فوضى الفانيليا

"الجزء الثاني"

    توقفت لبرهة عن التنفس وكأنني نسيت كيف اتنفس ، لم استطع استيعاب فكرة بانها ستصبح لي ولي وحدي ، لكن هناك شيء ما غزا قلبي فجاة عكر صفو افكاري المحلقة ، وهو ان كانت امل قد وافقت هذا يعني بانها تحمل بعض المشاعر لدانيال والا لم تكن لتهتم بتدمير مستقبلها لحمايته فقط ، ولكنني خرجت من شرودي وتحدثت : هذا جيدٌ اذاً ، علينا ان نتفق على التفاصيل المتبقية ، اليس كذلك ؟
- لا باس باي باشيء ما دام هذا سيجعلك تشعر افضل ."اجابتني ببرود"
- ان كان الامر هكذا ، متى هي عطلتك القادمة ، لانني سآتي لاطلب يدك رسمياً من والديك .
اخذت امل برهة للتفكير ثم قالت : ساستعلم عن الامر ثم اخبرك ، اذاً ان كان هذا كل شيء ، ساذهب الان

لم تستمع الى باقي حديثي ومضت في طريقها مسرعة ، استطيع الشعور ببرودها وغضبها ولكنني لا استطيع القيام باي شي حياله ، فانا حقاً احبها بعد كل شيء .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم تسطع امل العودة الى منزلها في ذلك الوقت ، شعورها بالاختناق اوصلها الى مكان بعيد عن اي شي واي احد ، توقفت على جانبي احد الطرق السريعة وفتحت النافذة ، وما ان شعرت بالهواء الذي يهاجم انفاسها المختنقة سقطت دموعها التي ناضلت لتحافظ عليها ، وبدات تنتحب ، تارة تضرب عجلة القيادة وتارة تخرج انيناً من بين اسنانها المنقبضة .
لم تستطع تحمل فكرة بان هنالك شخص كان عزيزاً على قلبها يعاملها بهذه الرخاصة وكانها شيء يمكن التراهن عليه لعدم اهميته .
بعد مضي فترة من نحيبها وبكائها استطاعت لملمة شتات نفسها وقامت باخذ نفس عميق " حسناً ، لا بأس سيكون زواجاً على الورق لا غير ، وانا منذ البداية لم احلم بان اتزوج ، لطالما اردت العيش بحرية ما حييت " ، اخبرت نفسها بهذا وتوجهت الى منزلها متناسية كل امر ، استقبلها على الباب وليد .
- هل انتِ متاحة ؟
- بالطبع ، ماذا هناك ؟
- لا شيء اشعر بالملل فقط ، واردت الخروج الى اي مكان ، لذا هل تخرجين؟
- لمَ لا ؟ ساذهب للاغتسال وتبديل ملابسي سريعاً .

بعد ان انتهيا من تحضير نفسيهما انطلقا بالسيارة .
- اذاً ... الى اين تريد الذهاب ؟ "سالته امل "
- لا باس باي مكان لدي ، ولكنني جائع الستِ جائعة ؟
- انتَ ضربت الوتر الحساس هنا ، بالطبع انا جائعة ماذا تريد ان تاكل ؟
- ممممم في الواقع اريد تجربة شيء جديد ، ما رايك ؟
- انظر ، انا اعلم مكاناً يقدم طعاماً صينياً لذيذاً ، هل تريد التجربة ؟
- صيني ؟ لمَ لا ؟

انطلقا بالسيارة الى المطعم واختارا طاولة ، قامت امل باختيار الطبقين لعدم قدرة وليد على التعرف على افضل الاطعمة ، واثناء تناول الطعام تنحنحت امل .
- ممممم وليد ؟ ... ما رايك بان اتزوج ؟
- هااا ؟ ومن تعيس الحظ هذا ؟
- حقا وليد انا لا امزح هنالك شخص سياتي قريبا ويطلب يدي من والدي
- حقا ؟ هذا جيد
- وما الجيد في الامر ؟
- مممم انتِ في العمر المناسب للزواج ، وقد حان الوقت لتستقري
- ولكنني استمر بالتفكير في والدي بعد كل شيء ، كنت عازمة على البقاء بجانبهما ورعايتهما دوماً
- وما الذي سيتغير ؟ ليس كأن زوجك المستقبلي سيبعدك عنهم ... اوه بالمناسبة من هو هذا ؟
- يوسف .. هل تتذكره ؟
- الشخص الذي تسبب لكِ في الحادث ؟ .. اوه نعم تذكرته ، انه شاب جيد ولاحظت عليه انه معجب بك منذ زمن ، لم اكن لاقلق لاتركك برعايته .