الفصل 2|الرجل الخفي

24.6K 597 25
                                    

12/09/1956

لم يخفي الحارس دهشته و هي تريه بطاقتها و تكشف عن هويتها ، تطلع على وجه جوني و بدى له أنه ليس السيد رومان فهو يعرفه جيدا ليقول باحترام : و السيد ؟
ابتسمت رينا بمكر و هي تطالعه : إنه ضيفي الليلة ...

دخلا كلاهما و صدم جوني بالعالم الذي دخله للتو ، إنه حتى لا يشبه ما يراه في المسلسلات و الأفلام ، إنه أكبر و اكثر جرأة ...
كان هناك نساء يرقصن على عواميد فولاذية في المنتصف بينما يحطيهم مئات المتفرجين ، الأضواء خافتة و حمراء ، هناك بار في المنتصف ممتلأ على آخره ، تبع رينا في هدوء إلى أحد الطاولات .و جلسا ...
كانت تراقب ملامحه المندهشة كطفل يزور الألعاب لأول مرة ، كان صوت الموسيقى صاخبا و مثيرا لتقترب من اذنه و تقول : أتراهن أنه قبل أن يأتي مشروبنا الأول سوف تطلب منك إمرأة الرقص ...
قال بسخرية : ليس معي سوى خمس اورو في جيبي
ضحكت بقوة : لا بأس سوف آخدها ...
اخرجها من جيبه واضعا إياها على الطاولة و هو شبه متأكد أنها مخطئة مطالعا إياها بتحدي بادلته هي نفس النظرات ليجد يدا توضع على كتفه من الخلف من فاتنة شقراء هامسة له باغراء: ألن ترقص معي ؟
حملت رينا ورقة خمس يورو في يدها و قالت بانتصار : أعتقد انها لي ،إذهب معها ...
و هو ما فعله على الفور ، راقبت لغة جسده المتوترة و الخائفة ، يبدوا أنه لم يراقص إمرأة منذ عصور..
بدأت الفكرة تتبلور في رأسها أكثر و أكثر ...
إنها تعلب بالنار حقيقة لكنها لا تهتم ...

ما لم تعرفه أنها أثناء تفرجها على جوني و هو يراقص تلك الفاتنة ، كانت ذات نفسها تخضع للمراقبة من الطابق الأعلى حيث كبار الشخصيات جالسون ، كانت قد أثرت إهتمام مجموعة من الرجال بشدة ، و خاصة أن قائدهم قد شد لها بطريقة غريبة إلا أنه رفض ذلك بقوة ، لا يستطيع المخاطرة ليس بعد أن إقترب من طموحه و بقيت شهور قليلة ، لكنها قطعة من الكمال و كأنها حورية هربت من الجنة ، كان يقاوم الرغبة فيها ، و من أجل التخلص من هذا الشعور الذي يلازمه كلما تطلع إلى الأسفل ، أشار لأحد رجاله بأن يضاجعها ...
راقبه و هو يقترب منها شعر بنار تشتعل في صدره و هو يراها تضحك على نكته السخيفة و قبل أن يدرك الأمر كانت تحاوط ذراعه كي تخرج معه ، حاول إقناع نفسه أنها مجرد رخيصة وجد أحمقا يدفع ثمنها ، ثم من هذه المرأة أصلا حتى تأخد من تفكيره , مثلها مثل الللواتي سبقنها من قبل ، فاتنات يبهر بهن في اللحظات الأولى ثم يختفي ذلك الانبهار ... و الأمر سيان بالنسبة لهذه الفاتنة أيضا لكن هذه المرأة سوف يقاوم رغبته بها ..

+++++++++++
على الجانب الآخر وصلت رينا مع آيرس أحد رجاله إلى السيارة و الذي كان مهذبا كفاية كي يفتح لها الباب ..
عندما ركبت السيارة معه ، و أغلقت الأبواب شعرت فجأة أنها في معزل تام عن العالم ، أصبحت الضوضاء شبه منعدمة ، و بدا لها أن العالم قد إختلف تماما ، سمعت صوت الرجل من ورائها يتحدث بثقة : إختلف كل شيء أليس كذلك ؟
تنهدت بقوة : يبدوا العالم أكثر هدوءا ...
و طرأ في رأسها أن تعبثت قليلا ، أن يكون هذا اختبارا لمدى قوتها و صلابتها فيما تريد فعله ..
كان صوته هادئا لكنه قويا بعض الشيء : لا أحب الضجيج على أي حال ....
أراحت ظهرها و إنطلقت السيارة ، لتسأله : ما كان عمره أصغر حبيبة لك ؟
في الحقيقة كان قد توقع الكثير من الأسئلة منها أولها أن تكون إلى أين سوف يأخدها او عن اسمه لكن سؤالها كان مفاجأ جدا ليقول بتذكر : أعتقد كان 22 سنة ربما لا أعلم حصل هذا من وقت طويل ...
عادت و سألته : و انت كم كان عمرك أنذاك؟
قال بكذب: ربما 30 أو 31 سنة
سخرت منه : كلا كان عمرك أكبر من ذلك
شعر بالاهانة من اتهامها له بالكذب و لكن هناك احتمال ان تكون تعرفه و ازعجه ذلك بقوة : كلا ذلك كان عمري.
تأملت قسمات وجهه الغاضبة و ضحكت : لا تغضب الغضب علامة العجز ، كيف انتهى الأمر ؟
+ لقد اردنا أشياء مختلفة في الحياة و كل منا رحل في طريقه
فسر الأمر باقتضاب و هو يحاول التركيز في القيادة و التفكير في مهرب من هذه المجنونة التي ورطه بها زعيمه
ضحكت بقوة : النساء في ذلك العمر لا يرحلن بل يهربن ..
أصابه نوع من الدهشة من المرأة التي تصاحبه الليلة فهي ليست مثل اي واحدة مرت عليه في حياته ، من أين لها الجرأة باصدار الأحكام هكذا ..
حاول السيطرة على زمام الحديث قائلا : انت مخطئة ف...
قاطعته بملل : أنا لم أسألك بل اخبرك .
سألها بحدة خفيفة : و كيف لك أن تعرفي ذلك ؟
ابتسمت ابتسامة ساحرة : أقرأ أحيانا و اسمع قليلا و أعيش كثيرا ، أعتقد أن الأمر كافي .
.......... .........
لتعود هي و تسترسل بصغية مستفزة : أذكرك بها أليس كذلك ، الرجال يحبون أن يختاروا امرأة تربطهم بها صلة من ماض بعيد ...
شعر بالدم يتجمد في عروقه ، كيف لها أن تعرف مثل هذا الأمر و هو لم يبح به لأي أحد فهي فعلا تشبه فاتنة مرت في حياته .. و هو جعله يقبل مباشرة حين عرض عليه الزعيم مضاجعتها ...
ثم أردفت بنبرة حانية: أنت تنظر لي و كأنك تطل على نافذة الماضي لم يكن من الصعب قرائتك ...

للخيانة ثمن - للانتقام وريث (سلسلة الدم المحرم)Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ