"الجزء الثالث"

319 11 4
                                    

    بعد استيقاظي من صدمتي ابتعدت عن امل اتامل الارض منزلاً رأسي ، حتى شعرت بيد امل على ذقني ترفعها الى الاعلى وهي تنزل راسها محاولة التقاط بؤبؤا عيناي حتى التقت عيوننا وشعرت بابتسامة عيونها المطمئنة وهزة راسها الخفيفة للاعلى والاسفل تمدني بالسكينة .
- اذاً , كيف اصبحت الان ؟ . "سمعتها تسالني"
لم اجبها في بداية الامر ، فهمت بالاستقامة من جانبي فمسكت يدها بسرعة .
- لا تذهبي الان . "رجوتها بيأس"
- اريد فقط جلب الماء لك .. لا تقلق ."اجابتني بابتسامة طفيفة".
تركت يدها عنوة وراقبتها تسكب ليَ كأس الماء ثم احضرته لي ، شربته دفعة واحدة وكأن حلقي صحراء جافة .
- يبدو منعشاً اليس كذلك ؟ ."تسالني مشيرة لكأس الماء"
هززت لها رأسي موافقاً .
- ما رأيك ان تأخذ حماماً دافئاً ثم تذهب للنوم ، انت في اجاز بالغد .
شعرت بمرفقي يسحب للاعلي وهي تحثني على القيام ، اوصلتني لغرفتي ثم بدأت بتحضير ملابس جديدة ارتديها بعد استحمامي ، ناولتني الملابس وهي تدفعني الى الحمام .
ما ان نظرت الى المرآة المعلقة فوق مغسلة الحمام , تراود الى ذهني وصية والدي وانا انظر في وجهي وعينيّ الدامعتين ، اسرعت الى ملء حوض الاستحمام بالماء الكافي لاغرق نفسي فيه قليلا وُذهب افكاري بعيداً.

"امل"

عندما رايت وجهه المنكمش لم استطع التفكير سوى بإبعاد ما يدور في باله عنه ، لذا حثثته على الاستحمام دون سؤاله عن الذي حدث معه او جلب سيرة تذكره بذلك الالم الذي جعله على تلك الشاكلة .
انتظرته خارج غرفته حتى سمعته يخرج من الحمام ويعبث باغراضه في الغرفة ، طرقت الباب واستأذنته للدخول فرأيته يفتح الباب لي .
- اوه .. نعيماً .
- انعم الله عليكِ .
- ممم كنت اريد رؤية ما ان كنت تريد تناول العشاء .
- لا شكراً .. لا رغبة لدي .
- اذاً نم الان براحة ، تصبح على خير .
- لمذا لا تساليني عن الذي حدث ؟
- مممم عندما تكون جاهزاً فأنا مستمعة جيدة ، الان ا تقلق حول اي امر ونل فسطاً من الراحة وجدد طاقتك ، هيّا .. تصبح على خير .
- وانتِ من اهل الخير .

توجهت الى غرفتي بعدها وتمددت على السرير مفكرة بحال يوسف المفاجئ ، صعُبت علي رؤيته على تلك الحالة وتألم قلبي لأمه الذي اجهله ، لكنني متأكدة بأنه كافٍ ليهدم جبل ويجعله مهاداً قكيف يوسف لا .
استيقظت باكراً على صوت منبهي ، فارتديت ملابسي وخرجت من المنزل بعد تحضير الفطور ليوسف متوجهة الى منزل والديّ لاودع اختي .
- الجميع هنا ومستيقظ .. جيد جداً ."هتفت بابتسامة"
- نعم .. انها من المرات النادرة اوليس كذلك ؟ اوه .. اين يوسف ، اعتقدت بانه سياتي معك ؟ ."سالتني امي"
- ممم في الواقع ، هو مريض وكانت لديه حمّى البارحة لكنها انخفضت وتركته نائماً إثر الدواء ."اجبت متململة"
- اذاً عودي له الان .. استطيع اخبار اي احد اخر بتوصيلي الى المطار او سآخذ سيارة اجرة ."اجابتني سوار"
- لا لابأس .. اخبرتك انه اصبح افضل الان الحمدلله ، لكن متى تنوين الخروج ؟
- بعد نصف ساعة من الان سنتحرك اذاً ان شاء الله .

وضع زيد حقائب سوار في صندوق السيارة الخلفي ، وركبت سوار وابنها احمد السيارة بعد ان اخبرت والديّ بانه ما من داعٍ لذهابهما معنا مقنعة اياهما بانني متعجلة لعودتي ليوسف للاطمئنان عليه.
اوصلتها الى المطار و ودعتها بعد عناق طويل وفارقتها عند حواجز دخول المسافرين وتوجهت الى منزلي بسرعة بغية الاطمئنان على يوسف ، حيث هاتفه ما زال مغلقاً.
ادرت مفتاح باب المنزل وفتحته ودخلت المنزل ، واثناء خلعي لحذائي سمعت يوسف ينادي علي بصوت عال وما هي الا ثوان حتى رأيته يقفز امامي مقترباً مني بسرعة ثم شعرت به يقبض على اكتافي قلقاً متعرقاً مما اثار قلقي مجدداً .
- ماذا حدث ؟ " سالته بقلق"
- اين كنتِ ؟ " سالني بوهن".

"يوسف"

شعرت بنفسي استيقظ بسبب ألمٌ ألمّ براسي ، فنظرت الى الساعة وجدتها الثانية ظهراً ، مما جعلني اقفز من الفراش متقاجئاً ، فقد نمت كثراً ولاول مرة بعد زمن طويل .
خرجت من الغرفة باحثاً عن امل بعد اغتسالي ، فلم اجدها باي ركن من اركان المنزل ، فقلقت بانها ربما عادت لمنزل والديها بالامس وتركتني وحيداً مجدداً ، توجهت الى هاتفي بغية الاتصال بها ، فوجدته مطفأ يحتاج الى اعادة شحن بطاريته ، فزاد قلقي اكثر ، خرجت من الغرفة في محاولة البحث عن وسيلة توصلني لامل او الى مكان تواجدها حتى سمعت بباب المنزل يُفتح ، فهرعت اليه صارخاً باسمها مقترباً منها .
- ما الذي حدث ؟ "سالتني بقلق" .
- اين كنتِ ؟ " اجبت على سؤالها بوهن"
- اوه .. لقد اوصلت سوار الى المطار ، هل نسيت بانها اليوم مغادرة ؟
- لماذا لم توقظيني اذاً ، اعتذر لقد نسيت الامر .
- لا تقلق ، اخبرتهم بانك مريض قليلا ، لذا الجميع تفهم الامر بل وقلقوا عليك ايضاً.
- ظننت بانك تركتني وحيداً مجدداً .
- لن اذهب الى اي مكان بعد الان ... مممم اذا اخبرني ماذا تريد ان تتناول على الغداء ؟
- لا شهية لديّ ، تناولي انتِ ما تشتهينه .
- لا .. لن يُتَمَّ الامر هكذا اذاً ، منذ البارحة لم تتناول شيئاً ، قواك قد خرَّت يا رجل اصبحت اقوى منك بعشر مرات ."هتفت مازحة"
- لن تستطيعي الحلم بذلك بتاتاً ، ستبقين رقيقة بنظري دوماً ."رددت ممازحاً"
- اوه حسناً سيد قوي ، لم تخبرني ماذا تريد ان تتناول ؟
- *تنهيدة* .. ما تشتيه يداكِ ، لا مانع لديّ باي شيء .
- حسناً ، سأبحث عن شيء سريع التحضير ولذيذ ، انتظر فقط قليلا . 

فوضى الفانيلياWhere stories live. Discover now