"الجزء السادس"

373 18 0
                                    



تقدم الجميع الى حيث توجد المريضة ، وبدأوا باجراء العملية ، يوسف ظل مراقباً لتلك الهالات التي تنبعث من امل ودانيال ولاحظ كيف ان نظرات دانيال لا تفارق امل ، حيث بين الفينة والاخرى ينظر لها وكانه يستمد الطاقة والقوة من النظر لوجهها ، الامر الذي جعل يوسف يزداد ويشتعل غضباً ، بالاضافة الى بعض مشاعر الشك التي بدأت تجد طريقها لعقله وقلبه .

بعد الانتهاء من العملية بنجاح ، توجهت امل لغسل يديها فوجدت دانيال ، ما ان اقتربت منه حتى التفت الى حيث وجودها بغتة دون ان يعلم ، فاضطرب بسبب قربها منه ، وعلت حمرة اذناه توتراً فخط بقدمه خطوة كبيرة الى الخلف ، ومن ثمَ نظر اليها ينتظر .
امل"بابتسامة" : الم اخبرك بان العملية ستنجح ولن يحدث اي امرٍ سيء ، لذا ارجوك تخلص من رهبتك هذه ، كل طبيب يواجه مثل هذه المشاكل ، لذا لا باس ، ام نسيت ان مهنتنا محفوفة بالمخاطر وتلاعب القدر ؟
دانيال : في واقع الامر ، انا لست خائفا من حدوث امر لي ، بل كنت دوماً متردداً من مثل هذه الحالات بسبب الذي اصابك بسبب تلك العملية المشؤومة .
امل"بابتسامة اوسع" : هكذا اذاً ، لا تقلق يا رجل ، الا تعلم باني ولدت قطة بسبعة ارواح ، لن يحدث لي شيء بتاتاً ، وبالمناسبة ذلك لم يكن خطؤك ابداً ، لذا لا تحمل على عاتقك مثل هذه الافكار السلبية .
تقدم يوسف منهما حينما لمح تفاعل كل منهما مع الاخر ، وحين بدا باستنتاج مكانة دانيال بالنسبة لامل ، الامر الذي جعل شكوكه تكبر وغضبه يزداد .
يوسف"بازدراء" : اذا انتما هنا ؟ ، ما الذي تفعلانه هنا ؟ تتسامران وحدكما ، هااا ؟
علت دانيال بعض ملامح الغضب والتقزز من اسلوب يوسف وكان يريد ان يكمل الصراع الا ان امل قاطعت كلاهما بطريقة مباغتة .
امل"تبتسم": ما هذا الذي تقصده بحق الله يوسف ؟ ، اتحدث مع دانيال واخبره بانه احسن صنعا في عملية اليوم وبانــــ....
لم تستطع اكمال جملتها حيث قام يوسف بشد معصمها نحوه غاضباً : تهزئين بي ، وتبتسمين ؟ ما الذي حدث بينكما ؟ "بنبرة اعلى" اخبراني .
تفاجأ دانيال من اسلوب يوسف الهمجي الذي لم يعهده ابدا به ، فنقل نظراته الى امل التي بدت وكانها تنتحب الماً تحاول تحرير معصمها النحيف من بين يده ، فاقترب منهما محاولاً سحب امل ، الا ان يوسف بدا بصراخ اعلى " ما الذي تفعله؟" ، فرد دانيال عليه بصراخ اعلى "الا ترى بانها تتالم ايها الاحمق ؟ اتركها " ، نقل يوسف نظراته الى امل التي ما زالت تحاول فك معصمها ثم راها كيف تنظر الى دانيال وكانها تستنجد به مما زاد غضبه فكاد ان ينفجر حتى نظرت امل اليه وسمعها تقول "اتركني" ، في ذلك الوقت لم يستطع التغاضي عن نظرات الخوف والتقزز التي بدت على ملامج وجهها بسببه ، الامر الذي آلم قلبه بسهم مسموم .

"امل"

عندما كان ممسكا بمعصمي وهو غاضب ، شعرت بان عظامي تكسرت من قوة يده ، الخوف ملا قلبي من يوسف الجديد الذي رايته في ذلك الوقت ، والم معصمي سيطر على دموعي فكادت ان تسقط الا انني امسكتها باحكام في مقلتاي اللاتي ترتجفان خوفاً منه .
حينما ترك معصمي هرعت الى الخارج وبدات بلملمة اغراضي وغادرت الى المنزل مسرعة ، لا اعلم لما كان كل هذا الخوف يعتريني ، ربما لانني لم اعهد به هذا التصرف ابداً ، لطالما عهدت به اللطف والعفوية ، لكن يوسف الذي كان امامي اليوم لم يكن يوسف الذي اعرفه بتاتاً .

حاوت اخذ اجازة لليوم للذي يليه ، صدمتي جعلتني خائفة من ان التقي بيوسف مرة اخرى ، لا اعلم ان رايته ما الموقف الذي سيكون بيننا ، لم يتصل بي ليعتذر ، لذا اعتقد بان الموقف لن يكون حسناً بتاتاً ، الا انني لم استطع الحصول على اجازة بسبب نقص الاطباء ، واثناء تفكيري بحل يناسب وضعي هذا وردني اتصال من دانيال فاجبته محاولة عدم اظهار القلق ومتناسية الامر الذي حدث امامه هو الاخر .
- مرحبا .. امل !
- اوه دانيال ، كيف هي احوالك ؟
- بخير ، وانت ِ ؟
- بخير تماماً
- هل انتِ متاكدة ؟ ، كيف حال معصمك ؟ يبدو انه شد عليه بقوة.  "اخبرني بنبرة قلق"
- افضل حالاً لا تقلق ... مممم لكن دانيال اريد معروفاً منك . "اجبته بتوتر"
- بكل تاكيد ، ما هو ؟
- في الواقع ، لدي شيء مستعجل غداً مساءاً وحاولت طلب اجازة الا انه لا مجال لذلك ، هل تعرف احد يستطيع التبديل معي للغد فقط ، وسابادل معه انا في يوم اخر . " مترددة "
- انتِ قلقة من يوسف ، اليس كذلك ؟
"يبدو انه كشفني" : في الوقع لا اعلم ما طبيعة الموقف الذي سيكون بيننا وانا غير مستعدة لاراه بعد ، لذا احاول فقط ترتيب افكاري .
- ممم لا باس لقد قمت بضبط الوضع ، جعلته غداَ عطلة وبدلتك للمناوبة الصباحية ، هل هذا جيد معك ؟ ، لقد اتصلت بك لاخبرك عن تغيير مناوبتك في الواقع .
- حقاً ؟ الحمدلله .. اشكرك فعلاً ، انت دائماً ما تفعل مثل هذه الامور لي ... شكراً لك حقاً . " اخبرته براحة ظاهرة"
- هههه ، لا باس .. كنت اعلم انك ستكونين قلقة لذا اقدمت على هذه الخطوة اولاً .

بعد انتهائي من مكالمتي مع دانيال تنفست الصعداء عدة مرات ، قلبي بدا مرتاحاً واخيراً ، شعرت وكأن جبلاً كان قد ازيح من على قلبي ، فشكرت دانيال مئات ، بل الاف المرات في قلبي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استيقظت امل على منبهها في الصباح ، واستعدت لمناوبتها الصباحية بكل امل ، وخرجت من منزلها وتوجهت الى احد المقاهي الموجودة بالقرب من المستشفى واشترت العديد من اكواب القهوة واكملت المسير الى المستشفى ، وركنت سيارتها وترجلت منها تحمل اكياس معبئة باكواب القهوة وتقدمت براحة ودخلت .
حين دخولها قسم الطوارئ القت التحية على الجميع بسرور وناولت من تراه بطريقها كوباً من القهوة ، حتى رات دانيال وتوجهت اليه .
امل : انتظر قليلاً
"اخذت تبحث باكياس القهوة ، حتى اخرجت كوباً "
امل : تفضل خذ هذه ، اعلم انك تحب الموكا المثلجة ، لذا احضرتها لك .
دانيال " وهو يتذوق القليل منها " : ممم لذيذة فعلاً ، اشكرك لقد اتت في وقتها تماما كنت بحاجة الى شحنة كهذه .
امل : ههههه هذا جيدٌ اذاً ، كيف هي الاوضاع الان ، هل هناك الكثير من المرضى؟
دانيال : ليست فوضى بعد ، ما زلنا نمسك برباط الامور .
امل : جيد ، ساذهب لتغيير ملابسي اذاً .

بعد مضي مناوبة كل من امل ودانيال على خير ما يرام ، سلمت مناوبتها وتوجهت الى سيارتها بغية الذهاب الى المكتبة للدراسة قليلاً .
اخذت لها مقعدا على احد طاولات المكتبة بعد اخذها لكتبها واخرجت حاسوبها المحمول وبدات بالدراسة ، حتى شعرت باحد يسحب احد الكراسي المقابلة لها ويجلس ، فاخذت نظرة خاطفة لتبدا بعدها بالدراسة ، الا انها عاودت النظر مرة اخرى ورات يوسف هو الذي جلس امامها .
- مفاجأة ، اليس كذلك ؟ . " ساخرا"
- لمَ انت هنا ؟ وكيف علمت بانني هنا ؟
- ممم هذا جيد ، اراكِ فضولية الى حدٍ ما ، في الواقع رايتك تخرجين من المستشفى وتبعتك حتى وصلتِ هنا ، ليس بالامر الجليل حقيقةً . " بسخرية "
- ولمَ تبعتني الى هنا ؟ وعلى حد علمي انت في عطلة اليوم ، اذا لما اتيت ؟
- تريدون ان يخلو لكم الجو ويصفو انتِ ودانيال ، اليس كذلك ؟ . " مزدرياً"

فغرت امل فاهها من اسلوب يوسف وكيف يتحدث من الصدمة ، وبدات بلملمة اغراضها ، تريد المغادرة باسرع ما يمكنها ، فهي لا تستطيع التعامل معه حالياً ولا تعلم كيف .
- الى اين انتِ ذاهبة ؟
لم تجبه امل واكملت ما كانت تفعله وهرولت مسرعة ، حاول يوسف ان يمسك بمعصمعها الا انه فشل هذه المرة ، فبدا يهرول خلفها حتى خرجا من المكتبة وبدا ينادي عليها بصوت عالٍ الى حدٍ جعل من المارين بجانبهم يلتفتون الى امل .
توقفت امل في مكان بعيد عن اعين المارين والتفتت اليه ، فراته كيف يتقدم اليها والشر يتطاير من عينيه وجسمه كله ، وحاولت ان تستعد لجميع انواع المواقف واخذت نفساً عميقاً حينما راته يتوقف بالقرب منها .
- ما الذي تريده مني ؟ ."سالته بهدوء"
- لنتزوج .
فتحت امل اعينها على اوسعهما وفغرت فاهها مرة اخرى وهزت راسها غير متاكدة من الذي سمعته ، فسالته لتتاكد من الذي سمعته بتوتر : ما .. الذي .. قلته ؟
- نعم ، انه كما سمعتي ، لنتزوج . 


*******************

اعتذر عن التاخير الكبير ، الا انه في الشهر الماضي واجهتني بعض المشاريع المستعجلة بالاضافة الى الامتحانات الارهابية " ارجو المعذرة" ، واتمنى ان يعجبكم الجزء الجديد ، حاولت ما بوسعي بعد الانقطاع الطويل لجعله جيد ^_^






فوضى الفانيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن