"الجزء الثاني"

601 24 10
                                    

كان دانيال يراقبها بكل ما تحمله المعنى من كلمة ، يراقب تصرفاتها وتعابير وجهها وانفعالاتها ككل ، كان يكتشف في كل مرة ينظر اليها شيئا جديدا يزيد من حدة فضوله ، هو ليس فضولي في العادة ، ولكن هذه امل قد جعلته وكان الفضول يجب ان يكون اجباريا .

"دانيال"

عندما سمعت صوتها المختنق وانا على الارض ، شعرت بانه يجب علي النهوض ، ليس كما في كل مرة افقد فيها وعيي ، عندما فتحت عيني كان اول ما رايت وجهها القلق ، بدات نبضاتي وكانها تنضبط ، ولكنها كانها اخذت جميع الهواء الذي من حولي وجعلتني غير قادر على التنفس ، لم ارَ منذ زمن طويل احداً يقلق او يخاف علي ، كنت اعيش دون سبب للعيش ، لا احد بجانبي ابدا ، كنت وما زلت وحيدا في صحراء مقفرة .
رايت دموعها تتلالا في عيناها ، نظرت لها بحيرة ، هي لاول مرة تراني لكن لماذا تبكي ، بدات تنهال علي بالاسئلة ، ولكنني لم استطع ان اجيب على ايٍ منها ، كنت اظن انني ما زلت فاقداً للوعي ، تحولت حيرتي الى غضب مفاجئ ، وصارخت في وجهها ، كان طفولي بشدة هل ذكرت لكم ذلك ، حتى انها حاولت منع دموعها من الانهمار ثانية شفتيها كطفل صغير ، ومن ثم رحلت ، وانا كنت متيقناً بانني لن اراها ثانية ، فهذا ما يحدث بالعادة لي .
نهضت من مكاني ، ورتبت حال ملابسي وازلت بعض الاتربة التي كانت عالقة ، الا القليل منها الذي ابى الذهاب ، مما جعلني اغضب من هذا الحال ، فانا اكره ان اتسخ .

دخلت الى بناء المشفى ، وتقدمت الى غرفة هي اشبه بقاعة مصغرة للطلبة في المشفى ، فانا الطبيب المسؤول عن تدريب الطلبة ، رغم سني الصغير ، الا لانهم اعتبروا بانني عقبري لانجازاتي وانا في هذا السن بالاضافة الى اني درست في الخارج ، وهذا جعل فرصي تزداد .

دخلت القاعة واخذت نظرة على الطلاب ، لمحت ابن عمي وصديق الطفولة يوسف ، كم اكرهه في الحقيقة لذلك اعتبرته كانه شخص لا اعرفه ، ومن ثم لمحتها ، لمحتها من بين جموع الطلاب تنظر الي ، اعلم من نظراتها بانها تكرهني ، وفي الحقيقة هذا قد جعل قلبي يقرصني من الداخل قليلا ولا اعلم لماذا .
وانا القي المحاضرة كنت استرق لها بعض النظرات ، لا اعلم لماذا انظر لها ، ووكانني فقدت التحكم في نفسي ، الا لانني كنت فضوليا .
استوقفتها عندما همت بالخروج من الغرفة بغية التفحص في السبب الذي يجعلني انظر لها ، الا ان شعرت بيد تسحبني الى الخارج ، كان يوسف ، وبدا بالتحدث الي بكلمات ، بان لا اقترب منها وابتعد عنها ، علمت بان يوسف لديه اعجاب بها بل ربما يكون شيئاً اكبر ، وهذا جعل فضولي يزداد .
جعلت مجموعتها تكون تحت اشرافي ، وابقيت عليها بجانبي ، اردت الشعور بالتسلية ، فمنذ وقت طويل لم اشعر بمثل تلك المشاعر .
رايت فيها الوجه الطفولي والحجم الضئيل نسبيا ، رايت بانها تحاول العمل بكل جهدها ، واصرارها كبير الى ابعد الحدود ، حتى انها ادخلت مريضة الى غرفة العلاج بكل اصرار امام رفض الجميع لعدم توفر الاسرة الكافية .
اعجبتني بطريقة مثيرة ! .

*********

انتهى يوم امل الطويل بعد التوتر الذي ربما افقدها نصف عمرها ، وعادت الى المنزل متوجهة فوراً الى سريرها ، بدات دموعها تتجمع من يأسها ، لكنها نهضت محاولة بكل عزم بان تمضي بكل قوة لديها ، ومن ثم اخذت حماماً دافئاً لتنقية افكارها .
اما يوسف فعاد الى المنزل وهو يفكر في امل وما الذي سيحدث بالنسبة لها مع دانيال ، هو يعلم بعد مراقبة تصرفاته بانه لن يتركها وشانها ابدا ، وكانه علم بانه وجد شيئا جديداً للتسلية .
دانيال ما زال  متوقفا بسيارته على احد التلال التي تكشف المدينة باكملها ، يفكر بالذي سيفعله من الان وصاعدا ، يخاف من عيشه بحياة جديدة بعيدة عن روتينه الذي يضمن له الامان النفسي ، وقرر ان يبقى على ذلك وبان ينسى اي امر اخر ، فقد لاقى في حياته الكثير من المواقف المؤلمة التي جعلته شخص واهن وضعيف وذو شخصية باردة .

__________________________________________________________________________________

اعلم بان الجزء غير جيد تماماً ، بالاضافة الى التاخير ، عدة ظروف ، اعتذر !







فوضى الفانيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن