"الجزء الثالث"

315 14 0
                                    


توجهت بصمت الى غرفتي ، احاول بشدة ان لا اصدر اي ازعاج يوقظهما ، وفتحت خزانة الملابس ابحث عن شيء ملائم ارتديه امام دانيال حيث كنت اخطط بان اطهو لهما ، وامنحهما بعضاً من الطاقة .
ارتديت قميصاً قطنياً طويل يصل الى اسفل ركبتيّ ، وارتديت حجاباً يلائمه وخرجت متوجهة الى المطبخ .
كانا ما زالا نائمين ، لذا كان الامر بغاية الصعوبة بسبب محاولتي الدائمة في عدم اصدار اي ازعاج ، اخرجت ما راته عيناي من الخضراوات في الثلاجة ، وبعد تفكير عميق قررت طهي شوربة خضار وار.زاً صيني ليمنحهم بعضاً من الطاقة .
انهيت جميع اموري في المطبخ وتنفست الصعداء مراراً وتكراراً ، حيث سار كل شيء كما خططت له واريده ، ثم توجهت بعدها الى غرفة المعيشة احاول ايقاظ يوسف بهدوء دون ان ازعج دانيال ، وما ان ناديت باسمه وانا اضع يدي على كتفه الكزه ، حتى فتح عيناه بسرعة وذهول محاولاً استيعاب الامر ، مرت بضع ثواني حتى شعرتُ به يعود الى واقعه ، فابتسمت له واشرت له بان يتبعني الى المطبخ لنتكلم بهدوء .
- لقد حضّرت لكما العشاء ، هل علينا ان نوقظ دانيال الان ام نتركه نائما ؟
- انتهيتِ بالفعل ؟ قد شعرت بوجودك ولكن لم اقوَ على النهوض ، ولكنني افضل بان نتركه حتى يستيقظ لوحده ، حيث كان مصدوماً للغاية ."اجابني وهو يفرك عينيه"
- ولكن ما الذي حصل بحق الله ؟ لقد اقلقتماني حتى الموت .
- عليّ ان اخبرك ، اليس كذلك ؟
- وما رايك انت ؟ "سالته بانزعاج"
- حسنا حسنا ."تبسم ضاحكاً"

جلسنا انا ويوسف على طاولة المطبخ ، يحدثني بقصته مع دانيال وانا كلّي ذهول ، قصتهم كانت ماساوية بحق ، حتى انني شعرت بالظلم مكانهما حتى دمعت عيناي .
- وهذا كل ما في الامر  . "انهى حديثه بتنهيدة"
- وهل الامر بهذه البساطة ؟ ليس عليك ان تحمل نفسك ما لا طاقة لها به ."اجبته بحزن"
- لا باس ، بدات اتقبل الامر .
- اذاً وما الذي تخططان لفعله ؟ ارجو منكما ان لا تضيعا اي وقت ، فقد ضاع بالفعل الكثير .
- ما زلت لا اعلم ، فالامريتعلق بدانيال ايضاً ، وهو ما زال لم يعرب لي عمّا يجول في خاطره ، سأحاول ان استشف بالذي يجول في خاطره ما ان يستيقظ .
- اتمنى ان ينتهي الامر بفرح وسلام .
- ان شاء الله لن يحدث الا الخير .



"يوسف"

توجهت الى غرفتي اغتسل وابدل ملابسي بعد انتهائي من حديثي مع امل ، ما زلت افكر بطريقة تجعلني افتح الامر مع الخالة اروى تجعلني اجمعهما مرة اخرى ، ولكن عقلي يأبى التفكير باي شيء .
الوقت اصبح متاخراً ودانيال ما زال نائماً ، ذلك جعلني اشعر بمدى صدمته حتى يرفض الاستيقاظ ، ولكن امل الحّت عليّ لايقاظه حيث لم يتناول اي شيء منذ مدة طويلة ، فحاولت ايقاظه .
ناديته عدة مرات وانا اقف بجانب راسه ، ولكنه لم يستمع الى نداءاتي ، فمددت يدي الى كتفه اهزه وانا ما زلت انادي عليه ، حتى شعرت به يتململ .
- دانيال ، هيّا استيقظ ، الوقت تاخر بالفعل .
- هممم ، يوسف ؟"سال باستغراب"
- نعم ، انا هو ، لماذا ؟ الا تتذكر ؟
- نعم نعم اتذكر الان ، استيقظت الان .
- اذاً قم فلتغتسل ولنتناول شيء ما .
- ساغتسل ولكن ليس لدي اي شهية .
- ستقتلك امل ان سمعتك تقول هكذا .
- نعم بالفعل ساقتله ."اجابت امل من خلفه"
التفت دانيال الى حيث صدر صوت امل بشيء من الفزع : امل ؟
- هياّ اذهب لتغتسل ، ونحن سننتظرك بالمطبخ ، لا تتاخر .
ثم اشارت لي بان ادله على غرفتي ، واعطائه ملابس مريحة .

كنا ننتظر انا وامل دانيال في المطبخ بعد ان جهزنا مائدة الطعام .
- امل ؟
- ها ؟
- من اين لكِ بهذا القميص ؟
- لقد اشتريته منذ شهرين تقريباً مع اخواتي ، لمَ ؟
- الا تعتقدين بانه قصير ؟
- وهل رايتني اخرج به الى الشارع ؟
- ولكن دانيال هنا .
- اذاً ؟ ثم انه بالفعل اسفل ركبتيّ .
- ولكن ..
- يوسف ؟ انى لك المزاج لتنشغل بقميصي ؟ عليك ان تخفف من هذه التصرفات .
- ولكن امل انا بالفعل ..
- اوه .. دانيال ، هيّا اقترب ."قاطعتني مبتسمة "
- تعال اجلس هنا .. يبدو ان ملابسي ما زالت تلائمك كما سرت العادة ."تحدثت الى دانيال ملتفاً اليه"
- هممم " اجابني بخفوت"
- ارجو ان يعجبك الطعام ، اعلم بانك تحب الخضراوات ، لذا طهوت ما رايته مناسباً .
- شكراً لك ، لم يكن هنالك داعٍ .

تناولنا وجبتنا بهدوء ، الا من بعض الكلمات الخفيفة التي جرت بيني وبين امل في العادة ، وما ان انتهينا حتى بدات امل بجمع الصحون و وضعهم في آلة غسل الصحون وتنظيف المطبخ ، ولكن المفاجئ بالامر بان حتى انا ودانيال ساعدناها في ذلك .
- انه من الجيد وجود العنصر الذكري يساعد في المطبخ بعض الاحيان ."تحدثت امل بابتسامة"
- اذاً ساغسل لك الصحون يومياً وانتِ تطهين ، ما رايك ؟
- اوه بالطبع ، حيث اننا نملك الة غسل الصحون فانا احتاجك لهذا الامر ."اجابتني بسخرية "
- اذاً لقد كشفتني ."تبسّمت"

استطعت الشعور بامل وهي تحاول تغيير اجواء دانيال الذي بدا هادئاً اكثر عمّا جرت العادة ، فهي اول مرة تبادر لتمزح معي بالكلام وبهذا الشكل ، فحاولت مجاراتها .
رغم محاولاتنا انا وامل ، الا ان دانيال لم يشاركنا باحاديثنا الا قليلاً .
- ما رايكما ان نخرج لمكانٍ ما ؟ "سالت امل بعد ان انتهت الاحاديث"
- ولكن الوقت قد تاخر ، ولا بد ان معظم الاماكن قد تغلق الان ."اجبتها"
- هنالك الكثير من الاماكن الرائعة التي نستطيع الجلوس فيها لمشاهدة اضواء المدينة  ، ليس علينا ان نذهب لمقهى او مكان مثله ... لقد خطر على بالي مكان .. هيّا لنذهب ، انا ساتولى القيادة .
كان دانيال ما زال جالساً ، فتحدثت امل اليه بحماس : هيّا دانيال ، سأذهب بك الى مكان لن تنساه بحياتك ، رغم انه من اماكني السرية ، الا انني سأفصح عنه لاجلك ، هيّا 

جرّتنا امل خلفها كالاطفال وتولت القيادة بالفعل ، ومعظم شوارع المدينة فارغة .

فوضى الفانيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن