"الجزء الثاني"

295 14 3
                                    


"امل"

ما زلت لا اصدق ما حدث منذ سويعات قليلة ، هذا اليوسف قد فاجأني بطريقة لا توصف ، ثم أنّى له ان يعلم بانني احب القطط ! القطة لطيفة للغاية وحجمها ضئيل ايضاً ، بالاضافة الى الخاتم الذي كان مربوطاً بعنقها واصبح في اصبعي ، لا انكر ، انه جميل ... بل جميل للغاية ، افضل من القديم بالاف المرات ، ولكنني ما زلت لا استيطع استيعاب الامر .
بعد ان تمنيت له ليله سعيدة واسرعت الى غرفتي ، لم اقوَ على النوم  ، فخرجت من الغرفة وتوجهت الى التلفاز بعد ان تاكدت بانه نائم في غرفته ، واوصلت حاسوبي المحمول بالتلفاز وبدات بمشاهدة الدراما التي بدات فيها مؤخراً .
كان وضع الدراما جنونياً حيث جننت انا الاخرى ، البطل صموده رائع امام تلك العقبات وقصته فريدة من نوعها وهي نوعي المفضل ، قصص الانتقام ، حماسي ازداد وجعلني اقفز بالحلقات دون ان اشعر حتى مرَّ ما يقارب الثلاث ساعات ، وفي ذروة حماسي مع بطلي الوسيم شعرت باحد يجلس بجانبي ، ففزعت ونظرت الى حيث جلس بسرعة ، وما كان سوى يوسف ، فاوقفت التلفاز بسرعة والتفتّ اليه .
- لقد افزعتني ، هل اوقظتك ؟."سالته بتوتر"
- لا ابداً ، كنت مستيقظاً بالفعل انهي بعض الامور العالقة بشركة ابي وخرجت لاحضر الماء و وجدتك جالسة هنا ، اذاً لمَ كنتِ متحمسة هذا الحماس مع البطل ؟
- احم .. انه لا شيء ، استمر بعملك ، هيّا .
- ولماذا ؟ اريد المشاهدة معك .

اخذ مني جهاز التحكم بغتة واعاد تشغيل الحلقة ، في الواقع لقد اوقفتها في لحظة حرجة ، والان ماذا ؟ لا استطيع المشاهدة بشكل مريح ، فتوجهت الى حاسوبي المحمول لافصله عن التلفاز ولكن يوسف لم يسمح لي بفعل هذا .
- اريد المشاهدة معك فقط ، ارجوكِ لنتشارك ."توسل لي بابتسامة"
جلست مستسلمة بجانبه وقبل ان يعيد تشغيل الحلقة حذرته من سؤالي اي سؤال يتعلق بالدراما اثناء المشاهدة .
انتهت الحلقة سريعاً فقفزت لانتقل الى التالية بسرعة ، كنت اصيح من فرط الحماس ، تارة ابكي واخرى اضحك بسبب بطلي الوسيم .
- ما كل هذا الحماس اتجاه البطل ، انها مجرد دراما ؟ ." سالني بغيظ"
- ماذا ؟ انه رائع الا تسطيع ان ترى مهارته في التمثيل ، مشاعره قد وصلتني تماماً وجعلت قلبي يرفرف ، تلك .. تلك المجنونة لا ادري لمَ لم تقبل بحبه ، انها لا تستحقه ابداً ، انها .. انها .. آآه يالا حنقي لها ، بدات اكرهها .
- لمَ انتِ غاضبة هكذا ؟ انه مجرد تمثيل ، ثم لماذا ارى بانك ستموتين على تكوني في موقعها ؟"سالني بحدة"
- ان هذا الممثل اعرفه منذ ثلاث سنوات ربما ، وقد شاهدت كل عمل قد قام به ، وكنت انتظر بفارغ الصبر الانتهاء من هذه الدراما لابدأ بمشاهدتها ، هذا قليل لو قلت بانني اتمنى فعلا لو اراه فعلياً ، اقصد في الواقع ، انه وسيم بشكل لا يوصف ، لماذا عليها ان ترفض رجلاً بهذه الوسامة ، لتذهب بعيداً ... انظر ، انظر الى وسامته آآه !"اجبته بحماس"

اثناء انسجامي بالمشاهدة ، قاطعني يوسف باطفاء التلفاز نظرت له وفمي مفتوح باكمله ، التفتّ اليّ وفي ملامحه نظرات الغضب ، رفع يده واطبق فمي .
- اطبقي فمك ، ان المسلسل ممل لهذا اطفأته ، فلتشاهدي شيئاً اخر."حدثني ببرود"
- ماذااا؟ ان لم يعجبك فلم يجبرك احد للجلوس والمشاهدة ، لقد كنت مستمتعة بالفعل ."رددت عليه بحنق"
- ولكن ماذا علي ان افعل ؟ اريد ان اجلس هنا .
- انك بالفعل ... ! ظننتك ستغير من افعالك اتجاهي بعد ما فعلته لي سابقاً الليلة ، لكن كانت توقعاتي لِلاشي ، اجلس انت هنا وشاهد ما يعجبك ، حسناً ؟
توجهت الى حاسوبي وسحبته بعيداً عن التلفاز وهممت بالاسراع نحو غرفتي ، لكنه سحبني من معصمي بقوة اوقعتني بجانبه على الصوفا .
- ماذا ؟ ماذا تريد ؟ ."سالته بغضب"
- لمَ انتِ غاضبة بسبب دراما فقظ ؟ .
- آآه انك لا تفقه شيئاً ، وهل تراني بتلك السفاهة لاغضب لهذا السبب ، انا غاضبة من نفسي لانني توقعت شيئاً لم يكن ليحصل ، جعلتني اتوهم لساعات ، ولكن لن اقع بتلك الشباك مرة اخرى ."زفرت بغضب اكثر"
- انا اسف .. انا اعتذر لك ، لم اقصد فعل ذلك ولم ارد ان اسقط من توقعاتك اتجاهي ، لم اعلم بانك كنت تفكرين بي بتلك الطريقة ، انا اعتذر .
- دائماً ما تعتذر ، ولكن الا تعلم بان الاعتذار يكون بالقول المتبوع بالفعل ؟
- اعلم ، ولكن بمجرد رؤيتي لكِ وانتِ تمدحين البطل وتتغزلين بوسامته شعرت بالغيرة والغضب اللذان اعميا قلبي ، لذا فعلت ذلك دون شعور مني .
- شعرت .. بماذا ؟ ..  انتظر .. هههههههه ."انفجرت ضاحكة"
- لمَ تضحكين الان ؟
- لم اعلم بانه من الممكن ان تشعر بالغيرة من ممثل على التلفاز .
- لماذا ؟ الا يحق لي ؟ انه رجل ايضاً .
- رجل وسيم بالفعل ."قلت بابتسامة"

تحولت ملامحه للحنق مرة اخرى بعد انهائي جملتي الاخيرة ، لقد قلتها متعمدة في الواقع ، احببت اغاظته ، يبدو لطيفاً .
- تبدو لطيفاً للغاية ."قرصت خديه"
- ماذا ؟
- لا تنكر ذلك ، بدوت لطيفاً منذ لحظات .
- اووه حسناً يا لطيفة."هزّ راسه لي مغتاظاً"

ما ان ابتعدت عنه حتى سمعته يخبرني بانه جائع ، وقفت للحظات افكر ، ما الممكن ان افعله الان لاشبع كلانا ، فانا الاخرى جوعى .
توجهت الى المطبخ واحضرت الخبز وقررت بعمل ساندويتشات لكلانا ، انتهيت بعمل خمسة ، ثلاثة لي ورغيفين له .
- تفضل . "ناولته الرغيفين"
- شكراً .
- بالهناء والعافية .
- ولكن لماذا انا اثنين فقط وانتِ ثلاثة ؟
- اتريد رغيفاً اخر ؟
- لا ابداً هذا كافي بالنسبة لي ، ولكن لم اعلم بانك تتناولين هذه الكمية .
- هل انت قلق من ان يزداد وزني ام ان ازيد مصاريف الطعام ؟ عليك ان تتحمل ، انا عندما اجوع اكون على استعداد لالتهام ما تقع عليه عيني .
- امري لله ، سأتحمل .. وهل استطيع فعل شيء اخر ؟ .

ضربته بخفة مغتاظة ، فابتسم وبادلته الابتسامة ، انه يريني الكثير من جوانب شخصيته التي لم اعهدها به ، وجعلني اعلم بان تصرفاته عميقة ، ليس بالضرورة ان تعني كما يظهرها ، في الواقع انه يملك شخصية رقيقة وعميقة التفكير ، وتفكيره باسعادي دائماً هذا من اكبر الاسباب الذي يجعلني اعيد التفكير في تصرفاته كلها .





فوضى الفانيلياOnde as histórias ganham vida. Descobre agora