"الجزء الثالث"

633 23 1
                                    

    في يوم التدريب التالي ، كانت امل مستعدة لاي تصرف قد يفاجئها من دانيال ، فخرجت من منزلها وهي عازمة بكل ثقة على ان تكون اقوى من ذلك .
اما بالنسبة الى يوسف فكان يستعد كعادته في غرفته ، حتى خرج منها ، واستوقفته زوجة والدته .
اروى "باستهزاء" : تبدو في هذه الايام سعيداً .. هل حالة والدك السيئة تفرحك الى هذه الدرجة ، كم انت عاق بوالدك ، حتى انت لا تهتم به ، فعـــ...
يوسف"مقاطعا باستهزاء اكثر" : الا تعلمين ؟ لقد تركت الاهتمام به لكِ ، الن تقومي بالتخلص منه كما في العادة ؟
اروى"بحدة" : ما هذه الترهات التي تتفوه بها ، الن تصمت او تتوقف عن تلك التصرفات الصبيانية ، لم تعد فتىً بعد الان ، عليك ان تفهم ذلك .
يوسف : اشكرك على النصائح الجميلة ، اي شيءٍ اخر ؟ ، ساعتبر هذا نهاية الحديث بيننا ، الى اللقاء حتى شجار ممتع اخر .

تجاهل يوسف ما كانت تقوله زوجه والده وتوجه الى السيارة ، بدا منزعجاً جداً منذ بداية الصباح .
وعند دانيال كان الحال كما هو لديه دائما ، الا ان هناك شيء مختلف لديه هذا الصباح ، حيث انه كانت تخطر امل على باله في كل بضع ثوانٍ تمر ، رغم انه كان يحاول تناسيها ، وان لا ينسى امنه النفسي وما الذي حل به في ماضيه البعيد .

تجمع الطلبة من جديد في نفس الغرفة التي تبدو كقاعة مصغرة ، وتلقى الجميع ما الذي عليهم فعله واتباعه في هذا اليوم .
فتوجه كل من امل ويوسف الى مكان تدريبهم المطلوب ، وبدا الجميع منشغل لدرجة نيسانهم  التنفس .
بسبب انشغالهم الكثير ، كانت امل تساعد احد المرضى الذي يعاني من اضطراب تشنجي ، وكانت تحاول مده بالمصل الذي سوف يساعده على الهدوء ، وكان بعض الممرضين يساعدونها ، كان المريض عنيفاً ، حتى انه بسبب اضطراباته الحركية العنيفة ، لطم امل على حافة ذقنها تاركاً خدشاً يتسرب منه خطٌ دقيق من الدماء ، راى الموقف دانيال وتوجه اليها مسرعا ،قام بشدها من كتفها لتتراجع ، لكنها ابت الخضوع واستمرت في القيام بعملها ، غضب منها دانيال وانتظرها حتى تنتهي من علاجها للمريض على مضد .
بعد انتهائها من علاجه تقدمت منها رنا وكان بادي عليها بعض التوتر ، سالت امل عن كمية اعطاء جرعة دواء ما لمريض بغية التاكد ، فاجابتها امل بعد الاستعلام عن حالته ، وخرجت من غرفة العلاج لتقوم بتعبئة سجل المرضى الذين راتهم ، ومن ثم همت بالعودة الى الغرفة مرة اخرى ، فسمعت دانيال يتكلم بنبرة متوسطة العلو وبها حدة مع رنا ، تقدمت منهما عندما رات رنا تكاد ان يغشى عليها من التوتر ، وسمعت عن شيء يخص جرعة دواء ما ، فتذكرت سؤال رنا لها عنها .

امل : انا التي قلت لها ان تعطي تلك الجرعة بتلك الكمية .
التفت لها دانيال بنظرة تعلوها الحيرة والغضب في آنٍ معاً .
رنا : امل .. لا ، انتِ قلت بان اعطيه 50 مل وانا قمت باعطائه ...
امل"مقاطعة": بل اعتذر لك بشدة ، كنت منشغلة ولم انتبه جيدا لما قلته لي ، وقمت باعطائك كمية اخرى ، "اكملت بعد التفاتها الى دانيال" في الحقيقة كنت منشغلة جدا ولم انتبه لسؤالها جيدا ، لذا ان اردت ان تلوم احداً ما فقم بلومي انا .
دانيال "بحدة" :امل ... اتبعيني فوراً . "وتوجه الى غرفة استراحة الاطباء"
التفتت امل الى رنا واظهرت على وجهها ابتسامة اطمئنان وقامت بهز راسها قاصدة بان كل شيء سيكون بخير ، ورنا حاولت منعها عن فعل ذلك الا انها ابت واصرت على قرارها ، وتوجهت خلف دانيال مسرعة .
لمح يوسف امل مهرولة ، اراد ان يستوقفها ولكنها كادت ان تختفي عن ناظريه وقام باللحاق بها ، حتى راها تدخل الى غرفة الاستراحة ، وما هي الى ثوانٍ حتى بدا يسمع اطراف الحديث الذي يدور بالداخل .

امل : انا هنا .
دانيال"بغضب": ما الذي تفعلينه منذ الصباح ، فسري لي ما الذي قمتِ بفعله ؟
امل : في الحقيقة ، من ناحية مريض الاضطراب التشنجي ، كان ذلك من الممكن ان يحدث الى اي شخص من الممكن ان يكون في مكاني ، اما بالنسبة الى الجرعة ، فاعتقد انه مجرد مسكن للالام ومضاد حيوي ، لا اعتقد انه من الممكن ان يحدث اي اثار جانبية خطيرة على المصاب ، وان حصل ذلك فانا ساتحمل كل المسؤولية .
- في الحقيقة كان دانيال يعلم بانها ليست التي اخطات بالجرعة ، لانها لم تقم بالاجابة عن اي سؤال بشكل خاطئ او تقوم بخطئٍ طبي ، كان واثق من قدراتها كمتدربة بل كطبيبة عبقرية مستقبلية ، من مراقبته لها ، وهو يعلم بانها من الممكن ان تتعرض لتلك المواقف من بعض المرضى كونها طبيبة ، ولكنه يغضب لدى رؤيتها تضع نفسها في المخاطر من اجل الاخرين بل ويكرهه فعلا . -
دانيال"بغضب" : ما الذي تتفوهين به بهذه الثقة ؟ ، مذ انك اصبحت بهذه الثقة العمياء ساقوم بوضع ملاحظة كمتدربة في سجلك ، لنرى ان كنتِ ستقومين بفعل اي خطأٍ اخر او ستقومين بتدمير مستقبلك من الآن .
امل"بضبط جاشها" : عفواً ، لكنني قلت لك بانني ساتحمل مسؤولية اخطائي جميعها ، ولن اتهرب من هذا الامر .
دانيال"بصوته العالي" : هذا جيد.
امل : حسنٌ ، اعتذر لك ، يجب علي الذهاب لاكمل واجباتي كمتدربة ، وساقوم بالانتباه جيدا من الان فصاعداًحتى لا اقوم بنفس الاخطاء .

خرجت امل وعلى وجهها ملامح واثقة من الغرفة واغلقت الباب خلفها ، لدى اصدار الباب صوتاً معلناً اغلاقه ، تنهدت بقوة وكأن في رئتيها  جميع هواء الكون ، تتحس يد الباب ودموعها تتلالا من جديد ، تقدم منها يوسف غاضبا من دانيال ، رفعت راسها متفاجئة ، واشاحت بوجهها الى ناحية معاكسة .
يوسف : ابتعدي عن الطريق .
امل"وهي تمنع دموعها من الانهمار" : لماذا ؟ ، "تحاول تغيير الجو الواقع بينهما" هههه في الواقع الطبيب دانيال في الداخل الان واعتقد انه غاضب لذا ، لا انصحك بالدخول .
هم يوسف بالدخول متجاهلا الذي قالته ، الا انه باغته فتح الباب من الداخل ، نظر دانيال له ومن ثم لها ، راى بانها تشيح بوجهها لانها لا تريد ان يرى وجهها ، اندفع يوسف الى دانيال ، الا ان استوقفته امل بامساك طرف زيه الابيض ، بقيت احدى قدميه متقدمة عن الاخرى ونظر اليها ورآها تهز راسها يمينا ويساراً ، طالبة عدم فعل اي شيء ، فقام بسحبها من مكانها وتوجها الى خارج المستشفى ، اما دانيال فبقي على حاله يحاول استيعاب الذي حصل منذ ثوانٍ عدة ، وتقدم خارج الغرفة واغلق الباب غاضباً .



فوضى الفانيلياWhere stories live. Discover now