"الجزء الثاني"

1.5K 70 5
                                    

كان يداوم على زيارتها يومياً رغم انه كان يرى بعض الرفض من والدتها ، ولكنه كان متفهما وكان جاهزا لاي رد فعل منها ، كان يحضر جميع انواع الهدايا مع اظهار اسفه يوميا ، نقلت من غرفة العناية المركزة بعد ان تم التاكد من استقرار حالتها ، ولكنها لم تستيقظ بعد , قد مر اسبوع على الحادث ، قام بعمل جميع الاجراءات ونقلها الى قسم الدرجة الاولى ذوي الشخصيات المهمة ، دفع جميع تكاليف علاجها وما تكلفت به جراحتها .

كان يستعد في غرفته ليذهب اليها ، علم بعض المعلومات عنها ، هي في مرحلتها الثانوية وكانت بانتظار النتائج ، نتائجها قد ظهرت البارحة ، كانت حاصلة على علامة عالية جدا ، علم بانها كانت تطمح لدخول كلية الطب ، " انها متوفقة فعلا ، اشعر بالندم لانها الان لا تستطيع ان تهدئ بالها ، هي تطمح لدخول كلية الطب وانا ادرس الطب ، كان حلم امي ايضا ، كما كان حلم والدتها " ، كان يفكر بنفسه ويشعر بتانيب الضمير بعدما سمع تلك الامور من والدتها .

وهو يخرج من غرفته ويذهب الى باب المنزل اصطدمت عيناه بعيني والدة زوجة ابيه ، لم يكن يكلم احدا من المنزل .
والده : انت ذاهب الى المستشفى صحيح ؟ ، سنذهب معك
يوسف : ليس هنالك اي داعٍ ، لذا لا باس .
الوالد : هذا شيء لا تحدده انت بل انا ، واريد الذهاب لاكفر عن خطيئتك تلك واعتذر لوالدي الفتاة واشكرهم بانهم لم يسجنوك ، عندما ذهبت في تلك المرة لم اراهم لذا ساذهب الان وآمل بان اجد والديها .
لم يعقب يوسف على كلام والده ، فقد كان مستعجلا للذهاب ، لحق به والده وزوجة ابيه وركبوا معه بالسيارة ، قام بركن وترجلوا منها .

صعدوا الى الطابق الذي تتواجد به غرفتها ، راى والديها يهمان بالدخول ، نادى عليهما ، قام والديها و والده و زوجة ابيه بتحية بعضهم بعضا

ابو يوسف : انا حقا اعتذر لما بدر من يوسف ، واشكركم حقا على كرمكم علينا ، اعلم بانه لا يستحق تلك الفرصة التي اعطيت اليه ، اعتذر لكم بشدة .
ابو عمر : لا باس ، قدر الله وما شاء فعل ، عندما رايت فيديو كاميرا تصوير الشارع لحظة وقوع الحادث ، رايت بانه لم يكن بيده ايضا ، فقد كان يتفادى حادثا اخر ، لذا لا باس ، الحمدلله بان ابنتنا حالتها مستقرة الان ، وقد استيقظت البارحة بالليل وهي الان ..
يوسف مقاطعا: حقا ؟ استيقظت ، وكيف هي ؟ هل هي بخير ؟ ماذا قال الطبيب ؟
انزل ابو عمر نظره : نعم هي بخير ولكن يبدو بانها فاقدة للذاكرة حاليا ، قال الطبيب من الممكن ان تستردها ومن الممكن ان تفقدها للابد ، ذلك يعتمد عليها ، لذا نرجو من الله ..
يوسف : اعتذر عمي ولكني اريد الدخول ، هل من الممكن ؟

هم يوسف بطرق الباب ، كان متوترا جدا ، كانت يديه ترتجفان ، لم يعلم سبب ذلك ،ولكنه لم يعلم باي صورة سيقابلها الان ، طرق الباب ودخل ، راى اخيها الذي يصغرها سناً .
زيد : آآه يوسف ، كيف حالك ؟
يوسف بعجلة : بخير
زيد : انتظر ، ساعطي اخواتي خبر بانك ستدخل .
انتظر عدة دقائق ثم اذن له بالدخول ، دخل زاحفا ، نظره للاسفل ، لم يستطع رفع راسه
سوار : آآه مرحبا بك .. كنت اتساءل متى ستاتي ، لقد تاخرت اليوم عن غير عادتك هههه واخيرا امل استيقظت الان .
امل"متوترة" : لقد سمعت عنك كثيرا منذ البارحة ، اشكرك على اهتمامك .
رفع راسه متلهفا عند سماع صوتها ، لم يستطع الحديث بالبداية .
امل : ارجو بان لا تشعر بالذنب اتجاه الامر .. ههه وللصراحة انا لا اذكر شيئا حتى  الان ، لذا ارجو ان تنسى الامر ، والا ساشعر فعلا بالذنب ، فقد سمعت بانه ليس خطؤك، لذا لا باس .
يوسف ما زال صامتا ، لم يعلم ماذا يقول .
دخل والديها وسمع ترحيبها بهم ، كان جالسا وسطهم ، يسترق بعض النظرات اليها ، شعر بتوترها ، فقد كانت بنظرها غريبة عليهم جميعا ، بدا بلوم نفسه مرة اخرى "لقد جعلت الفتاة لا تتذكر ابويها ايضا ، ماذا فعلت حقا بتلك الفتاة "

عاد اليها بعد بضعة ايام ، لم يستطع الذهاب يوميا بعد استيقاظها ، كان يشعر بالخجل وتانيب الضمير ، عندما هم بدخول المستشفى رآها تجلس في باحة المستشفى الخلفية وكان امامها فتيات بمثل عمرها ، كن اربعة ، وجد على محياها ابتسامات دافئة كادت تدفعه للجنون في تلك اللحظة ، اقترب منهن وجلس في الكرسي الخلفي لها دون ان تراه او تعلم بوجوده ، وبدأ باستراق السمع .

فوضى الفانيلياWhere stories live. Discover now