"الجزء الثالث"

813 35 8
                                    

"امل"
عندما كنت في طريق العودة للمنزل ، كنت قلقة بانه ما زال يتتبعني ، ولكنه ولحسن حظي لم يكن كذلك .
دخلت الى غرفتي والقيت بجسدي على السرير ، كنت اشعر باني في اضعف حالاتي ذلك الوقت ، لم اشعر بالضعف والتوتر هكذا منذ زمن بعيد ، ذلك الشاب يجعلني اتوتر ، انا قلقة بانه يريد ان يفتعل لي بعض المشاكل ، فانا اسمع بعض الاقاويل عن النزاعات والمقاتلات التي تحدث في الجامعات بين الشبان بسبب الفتيات ، ولكنني لست ذلك النوع من الفتيات ، يجب عليه ان يعلم ذلك !

مر يومين لم يستطع ان يلتقي بها ولو بالصدفة ، كان مستميتا على ان يعلم جدول محاضراتها الاسبوعية ، لكنه لم يستطع ، الشخص الذي يتواسط معه في اجازة خارج البلاد فقد تزوج حديثا .
ولكنه لمحها جالسة على احد مقاعد باحة الجامعة في مكان تغطيه الظلال من الجو الحار ، راها وانفرجت اسارير قلبه وعقله ، تبتسم تارة وتقهقه بصوت لطيف تارة اخرى مع بعض زميلاتها ، عزم امره على الحديث معها .

يوسف : امل ؟
نظرت امل لمصدر الصوت واختفت الابتسامة من على محياها وتجلت الحيرة والتوتر مرة اخرى تعابير وجهها .
يوسف : رجاءا ، ولو لمرة واحدة اسمحي لي بان اتكلم معك ، اعطني خمس دقائق .. لا بل دقيقة كافية ، نعم .. نعم ستكون كافية .
بدات صديقات امل النظر لهما بحيرة ، وكانت هي بدورها تنظر لهن تارة ، وتنظر له بضع اجزاء من الثانية .
يوسف : ارجوكِ ، اسمحي لي بان ابرر موقفي ، رجاءاً
امل : حسناً ، تفضل انا اسمعك .
يوسف : هل نستطيع ان نكون بمفردنا .
وقفت امل مستعدة للذهاب والتحدث معه ، كانت مرتاحة لهذا القرار ، فهي كانت قلقة مما كان سيقوله امام صديقاتها ، ففضلت معرفة من هو اولا .
امل : تحدث ، فانا اسمعك .
يوسف : انا اعتذر اولا عما بدر مني .. امل انا في الحقيقة يوسف .. يوسف الــ... الذي اصطدـــ .
امل "مقاطعة بحيرة" : لحظة ! ، هل انت يوسف الذي اعرفه فعلا ، في الحقيقة خطرت لي هذه الفكرة ولكنني استبعدتها ، انت مختلف عما كنت اعرفه عنك بالسابق
يوسف"مبتسما" : واخيرا قد تعرفتي علي ، الا تعلمين كم كنت قلقا من ان لا تتعرفي علي مطلقا ؟
امل : ، انا اعتذر لك بشدة ، جعلتك تواجه مواقف انت بغنىً عنها ، و ثم كيف لا اتعرف عليك ؟
يوسف : ههه لا اعلم ، انا حقا لا اعلم ، لربما بسبب تفكيري بانك ستختفي مجددا كما في المرة السابقة ، لمَ لم تخبريني او تتركي لي شيئا استطيع التواصل معك من خلاله عندما خرجتِ من المستشفى ، الا تعلمين كم بحثت عنك لاحاول ايجادك ؟

امل"بانفعال" : بل انتظرتك طويلا ، لكنك اختفيت فجأة دون اي اشعار مسبق ، والدي بحث عن اي وسيلة تكون قد تركتها خلفك للتواصل معك ، وجدنا رقماً لكنه لم يكن يعمل ، لم استطع البقاء في المستشفى اكثر ، لذلك اكملت فترة نقاهتي بالمنزل ، ظننا بانك تخليت عن القدوم للزيارة .
يوسف : لا لم اتخلى عن الزيارة ، ولم اتعمد ذلك فعلا ، ولكن والدي قد واجه مشكلة صحية عند سفره واضطررت للحاق به فورا ودون اي اعلام مسبق ، وعندما عدت من السفر كانت ثلاث اسابيع قد انقضت وتوجهت من المطار الى المستشفى لكنني لم اجدك ، حاولت بجميع سبلي ان ابحث عنكِ او اي وسيلة تصلني بك ، لكنني لم اجد ، حتى يوم التقيتك هنا في الجامعة اصطدمنا ببعضنا البعض .
امل : حقاً ، قلقت فعلا من ان نكون اصبحنا عبئا ثقيلا عليك ، وكنا نريد ان نرد المعروف الذي قدمته لنا ، ولكن قد فقدنا الاتصال ببعضنا البعض على ما يبدو ، لا باس من الجيد ان التقي بك ثانيةً ان علم والدي بالامر سيكون سعيدا جدا .
يوسف : انا سعيدٌ للالتقاء بك ايضا ، في الواقع .. اريد ان نجلس في مكان ما ونتحدث ، اريد الاستعلام عن وضعك بشكل اكبر .
امل : ممم لا باس ، بعد ربع ساعة من الان لدي محاضرة ولا استطيع التحدث ، ما رايك بالقدوم لمنزلي بعد انتهائي ان لم تكن مشغولا ، والداي سيكونان سعيدان بالامر .
يوسف "فرحا" : حقا لا باس ؟ ، اذا سانتظرك لدى هذا المقعد " واشار بسبباته الى المقعد" وعندما تنتهي نستطيع الذهاب .
امل"مبتسمة" : اذا لا باس ، اتفقنا ، اراك لاحقا .

فوضى الفانيلياWhere stories live. Discover now