٤١

34 6 0
                                    


رافقونى ثلاثتهم إلى مقاطعتنا حيث يقف بيتنا شامخاً، وأتى بالخفاء عدد هائل من السحرة ومصاصي الدماء والشياطين. استشعر هالتهم بوضوح تام وبإمكانى معرفة أين يقبع كل فرد منهم، وقياس مقدار طاقته بسهولة.

قوة الشيكاتريتش وخاصة عائلة مينديناس لا يستهان بها إطلاقاً، وحقيقة أن كاي تمكن من إبادتهم تخلف بى مشاعر متضاربة بين الإعجاب بقوته والسخط من فعلته وتفهم دافعه.

رحبت والدتى بنا وكانت أداريا بمدينة ساحلية تطل على المحيط الهادي، طلبت من بيريام وفيشنو تولى حمايتها بأنفسهم.

فلا يتاح لها المجئ قبل إنهاء مشروعها؛ فمنذ شهرين تمكنت غواصتهم الاستكشافية من إختراق طبقة جليدية كان يعتقد أنها القاع وتم الأمر مصادفة أثناء هربهم من هجوم مجموعة من أسماك القرش العملاقة، وتم فتح عالم أخر أمامهم ملء بالكائنات العجيبة والطحالب المدهشة.

"أماليا لا يمكنك تخيل روعة الأمر ومبهابته فى آن واحد، أسفة حقاً آمي لن أتمكن من الحضور قبل شهر على أقل تقدير."

ابتسمت لها عبر شاشة الحاسوب وأردفت  "لا بأس ريا سأتغاضى عن عدم حضورك، رغم تغيبي عنكم وعدم حضورك عيد مولدى ونسيانك إياه من أجل ضحكتك المشعة البديعة. مضى عهد طويل على رؤيتى إياهى ريا لا تعلمين حجم اشتياقى رؤيتها. أداريا، تذكرى أن حبى لك يفوق المحيطات عمقاً وإتساعاً وإلى أن أراك مجدداً سأكتفى بتلك القبلة."

تزامناً مع انهاء كلماتى وضعت قبلة على إصبعي السبابة والوسطى ثم ألصقتهما بشاشة الحاسوب تحديداً فوق جبين أداريا.

انحسرت ضحكاتها وخاطبتنى بنبرة قلق   "أماليا، ما الذي يحدث معك؟ أنت بخير أليس كذلك؟.. لا تصمتى هكذا أماليا. سأعتذر عن المشاركة بالمشروع وأتى إليك قد يستغرق الأمر أسبوع لذا إياك والرح..."

إبتلعت جوفى وتصنعت الابتسامة مقاطعة صوتها المضطرب المتسارع  "إهدئي أداريا ما بك، تنعتينى وأفاريا بملكات الدراما وإنظرى ماذا تصنعين من مجرد جملة حب عادية..."

صاحت بى مقاطعة  " تبدين كمن يودعنى، لا يمكنك خداعى أماليا.. فقط أخبرينى ما الأمر وإلا سأتى إليك وليذهب المشروع إلى الجحيم. أنت أهم من بضع قشريات ورخويات مالحة سينتهى بها الأمر كسلطة مأكولات بحرية لدى المطاعم الحمقاء."

إنفجرت بضحكات صادقة من تعبيراتها، وبكذب أصبحت اتقنه مؤخراً أردفت  "لا شيء جاد ريا فقط مشكلات مع كاي سأرويها لك حين تأتين، تعلمين كرهى لمحادثات الهاتف سواء النصية أو الصوتية أو مكالمات الفيديو."

اومأت ببضع ضحكات صغيرة   "أعلم أعلم يا عدوة التكنولوجيا والتواصل الرقمى، إن لم يكن يتحدث عن الخوارق والكائنات الوهمية التى تصدقين وجودها."

تلاشت ضحكاتها وتجهم وجهها محذراً  "إياك ومصالحته أو الرحيل بصحبته قبل مجيئى أسمعتى. سأري ذلك الأحمق جحيم جعل وجهك يرسم معالم الحزن. "

كاتارا تو كميرا Where stories live. Discover now