ولا أحد يدري كيف يتبادلون أطراف الحديث ثانيةً بشخصياتهم المختلفة تلك، حتى قاطعَ تفكيرهم صراخ ثائر الذي أخرجَ رأسهِ مِن نافذة غرفتهِ:

أيلول Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang