18 - الانتقام الثاني.

3K 283 106
                                    

آسفة على تأخير البارت، أو عدم ردي على البعض.. وده بسبب حُزني على حذف الصفحة الشخصية الخاصة بي على الفيس، وإلّي بسببها مش قادرة أوصل لصفحة رواياتي.. فالحالة النفسية مش الأفضل، لكن الحمد لله.

حاولوا تتفاعلوا.. ❤

°°°°°°

18 -

الألمُ يُرهق الجسد.. والحُب يُنهي النَفسْ!
فمَا الحُب سوى وسيلةً لجعلِ الروح تفنى بالبطيء!

ترجلت أيلول مِن سيارتها ببرودٍ دفين، وصعدت الدرجَ بثباتٍ دونَ أن تنتظر هاوي الذي ضربَ كفًا بالآخرِ، بعدَ أن أغلقَ باب مقعدهِ بغضبٍ، فالتفتت لهُ قائلةً بغضبٍ مماثل:
- براحة على العربية!

ارتفعَ حاجبهُ باستنكارٍ لما تفعل، ضاحكًا بسخريةٍ طفيفة، وما لبث إلا أن ركلَ هيكلِ السيارةِ بقدمهِ من جديد، قاصدًا إغاظتها.. وقد نجحَ بالفعلِ، ثمَ صعدَ الدرج خلفها بخطى سريعة، ووففَ قابلتها، يناظرها بعينين تائهتين.. ناطقًا بغضبٍ:

- ما براحة أنتِ على مشاعري!

رمقتهُ بسخطٍ، ثمَ أشاحت بأنظارها بعيدًا عنهُ؛ حتى لا تميل إليه.. وأكملت صعود الدرجِ وهي تمسك بطرفيِّ فستانها، إلى أن أصبحت أمام الباب، فازدردت لعابها قائلةً بخفوتٍ وهي تتجاهل النظر لهُ:
- افتح الباب يا هاوي معلش.

نظرَ هو لها بهدوءٍ تام، يُخرج مفتاح المنزل مِن جيبِ بنطالهِ دونَ أن يُبعد عيناها عنهُ، ثمَ أعطاها إياهُ، وهتفَ بضيقٍ:
- افتحي أنتِ، أنا خارج.

التفتَ ليغادر ويتركها بعد أن التقطت منهُ المفتاح، لكنها أوقفتهُ قائلةً بسرعةٍ ولهفة طفيفة:
- رايح فين!

- في داهية، رايح في داهية يا أيلول!

ردَّها دونَ أن يلتفت لها، تاركًا إياها بمفردها، مغادرًا وهو غاضبٌ مِن تناقضها في التعاملِ معهُ، رُغمَ أنهُ يُظهر لها جانبهِ الأفضل، ويُعاملها كما تتمنى أي فتاةٍ، وذلكَ لأنهُ شعرَ برجفةٍ في قلبهِ الذي دقَّ لها هي فقط.. إلا أنها تعاملهُ في أحيانٍ كثيرة بجفاءٍ، ومن ثمَ تعاود إغراقهِ بفيضٍ من المشاعر التي تجعلهُ يدور في دوامةٍ لا خروج منها! .. ورُبما الرجفة التي تغلغلت إلى قلبهِ لم تكن سوى وهمٌ مُطلق!

تأفأفت أيلول ناظرةً لطيفهِ وهو يغادر دونَ أن ينطق بكلمةٍ زائدة، ثمَ فتحت باب المنزل مستغفرةً ربها بهدوءٍ، وما إن دلفت إلى نطاق المنزل، وأغلقت الباب خلفها، حتى شعرت بفوهةِ سلاحٍ تُصوب على مؤخرةِ رأسها، وصوتًا غريب يخترق آذانها بقولهِ:

- أهلا أهلا بسِت البيت.. أومال فين حبيب القلب بابلو؟

○○○○○

- منزل إسماعيل.

هبط صُهيب مِن سيارتهِ مسرعًا، يُغلق باب مقعدهِ بإهمالٍ، ثمَ دلفَ بخطى متسارعة إلى نطاق الحديقة، مقتربًا بخطى شبه متعثرة نحوَ بابِ المنزل، إلى أن أصبحَ أمامهِ بالفعل، فسحبَ نفسًا طويلا، ومدَّ يدهِ يطرق الباب ثلاث طرقاتٍ متتالية، وهو يتنهد بحرارةٍ، داعيًا داخلهُ أن يتراجع إسماعيل عن قرارهِ، حتى فُتحَ الباب لهُ بعد دقيقتين، وظهرَ إسماعيل بهيئةٍ لا تسر الناظر إليه، فابتسمَ صُهيب بهدوءٍ ولم يكد أن يتحدث حتى قاطعهُ إسماعيل بإشارةٍ منهُ تدعوه نحو الداخل، ليناظرهُ صُهيب بعدمِ رضا عن حالتهِ، ودلفَ متمتمًا باستنكارٍ:

أيلول Where stories live. Discover now