٥٦

23 6 0
                                    

وسط النحيب والصيحات والصرخة المنبأه بعذاب زيوس والأخرى الهالكة للوجود، انبثق الأمل بهيئة عقاب أسود يتبعه سرب ضئيل لم يكن سوي نيكس برفقة من يستخدم دماء فانس من أبنائها وأحفادها لم يتركوا سوي الأطفال غير البالغة فقط، حتي أنوبيس حضر على الرغم من أن دمائه ليست دماء نقية من فانس إلا أن وجوده ضروري.

يجب إيقاف إتمام التحول وإلا الفناء، لا يهم كم روح ستبذل وتفقد ولا بأس بالتضحية بمملكة ثاناتوس بعد فقد حاكمها الوحيد، كل شيء وكل روح وكل أمر بخيس أمام ما ينتظرهم من عاقبة إن ما فشلوا فى إيقافه الأن.

أُحيط جسد كميرا والهالة السوداء الملتحفة له بحلقة كونها عشرين فرد من أبناء الظلام، وفعّلوا جميعهم دماء فانس إلى أقصي حد ممكن واستخدموا جل طاقتهم متخطين ما ظنوا أنها حدود مقدرتهم.

ثوان قلة وشرعت أجسادهم تتصدع بخدوش سوداء، لم يلقوا لها بالاً فى البدء ولكن سرعان ما ضربهم الألم من كل حدب وصوب، منشأه تلك التصدعات التي تتسع كما لو أنهم زجاج علي وشك أن يتهشم ويصبح شظايا.

بهلع يصاحبه الصدمة تمتمت نيكس " لا يمكن.. لم.. لم يعد يبقي من التحول التام سوي نمو الأعين الزائدة! "
تزامن مع خروج أحرفها نغزات حارقة تشق أقواس عدة فى جبين كميرا وكلا وجنتيه.

مسارات كهربائية زرقاء رعدت فى أجنحة نيكس وصوت هامس خافت تسرب من فاهها جعل الحدقات المحيطة بها تتسع بذهول، كشفت الستار عن أعينها فكانت مطابقة لأعين كميرا من سواد واحمرار عدا عن أن البؤبؤ لا يزال واحداً فحسب، الخطوة القادمة كانت معلومة للجميع والسبب الرئيسي فى الذهول، نيكس ستستخدم قوي صولجان فانس.

كرة من الغيهب إبتلعت كميرا بهالته كان منبعها صولجان فانس، أمرت البقية بالمتابعة بضخ قواهم ضد الدائرة المحيطة بكميرا وخصت أنوبيس بأمر إلزامي بإتباعها.

لم يجرأ على طرح سؤاله حول كيف لها أن تتركهم فى وضع كهذا وترحل؟!

كانت البلورة السخماء نجدة للمتواجدين وتمكنوا من تنفس الصعداء، لا يزال الألم والطنين يعصف بهم إلا أن تأثيره قد خف قليلاً.

عدا عن شخص واحد لم يحذ على إهتمام أي شخص، لا يزال مغلف بقوي كميرا يصرخ من داخلها وكأنه لم يكن يوماً كأقوي رجل بعالم الأباطرة.

ما أن تركوا الأوليمب بسمائه وأرضه أمرت نيكس " أين زهرة القمر الأبيض؟"

لن ينكر أن لحضورها وقع خاص ومهابة فريدة وصوتها يحمل صفاتها يجبر خلاياك أن تخضع فى سكون، إلا أنه يستطيع أن يخمن ما ستقدمه عليه فامتنع عن الإجابة، هيبتها لا تعطية قوة للرفض الصريح.

فطنت نيكس أنه أدرك مسعاها وما تمنعه إلا لإلتزامه بواجباته كإمبراطور مملكة الموت العظمى، تنهدت ببطء وبنبرة لينة قالت " إنظر جيدآ أنوبيس. "

كاتارا تو كميرا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن