1

228 13 5
                                    

فوق غيوم سماء الأوليمب وتحديداً داخل قصر الصواعق، وبغرفة من العقيق والزمرد تفترشها أشعة الشمس من نافذة عاجية ضخمة، تجمهر عدد من الأباطرة حول طاولة الإجتماعات الذهبية ترسم شكل صاعقة سماوية.

اجتهد هيفيستوس فى صنعها من الذهب الخالص وتطعيمها بالأحجار الكريمة والنفيسة، فخرجت تحفة فنية آسره كعادة مصنوعات الحداد الأعظم بسماء الأوليمب.

على رأس الصاعقة يجلس زيوس بتعال وتجبر، وعن يمينه اضجعت أجمل نساء الأوليمب إمبراطورة الجمال والإغواء إفروديت، يليها إيروس بضمادة سندسية تغطى محاجر عينيه تعلن عن فقد إمبراطور العشق مهمته بإصابة الأباطرة بسهام الحب، يجاوره كيوبيد إمبراطور أقل رتبة يخص الهيام أيضاً ولكن لذوي الرتب الأدنى كالبشر وأنصاف الأباطرة. من بعدهم يجلس آريس محب الحروب والدماء، تليه نيمسيس إمبراطورة حفظ التوازن بالأكوان وما عليها من كائنات وما تضمها من أشياء، وختام بذاك الطرف سيلين إمبراطور القمر وكائناته.

أما على يساره تجلس أثينا أولاً بزيها الأمازونى وسيفها بغمد معلق بظهرها يختبأ مقبضه أسفل خصلاتها المرفوعة معقوص بضفائر وخصلات حرة، تجاورها أختها الأصغر أرتميس برداء صيدها ودرعها وهيئة أكثر وداعة من حدة إمبراطورة الحكمة أثينا، يليها أبولو مدلل زيوس الأول بغيثارته وملامحه الناعمة الفاتنة.

بوسايدن يقبع مقابل نيمسيس بشوكته الذهبية وذيله الحرفشي ذو الألوان المتموجة كعباب البحر وصدر ذهبى مكشوف يتدلى على أكتافه خصلاته الحريرية الرمادية، ويجاوره بروميثيوس يعلوه الوجوم وأعين متمرده غاضبة تتماهى مع خصلاته النارية المقيد جزء منها بشريطة بلون خشب الزان بينما البقية ثائره فوق كتفه وظهره.

بالنهاية هاديس بجسده الشاحب وخصلاته الليلية القاتمة وأعينه القمرية الناعسة تكحلها رموش ضواءة كثيفة وطويلة وملامح هادئ لا تنم عن انفعال أو غضب.

كسر زيوس حاجز الصمت بينهم معلناً بصوت جهور جاف كعادته "إيليوس معفى من الاجتماعات الامبراطورية منذ اللحظة وحتى إشعار أخر."

كلماته لم تكن بهدف إطلاعهم بقدر ما هى تهديد غير مباشر، بطرد أى من يتعاطف مع عدوهم. فإيليوس كإمبراطور الرحمة لم يتوقف عن إظهار تعاطف للطرف المعادين له مخالفين بذلك رغبات زيوس.

أردف هاديس بصوته الهادئ العميق "إلى متى يجب أن تستمر تلك الحرب أخى!"

ارتفع حاجب زيوس بتسلط وحدجه بنظرات شرسة، ليس لأن كلماته تعد مخالفة له فحسب وإنما لإزالة الألقاب والتوجه إليه بكلمة 《 أخى 》. كان ذلك كفيل بأن يلتجأ هاديس إلى قوقعته الصامته مرة أخرى، لا يرغب بكل ذاك الصراع المقام منذ قرون طويلة.

أردف آريس بنبرة مسالمة تخفى نية لرؤية دماء وتناحر فوق الطاولة "عمى هاديس محق. ما شأننا بكل تلك الحروب المتلاحقة، إنه يرغب بأفروديت، لنسلمها له"

كاتارا تو كميرا Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt