٢٩

30 7 0
                                    

الأسئلة إلتهمت رأس أماليا بشراهة، فغفلت عن خطواتها وقبل أن تسقط بفعل الصخرة التى عركلت مسارها أمسكها كميرا محذراً إياها أن تنتبه إلى خطواتها، كانت شاردة ولم تعطه إجابة.

ظلت تتقلب بالفراش بعقل نهم التفكير، وجسد ينشد الراحة بعد معاناة ثلاثة ليالي متواصلة، بنوم لا يتخطى الأربع ساعات كأقصي حد.

لحق بها كميرا يسند ظهره على مسند السرير يقلد جلستها وصرح بهدوء " يمكنك أن تسألى وسأجيبك."

أدار وجهه عن مقلتيها المحدقه به وقال كذباً " أنا أفعل هذا كى أستريح من التوتر الذي تنشرينه بالغرفة."

لم تقتنع بتبريره فإن كان منزعج ليغادر كما يفعل عادة، ولكن عقلها لم يكن يملك مكاناً شاغراً لأى أسئلة أخرى فتجاوزت الأمر وسألت بتشكك " حقا ستجيب؟"

أومأ لها مؤكداً، فكلماتها عن علاقة أفاريا ورفايل جعلته يرغب فى إخبارها كل شيء عنه، كإعتراف ضمني بحبه.

جلست تعاقد أقدامها وتدنو أقرب إليه مبتعدتاً عن مسند السرير وألقت أولى أسئلتها " لما قولت لى ألا أنظر بعيني أنوبيس؟"

استل الهواء ببطء مجيباً " من ينظر بعيني أنوبيس ممن لا ينتمون إلى كائنات العالم السفلى؛ وهم ثلاثة ممالك مملكة هادس ومملكة الشياطين ومملكة الموت العظمى، يفقدون عقولهم وربما أرواحهم أيضآ... لا ليس من جماله الباهر كما يخيل لك عقلك الصغير، ولكن من هول ما يراه. فعينا أنوبيس تحتفظ بذكريات كل روح يصحبها وطريقة موته وأيضاً مصيره."

تحركت بذات وضعيتها تدنو خطوتين بحماس مشتعل بأعينها، فهى تحصل على معلومات عن عالم سحرى خفى من أحد قانطيه والمنتمين إليه.

" لقد قال لك أخى، وذكرت شيء عن ثاناتوس؟ ما قصة مصاحبة الأرواح أهى كما تذكر فى الأساطير المصرية عن أن أنوبيس ،ذلك الوسيم المثير، يرافق الأرواح إلى محكمة الموتى. أرجوك إحكى لى أكثر عنه."

تنهد كميرا من إصرارها على وسامة أخيه، وهوس عقلها به وأجاب "أنوبيس ابن ثاناتوس. ثاناتوس أحد الأباطرة تحديداً مسؤل عن الموت، الموت الغير مؤذي وغير المؤلم، وإمبراطور مملكة الموت العظمى، وأحد حاملى دماء فانس وبن نيكس إمبراطورة الليل التى تعد رعب زيوس الأول.

أنجب ثاناتوس ثلاثة أبناء إيزيل من إحدى حوريات الظلام، وأنوبيس من إحدى الهارينز -وهن نساء لعن فيما بعد بعدم القدرة على الإنجاب- وطفل ثالث.

أنوبيس ولد قبل لعن الهارينز ولكنه يبقى إبن واحدة منهن، لذا تم سحب دماء ثاناتوس منه، وإتخذ خادم للمملكة ولحاملى دماء ثاناتوس، ما عاون على تهميشه عدم إمتلاكه دماء فانس.

أصبح مسؤل عن مرافقة ارواح الموتى، منذ لحظات إحتضارهم وجلبهم إلى المملكة ليعرضوا على محكمة الموتى. التى تتمثل فيها إثنين وأربعين قاضي وميزان نيميسيس بأحد كفوفه ريشه العدالة ماعت، والكف الأخرى تحوى قلب المتوفى.

كاتارا تو كميرا Where stories live. Discover now