الفصل الثامن : بالفعل ! " الجزء الاول"

362 11 2
                                    

    "دانيال"

لم استطع نسيان نظرة يوسف عندما امسك معصمي ، اذكر بانني اخر مرة رأيته في تلك الحالة هي عندما استنجدني بإيقاف زواج والدينا ، تلك نظرة الانكسار ، لكن لم استطع في الوقت ذاته ان اساله او استعلم عن امره بسبب تصرفاته اللئيمة في الاونة الاخيرة.
اقمت بعض الاتصالات الى كندا ، وسالت بعض الاشخاص الذين اعرفهم عن وضع يوسف او الشركة ، لكن كل شيء بدا لي بخير ، حتى تذكرت باني امتلك رقم سكرتير عمَي ابو يوسف ، العم احمد ، فاسرعت بالاتصال به .
- ألو ؟"اجابني الطرف البعيد متسائلاً"
- العم احمد ؟
- نعم تفضل .. من معي ؟
- انا دانيال .. ابن عمّ يوسف .
- اوه بني .. نعم نعم ، كيف هي احوالك ؟ اخبرني .. لم نستطع الحصول على طريقة لنتواصل معك الا مؤخراّ .
- نعم اعتذر عن انقطاعي عنكم ، لكنني مشغول بالفعل .
- لا لا بأس ، دام انك بافضل حال .
- اجل ، ولكن عمّي اريد سؤالك عن حال يوسف .. هل حدث شيء معه او بالشركة مؤخراً ؟
- لا ابداً ، لماذا ؟ هل حدث شيء معه ؟
- لا ابداً ، ولكنني ظننت بانه حزين لامر ما ، فظننت ان الشركة قد حدث بها شيء .
- لا الشركة بافضل حال الحمدلله ، ولكن اقلقتني ... اوه لربما لانه استلم وصية والده مؤخراً ؟
- وصية عمّي ؟ لماذا استلمها متأخراً هكذا ؟ ثم ما محتواها ؟
- شروط الوصية بان يتم توصيلها في ذلك الوقت ، وفي الحقيقة لا استطيع اخبارك بمحتواها وذلك من ضمن الشروط ، يفضل ان تسال يوسف .
- لكن .. انه ربما لن يخبرني ، اخبرني لاعلم ان كان بحاجة الى مساعدة .
- اعتذر لك بني ، بالفعل اعتذر .
- لا بأس ، ساستعلم منه عن الامر ، اعتذر لازعاجك .
- لا بتاتاً ، طمئنّي عنك بين كل فينة واخرى .
- سأفعل ، اذاً سأغلق الخطّ الان .
- ليحفظك الله .

ما ان اغلقت معه الاتصال حتى شعرت بالفضول يزداد في كياني حول محتوى الوصية وحالة يوسف الجديدة ، لكن في الواقع كبريائي وعقلي منعاني من الاستعلام عن الامر من يوسف بسبب ما فعله بي وبامل مؤخراً .
في صباحي التالي استعلمت عن مناوبة يوسف ، فجعلت مناوبتنا معاً لعلّي استشف جديداً في حاله .
كانت مناوبة ليلية ، بعد نيلي لقسط من النوم توجهت الى العمل وانا كلّي فضول .
بدّلت ملابسي واسرعت في الوقوف بمكان استطيع ان ارى فيه يوسف حينما يصل الى المشفى ، وبالفعل ما ان مرّت بضع دقائق حتى رأيته يتخطّى باب قسم الطوارئ ، هممت بالتقدم لاجعل نفسي في مجال رؤيته لكنني لمحت امل خلفه ايضاً فاستوقفني حضورها للحظة ولكني اكملت طريقي بالنية التي ابتدأته بها  ، ثم توقفت بمجال رؤيته امسك احدى ملفات المرضى جاعلاً من نفسي منهمكاً بالعمل .
شعرت به يمشي بجانبي ببطء شديد ، حتي انني شعرت عينيه وهي تراقبني خفية فالتفتّ الى حيث توجه ، وما زاد استغرابي هو استمراره بالنظر ناحيتي وفي عينيه النظرة ذاتها ، مما جعلني اقفز باستنتاج وهو بان الوصية تتعلق بي او بها جزء يتعلق بي ، المهم انها تتعلق بي بشكل او بآخر مما زاد فضولي.

"يوسف"

لم استطع اخباره حتى في تلك اللحظة التي وصلت بها العمل و وجدته في مجال رؤيتي ، ما زلت لا امتلك الشجاعة المناسبة لاخبره ، وهذا الامر يؤرقني ويتعبني ، اريد اخباره بأسرع وقت ممكن لا اريد من الوقت بان يضيع دون فائدة كي لا يندم احد على اللحظات الفائتة اكثر من هذا .
كدت ان اضرب بعارض الباب لو لم تنبهني امل على ذلك بسبب شرودي .
- يوسف ما بك ، اصبحت تسرح وتشرد كثيراً ، ما خطبك اخبرني ."تسالني بقلق"
- امل .. لا اعلم ما بال حالي بالفعل ، اتمنى ان اتجرأ لاخبارك .
- تخبرني بماذا ؟ تحدث .. هل هو متعلق بدانيال ؟
- كيف علمتِ ؟
- اتمزح معي ؟ نظراتك كادت تخرقه .. هل حدث معه شيء ؟
- لا .. لم يحصل بتاتاً ، بل ربما .
- لا استطيع ان افهم يوسف ، اخبرني بوضوح لربما استطعنا ان نجد حلاً لما تعانيه ، هل دانيال عليه خطر ؟."سالتني بقلق واضح"
- لا ابداً ، لكن الا تعتقدين بانك تقلقين عليه كثيراً .
- لانك تجبرني على ذلك يوسف ، لو تخبرني بالامر سيكون افضل .
-في الوقت المناسب ساخبرك .

"امل"

بمراقبتي ليوسف في اليومين الماضيين ، تصرفاته قد تغيرت وتحولت مشاغبته الى هدوء مفاجئ ، ما زال لم يخبرني بالامر الذي حصل منذ يومين ، ولكن نظراته لدانيال اليوم اقلقتني ، شعرت بان دانيال حصل له شيء ما ، او ان  يوسف فعل له امراً لم يتوجب عليه فعله له مما جرح دانيال ، ولكن وبما يتعلق بهذا ما زلت فضولية بشان العلاقة التي تجمعهما كلاهما .
اثناء مناوبتي استمررت بمراقبة الاثنين ، حيث كلما يكونان في نفس المكان ينظريوسف لدانيال ونظرات انكسار تملأ عينيه وكأن هناك هم ثقيل على اكتافه بسبب دانيال ، اما دانيال فلم يصدر ما هو جديد ، بل استمر ببروده العادي حتى .
استغللت فرصة سماعي بان دانيال متوجه لنيل استراحة عشر دقائق ، فلحقت به لعلي استشف عن حاله قليلاً .
كان متوجهاً الى كافتيريا المشفى ، فاستوقفته .
- دانيال ؟
- اوه امل ، جائعة ايضاً ؟
- نعم بالفعل ، العمل كثير اليوم .
- حقاً .

جلسنا على نفس الطاولة بعد اخذنا لطعامنا ، فحاولت التلحلح وان ابدا بسؤاله .
- دانيال ؟
- ههمم ؟
- هل هناك علاقة بينك وبين يوسف ؟ ام هل التقيتم مسبقاً في مكان ما ؟
- ولمَ هذا السؤال المفاجئ هكذا ؟ " رافعاً راسه لي مبديًّا نظرات استغراب "
- في الحقيقة اشعر بفضول قاتل ، ثم انني اشعر دوماً بان هنالك ماضٍ بينكما .
- وما الذي يشعرك بهذا الشيء ؟
- في الواقع ان يوسف تزوجني لانــ....
للحظة كدت ان اخبره بفعلة يوسف بي وبانه تزوجني ليبعدني عن دانيال ولكنني احمد الله بان تماسكت قبل فوات الاوان .
- تزوجكِ لانكِ .. ؟
- ممم انسَ الامر ، ولكن اخبرني الان ، ارجوك .
- لا اعلم ان كان عليّ اخبارك بهذا ام لا في الواقع .
- لقد ازداد فضولي ، بل عليك اخباري الان وحالاً ، هذا امر .
- هههه ، حسنٌ في الواقع نحن نكون ... ممم كم ستعطيني مقابل هذه المعلومة ؟
- دانيال ؟ اخبرني .. لا وقت لمزاحك الان ."نهرته متغيظة"
- اوه ، حسنا اهدأي اهدأي .. في الواقع نحن نكون اولاد عمومة .
- اولاد عمومة ؟ اولاد عمّ تعني ؟ .... انتظر ولكنكما تمتلكان اسماء عوائل مختلفة .
- نعم لان ابوينا يمتلكان ابوين مختلفين ، هما اخوة من ناحية الام فقط ولكنهما كانا اقرباء لبعضهما اكثر من القلب الى اضلاعه .
- ماذا ؟ صعقتني ."بنبرة عالية"
- ما الذي صعقك ؟ " سال يوسف من خلفي "
- اوه يا للهول ، حظي البائس .  

فوضى الفانيلياWhere stories live. Discover now