14 - غاوي حُب!

3.1K 377 368
                                    

14 -

إن أردتَ الهروبَ مِن ذكرى مريرة.. لا تنسى أن تغلِق دفاترًا قديمة.

- قوليلي بقى يا ست لِيل إيه سبب عياطك بالشكل ده؟

تحدّثَ هاوي وهو يشبك يدهِ في يدها، أثناء سيرهما سويًا.. في طريقهما للمنزلِ الخاص بهما، فنظرت هي لهُ بنصفِ عينٍ، ثمَ سحبت يدها مِن بينِ يدهِ، تضم يديها إلى صدرِها، ونبست بضيقٍ وهي تصعد الدرجَ بغضبٍ منهُ غير مبرر:

- أنا حاسة إني بقيت بتكلم كتير أوي، وبقولك على كل إلّي بيحصل في حياتي، قول إنك عدو وبتعمل كده عشان تستغل المعلومات ضدنا؟

رفعت سبابتها في وجههِ فورَ أن أصبحا أمام الباب، تهتف بآخرِ كلماتها بشكٍ، وتناظرهُ بنصفِ عينٍ، فهزَّ هو رأسهِ يمينًا ويسارًا بيأسٍ، ثمَ أخرجَ مفتاحَ المنزلِ، وفتحَ الباب بهدوءٍ، ومن ثمَ دلفَ متمتمًا بقلةِ حيلة:

- هستغل إنك مبتعرفيش تطبخي ضد الدولة إزاي؟

هزت كتفيها بلامبالاةٍ، وعدم إدراك لمحاولة استغلالهِ لها كما تزعم، ومن ثمَ دلفت إلى المنزل، تخلع سترتها الجلدية ملقيةً إياها بإهمالٍ على الأريكةِ، نابسةً وهي تعقد خصلات شعرها للخلفِ بعشوائيةٍ:

- مش عارفة! .. بس أنا حاسة إن بعد الثقة دي؛ هاخد قلم على وشي يفـ.. إيه ده؟

نطقت بكلماتها الأخيرة بعينينِ متسعتينِ، وهي تنظر لغرفةِ المعيشة المُزينة بطريقةٍ رومانسية؛ حيثُ الورود الحمراء، والشموع الإلكترونية التي تُضيف إلى الأجواءِ رونقًا خاص، مما دفعَ أيلول للتراجعِ خطوتينِ للخلف، تهتف بغباءٍ:

- ده ليه؟ في إيه؟ وأنتَ مين؟

رمشت تنظر لهُ بعدمِ إدراك لأي شيء، وقلبها يخفق بذعرٍ وخوف، ففركَ هاوي في خصلاتِ شعرهِ بخجلٍ ظاهر على ملامحهِ، لتهز هي رأسها باستنكارٍ ومازلت الصدمة تعتلي ملامحها، تترقب ما سيقول، حتى تنهدَ ومدَّ يديهِ، يُمسك بهما يديها المرتعشة، ثمَ نطقَ بما جعلَ أوصالها ترتجف بالكامل:

- لِيل.. أنا في قلبي مشاعر حب ليكِ.

سحبت يديها مِن بينِ يديهِ بسرعةٍ بعدَ أن تملكَ منها شعورًا غريبًا يدفعها للتشتت، لم تعي كلماتهِ بعد، فنظرت لعينيهِ مباشرةً، وهزت رأسها بعدمِ فهم، ونفيٌ قاطع منها للفكرةِ.. ليبتسم هاوي بخفوتٍ، ونطقَ بصوتٍ هاديء يسودهُ الصدق الممزوج بحُبٍ تراهُ منهُ لأولِ مرةٍ:

- في الحقيقة.. أنا غاوي حُب، وهاويكِ أنتِ!

غلغلت أناملها في خصلاتِ شعرها، تُفكر رغمَ تشتتِ عقلها، واضطرابَ مشاعرها، إلى أن وجدت نفسها تدفعهُ بعيدًا عنها برفضٍ قاطع وغضبًا، دون وعيٍ منها لما تفعل، جالسةً بعد ذلك على الأريكةِ خلفه، متمتمةً بنفيٍ وهي تحتضن رأسها بيديها، ناظرةً للأرضِ؛ حتى لا تتلاقى عيناها بعينيهِ:

أيلول Where stories live. Discover now