الفصل الثاني : ما زلتِ موجودة ! / " الجزء الاول"

925 39 1
                                    

مضت ثلاث اعوامٍ الان ، وامل قد استعادت نشاطها ، وبفضل ربها اولا وللاشخاص الذين بقوا بجانبها يشجعونها الى النهاية ، استعادت بضع اطراف من ذاكرتها القديمة ، وبدات حياتها تمضي من جديد .

هي حاليا في فصلها الثالث الجامعي وتخصصها هو طب بشري ، اليوم هو اول يوم لها في جامعتها الجديدة ، قد حولت الى اخرى قد تكون اقرب بقليل وافضل من جامعتها القديمة ، ما زالت تحاول ان تتذكر الطرق بالرغم من انه هذه مرتها الثالثة في الجامعة ، تمسك بكتابين ثقيلي الوزن وبعض الاوراق ، تنظر لساعتها وهي مسرعة الخطى خوفا من ان تتاخر على محاضرتها الاولى .

بعد انتهائها لجميع محاضراتها في ذلك اليوم تلقت اتصالا من اخيها زيد بانه ينتظرها لدى مجمع سيارات الاجرة ، كانت مسرعة الخطى ايضا ، ودوما ما كانت كذلك ، كانت شاردة الذهن تنظر لساعتها وتعلم بانها ستتاخر عن موعد لقاء صديقتها في المكتبة الوطنية ، اثناء نظرها للساعة وبخطاها المسرعة حاملة معها كتبها الطبية كبيرة الوزن ، اصطدمت بجسد طويل البنية ، ليس بذاك الطول لكن مقارنة مع طولها فهو طويل ،وقع كل شيء كانت تحمله بيديها وكادت تقع هي الاخرى الا ان اداركت نفسها في اللحظات الاخيرة ، ارخت رقبتها لاسفل واخذت نظرة سريعة حول نفسها تحاول مداركة موقع اشيائها .

اما هو فكان غير مهتم بتاتا لاوراقه القليلة التي تبعثرت ، الا انه حاول مساعدتها رغم ان ذلك ليس من عاداته ، اثناء انخفاضه لاسفل لمحها وهي تحاول التقاط ما تبعثر منها ، سمعها وهي تقول " اسفة ، اعتذر كنت شاردة " ، لم يستطع الا ان يلتفت اليها بشكل تلقائي ، كان نفسه ، نفس الصوت الذي سمعه يعتذر قبل هذه المرة ، حاول رؤية ملامحها ليتاكد الا انها كانت مخفضة راسها تلتقط وكانه سيكون اخر عمل لها ، حاول ان يجعل راسه بمستوى انخفاض راسها الا انها فاجاته باعتدالها سريعا واعتذارها المباغت ، ولم يتسطع ان يلمح بعدها الا خيالها البعيد واستشعاره بدفتر تحته ، رفعه عن الارض وحاول قراءة مربع البيانات ، " انها .. انها امل حقاً .. كيف حدث ذلك ؟ هل ما اراه صحيح ؟ " ، لم يكن يعلم كيف كان يشعر وقتها ، كان متفاجئا فرحاً ، ولكنه سرعان ما ادارك انه سيفقدها للمرة الثانية على التوالي ، حاول ان يسرع خلفها ، رآها تركب سيارة من بعيد تعرف على اخاها زيد ولكنه لم يستطع ان يتعرف على الشخص الثاني ، كانت تبتسم له بود راى انه مبالغ به ، صعدت السيارة ، والتفت بشكل مباغت لم يستطع ان يجاريه .

علت بعض علامات الحزن و القلق من ضياعها مرة خرى على وجهه ، ولكنه سرعان ما انفرجت اساريره عندما علم بانها في نفس الجامعة معه " واخيراً ، واخيرا نحن سنلتقي ، يا منقذتي ! " .




فوضى الفانيلياWhere stories live. Discover now