"الجزء الرابع"

397 19 2
                                    

مرت سنة ونصف على الجميع بمشاعر ومواقف تختلف من شخصٍ لآخر ، فبعد انهاء امل لجامعتها قد اختيرت لتكون مُعيدة في الجامعة بسبب درجاتها العالية ، ولكنها رفضت عازمة الامر على ان تعمل في "الميدان" كما تقول ، " انا لم ادرس الطب لاقوم بالتدريس لاحقا ، انا قمت بدراسته لاستطيع العمل بين غُرُفات المشفى واعالج المرضى ، فهذا سيكسبني خبرة اكثر " .
وقامت بالتقدم للعمل في المشفى عينها التي كانت تتدرب بها اثناء الجامعة ، وقد حصلت على الوظيفة وعينت كطبيبة مقيمة .
تعين معها كلاً من رنا وعمر ، الا ان رنا كانت في قسم اخر عنها ، حيث كانت هي في قسم الطوارئ ومعها عمر ، ولا ننسى بالطبع دانيال الذي ما زال طبيباً مسؤولاً في نفس المشفى .

استيقظت امل على صوت منبه هاتفها الذي يدوي في غرفتها ، وعلى صوت فتح الباب لتدخل والدتها بغية ايقاظها .
دوامها يبدا في النوبة الليلة لهذا اليوم ، اسبوع قد انقضى وهي على نفس النوبة ، ولكنها تفضلها اكثر من باقي النوبات ، حيث انها تعمل افضل في الليل وتنجز اضعاف ما تنجزه فترات النهار .

تقود سيارتها بهدوء في الشوارع ، صوت جهاز الراديو يتعالى لموسيقى قديمة تحبها ، فبدات تغني معها تارة وتدندن تارة اخرى ناسية للكلمات .
راسها يهتز ويلحقه كتفيها متماشين مع موسيقى الاغنية ، واصابع يديها تضرب على عجلة السواقة منتجة بعض الاصوات الخفيفة ، مزاجها في ذروته .

وصلت الى المشفى وركنت سيارتها ، ترجلت منها وتقدمت نحو المشفى وهي ما تزال تدندن " يا الهي ، ستبقى الاغنية عالقة في ذهني لاسابيع ممم ، لكن لا باس ، انها جميلة ، افضلها عن غيرها" ، واكملت .
بدلت ملابسها بعد وصولها الى المشفى وخرجت لتستعلم عن الامور ، سمعت صوت صراخ دانيال يصدر من احدى الغرف ، فتوجهت اليها وعلى قسماتها تعابير الاستغراب .

دانيال : كم من المرات تودين ان اعيد لكِ كلامي ؟ الا تفهمين ما اقول ؟ بحق الله من اجبرك على اختيار هذه المهنة ؟
الفتاة "بنبرة قوية" : هذه اول مرة لي اعلم بانه من الممكن ان تتدخل في خصوصيات الاخرين ، هذا ليس من شانك ، انا اخطات ومن واجبك ان تقوم بتصحيح اخطائي ، لا ان تقوم بالصراخ علي وتعايرني وتنقص من قيمتي ، بل انه من واجبك ان تقوم بتعليمي لا اكثر ولا اقل من ذلك.

رات امل كيف ان حمرة علت ملامح دانيال الغاضبة ، هي خير عليمة ما الذي يمكن ان يفعله بعد سماعه لهذا الكلام الخالي من الحياء ، فتوجهت اليهما .

دانيال"بنبرة حادة جدا" : هل تعلمين ما الذي استطيع فعله بك ؟ الا تعلمين شيئاً يعرف بالحياء ، فعلاً انتِ غبية وحمقــــ...
قاطعه عن القاء شتائمه وغضبه على الفتاة ظهور امل بينهما ، لتحيله عن رؤية وجه الفتاة الذي سيستفزه اكثر من ذي قبل ، رسمت على محياها ابتسامة محاولة تهدئته .
دانيال"بنبرة اقل حدة" : ابتعدِ امل ، يجب ان القن هذه الفتاة درساً لن تنساه ، الا ترين حماقتــــ....
امل"مقاطعة بصوت منخفض" : صه ، انا رجوك لا تكمل القاء غضبك ، ان الامر لا يستحق كل ذلك الانفعال ، "وهي تحثه على الخروج بدفعه الى خارج الغرفة " هيا .. هيا الى الخارج .

فوضى الفانيلياWhere stories live. Discover now