"الجزء الثاني"

928 39 3
                                    

مر مساؤها سريعا دون ان تشعر وهي بالمكتبة تراجع بعض الكتب مع صديقتها ، اما هو فلم يعلم كيف مر مساؤه ، مرة يحاول تاليف حوار بينه وبينها ، ومرة يتخيل المواقف التي ستدور بينهما .

استيقظ مبكرا نشيطا ، يحاول ان يهتم بلباسه بشكل اكثر هذا اليوم يتعطر ويخرج و صوت دندنته يملا المنزل ، قاد السيارة مسرعا ولو استطاع لجعلها تطير وصولا الى الجامعة ، قام بركن سيارته باحد كراجات الجامعة وترجل منها متوجها الى الداخل ، كان ينظر يمنة ويسرة بحثا عنها ، لكنه لم يستطع ان يلمح خيالها ابدا ، فتوجه الى محاضرته معتقدا بانه ليس لديها اي محاضرات اليوم ، جلس في اعلى المدرج قريبا من الحائط بجانب النافذة ، حيث يستطيع ان يرى ما بداخل القاعة وخارجها ، تبقت خمس دقائق على بدا المحاضرة ، وبدا الطلبة يتداخلون في القاعة ، لمحها رغم حجمها الضئيل نسبياًمتفاجئا سعيداً " هل .. هل هي معي ايضا في المحاضرة ؟ ، انه لشيء اكثر من توقعاتي كلها " توجه لها تلقائيا ، كادت ان تصطدم به الا ان تداركت موقفها فهي دائمة الانشغال بساعتها ، احنت راسها للاسفل قليلا وتنحت عنه " لا يعقل بانها لم تعرفني ، هل يجب ان اسمعها صوتي لعلها تتذكر ؟ " جلس بمكان قريب منها ، حيث هي امامه وهو بالمقعد المجانب للخلفي لها ، بحيث يستطيع ان يلمح زاوية وجهها اليسرى .

بقي هكذا طوال المحاضرة مسحورا بما يراه ، يتامل كل حركة تقوم بفعلها ، كيف تكتب وكيف تهز القلم مفكرة باجابة ما , حتى انتهت .
تنفس من في القاعة الصعداء فكانت محاضرة ذو مدة ساعتين ، وبدا الطلبة بالخروج ، اما هي ما زالت تدون بعض الملاحظات الجانبية وتلملم ما تبعثر من اشيائها ، وهو ما زال متاملا بها في الخلف ، همت بالخروج من القاعة الا انه استوقفها .
يوسف : امل ؟
استدارت امل تحاول ان تدرك من يعرفها : نعم ؟
يوسف : لقد اسقطتِ هذا الدفتر من قبل عند اصطدامنا . وناولها اياه .
كانت تريد ان تساله كيف يعرف اسمها لكنها ادارت وجهها مغادرة عندما تذكرت اسمها المكتوب على دفترها ، الا ان استوقفها للمرة الثانية .
يوسف : كيف اصبحتِ الان ؟
امل : عفواً ؟ .. هل مختلط عليك الامر بشخص يشبهني ؟
يوسف : الم تتعرفــ ...
قاطعه صوت ينادي على امل من خلفها ، اشاح وجهه ليستعلم من هو ، " اليس هو ذاته الذي كان البارحة معها بالسيارة ؟" ، استشاط غضبه اكثر عندما اعتذرت له وتوجهت للشاب مهرولة مبتسمة ، " من بحق الله يكون هذا لتبتسم له جميع هذه الابتسامات الدافئة ، الا يجب ان تكون اكثر رزانة ، ثم انني كنت اتكلم معها كيف تقاطعني وتهرول له بمجرد ان تسمع صوته ، آآه حقا بدات اكره هذا الشاب حقا " وبدا يتافف غضبا, لكنه ما زال يمشي خلفهما ، يرى كيف تبتسم له ويرد هو بدوره على ابتسامتها الخفيفة ، استشاط غضبه اكثر ، وتقدم امامهما ولف وجهه نحوهما ، استغرب الشاب من فعلته ولكنها نظرت اليه بنظرات سطحية .
يوسف : امل ؟ اما زلتِ لا تتعرفين على صوتي ؟
امل : عفواً ولكني لا اعرفك ، رجاءا اجعلني امضي في اموري دون توتر وازعاج.
تدخل الشاب "وليد" مستغرباً : من هذا امل ؟
يوسف "غاضبا" : انت لا تتدخل ابدا بيني وبينها ، هل فهمت ؟ ، ثم من انت بحق الله .
بدات تنظر امل له بنظرات لم يستطع فهم معناها ابدا ، اشاحت بنظرها عنه وتمتمت لوليد ببعض الهمسات وتنحا جانبا ، لكنه لم يتحمل ذلك وامسك بمعصمها بقوة جعلتها تلتفت له .
تدخل وليد بصوت حاد وغاضب و وضع يده فوق يد يوسف شادا عليها : اترك يدها ، هل جننت ؟ من تكون لتمسك بها بهذه الطريقة .
يوسف "بنبرة غضب " : قلت لا تتدخل بيننا ، الا تفهم ؟
امل : اترك يدي ، اتركها انت تؤلمني .. بحق الله من انت ؟
زادت قوة يوسف على معصمها دون ادراك منه : انا ..
وقاطعه صوت انينها الخفيف وحركة حاجبيها التي تدل على الالم : اتركني انت تؤلمني .
وليد : اتركها ايها الغبي ، اتركها ، الا تفهم ؟ انت تؤلمها .
ازاح يده عن معصمها بقوة ، احتضنت معصمها بيدها الاخرى تتحسسه من الالم وحاجبيها يشتدان على بعضهمها مكونان عقدة بينهما ، استيقظ من غضبه وتحول الى الاسف وتوجه نحوها
يوسف : امل .. انا اسف ، لم اقصد ذلك ، غضبت فجاة و ــ .
وليد : ابتعد الان ، واتركنا بطريقنا ، هيا لنذهب امل .

فوضى الفانيلياWhere stories live. Discover now