٢٢

31 7 0
                                    

" كاي، ما علاقتك بعائلة دريدياس؟ "

تجاهل سؤالى فأوليته ظهرى كما يفعل، فلا أمل بفهمه بشكل كامل. لا يجيد سوى تشويشي بأفعاله التى تتلبس الحب حيناً والقساوة أحايين أخرى.

ما لبث أن غفوت لبرهات حتى فتك بى ألم مزرى ينهش جسدي وروحى ويمزق قلبى، إنها إحدى النوبات مجدداً فحراراتى تُسحب من بدنى وتتجمع فى يسار صدرى تلهبه وتكويه والعرق يندى كل إنش بى.

خانتنى قواى وعجزت عن النهوض عن الفراش لمغادرة الغرفة، لا أرغب بأن يعلم من بجوارى توجساً من الخذلان؛ فبداخلى شرع نبض يهوي إخراصه للألم وإخماده الحجر من أجلى وينتظر أن يفعل ذلك من جديد.

لن يقوم بها، أجل قام بفعلها من قبل، ولكن لن يكررها ولا سيما أنه لم يعد بحاجة لى فأنا أعطيته الغيثارة، ألم تكن خطط إنقاذه لى من البداية قائمة لهذا الهدف.

منعت إنبثاق أى أنين أو صوت من الخروج بكتم ثغرى بكفى والقبض على موضع قلبي بالكف الأخرى أنكمش على ذاتى كالجنين، أدمعى تمكنت منى فلا سبيل سواها للتخفيف عن ما يلم بى.

أعدمت تعانق جفونى الباكية أتطلع إليه بعدم إستيعاب، يجلس أرضا فوق ركبتاه مقابلاً لى، تعانق باطن كفاه وجهى ويمسح بأبهاميه دموعي وحين تعانقت مقلتانا توهجت عيناه بالدموى الدامس وشعت من يده التى بسطها فوق كفى القابضة على صدرى لون أقرب لضباب الموانئ.

هبت برودة تزيح لهيب قلبى ببطء وشعرت بالحرارة تعاود الإنتشار من خافقى إلى بقية جسدى كخيوط رفيعة. لا يسعنى تصديق أنه يؤذى الحجر.. لماذا؟!

أسند جبينه على خاصتى هامساً " لا تتألمى بصمت مجدداً."

إنتفض مبتعداً عنى يشير إلى شفتاى بأعين مهتزه "أزيلى الدماء."

لم أنتبه كونى أذيت شفاهى حين كنت أكتم صرخات الوجع، حركت وجهى إلى المرأه فوجدتها مجروجة بغلظة وتنساب منها بضع قطرات.

يوم الورود يمضى سلسلاً وتمت طقوس تطويق أفاريا بالورود، على رأسها، وعنقها، وخصرها، ومعصميها، وكاحليها حتى الأقراط كانت وروداً حقيقية مثبتة بحبل حريري.

لم يفسد هدوءه سوى نظرات كاي وعائلة دريدياس وتجاهله لى وإبقاء مسافة بيننا حتى أنه لم ينم بجوارى بالأمس، أكاد أجن من تصرفاته.. لما ينقذنى ثم يتفادانى وكأن إقتراب أحدنا من الأخر يعنى الهلاك وجلب الجحيم!

قادتنى والدتى إلى ركن هادئ تسأل عن عما إن كان هناك خلاف بينى وبين كاى، تجاهله كان واضحاً حتى لأمى مما يعنى أن الجميع قد فعل.

"أماليا، كميرا شخص جيد فلا تخسريه. إن قطع علاقته بكِ ستكون الضربة القاضية لك ولنا، كونى مطيعة وهادئة."

أطلقت ابتسامة ساخرة من قولها المهين، لا ذنب لى أنها لا تكف عن قول أنه صهرها المستقبلى وأن زفافنا سيكون فى غضون أشهر قليلة من بداية السنة القادمة التى يفصلنا عنها شهر وعدة أيام.

كاتارا تو كميرا Donde viven las historias. Descúbrelo ahora