الفصل 20| موعد الفطور

15.3K 552 101
                                    

لم يعد هناك مكان في معدتي ، لقد إمتلأت...
قالت ذلك بجهد بعد عناء من إخباره أنها قد شبعت ...
ليقول بعند و هو يحاول إطعامها : لم تأكلي بشكل جيد ، لقد صمت عن الطعام لأيام ، يجب أن تعوضي كل وجبة ..
جحظت عيناها : كل وجبة !! هل تريد أن تحولني إلى بقرة ..

وضع الصحن جانبا بعد أن ظهر له شبعها : حسنا ... لكنك سوف تلتزمين بكل وجباتك من الآن فصاعدا ...
قالت بخجل : فقط إن شاركتني إياه ...
تلمس وجنتها الناعمة بظهر أصابعه : سوف أشاركك الحياة بقدر ما أمتلك منها ...
صهرت كلماته الرقيقة قلبها و أمسكت بأناملها و قبلتها بلطف : لن أطلب منك أكثر مما تمنحني ، أعلم أنك متزوج و لديك مسؤوليات عظمى في الدولة ، و أنا أقدر ذلك ..

كانت عيناها تلمع ببراءة شديدة مما جعل رغبته بها تقوى ،و أحس أنه على وشك الفتك بجسدها الفتي.
سحب يده منها و قال بتذكر : صحيح ، هل يمكنني إحضار آناستازيا للفطور ، سوف أتناول الغداء مع رئيس الوزراء  البريطاني هو في زيارة للعاصمة ؟
هزت رأسها بالموافقة : لا بأس ، أمم هل تعرف أي طعام تفضله آنا ؟ هل لديها حساسية لشيء ما ؟

فكر قليلا : لا أعتقد ، تلك الصغيرة تتناول الأخضر و اليابس لا يغرك مظهرها النحيل ، عندما كانت صغيرة كانت تعضني اذا جاعت و لم نطعمها في الوقت المناسب ...
بقدر ما كان حديث مالكوم الشيق محبب لقلبها إلا أن النعاس قد بدأ يتسلل إلى ملامحها الفاتنة رغم جهادها المستمر من أجل أن تبقى متيقظة ..
قبل وجنتها بعد أن استشعر تعبها: هيا لتنامي...
إنصاعت لأمره و إستلقت في سريرها ...

دثرها جيدا بالأغطية و قبل جبهتها : إحلمي بي ..
همهت بالموافقة و هي تهمس : تصبح على خير ..
بقدر ما تمنت أن يشاركها السرير هذه الليلة لكنها وعدته أنها لن تطلب أكثر مما يمنحها ...
تأملته و هو يخرج من جناحها ثم غرقت في نوم عميق ...
ما إن خرج حتى أطلق تنهيدة قوية ...
و كأنها سم قاتل يتسلل بين عروقه و مع أنه يعرف العواقب إلا أنه مستعد أن يموت فداء لذلك ..
يحارب كل ذرة في جسده كي لا يدخل إليها و يضمها إليه لكنه لا يستطيع مقاومة تلك الفتنة الموجودة أمامه .
عندما وصل إلى بيته كان ضوء المكتبة ساطعا ألقى نظرة هناك و وجد هيلين تكتب ..
سألها باستغراب: إلى من تكتبين ؟
ردت دون النظر إليه : والدتي ، لقد وصلتني رسالة منها أن والدي قد أصيب بنوبة قلبية ...
إقترب منها و قد بدا عليه الاهتمام : أليس علينا السفر لرؤيته؟
تحدثت هيلين بعملية : لا داعي ، إنه يتعافى ...
لم يفاجأه ردها لم تستطع هيلين التخلص من الحقد الدفين على والدها منذ زواجها... بل زاد مع الوقت في الواقع ربما هي سعيدة بنوبته القلبية تلك و كأن القدر يعاقبه على تعاستها ...
انهت الرسالة و وضعتها في ظرف جانبا كي ترسلها لاحقا و تحدثت مجددا مع مالكوم : لقد اتصلت آنا اليوم و أرادت الحديث معك و إتصلت بالمكتب أيضا هل هناك شيء ما؟

للخيانة ثمن - للانتقام وريث (سلسلة الدم المحرم)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن