٤٤

33 6 2
                                    

إنكسر الحاجز وبصحبته الهالة الدخيلة برحيل إيلياس، فكان هو المسؤل عنهم كى ينفرد بأماليا فثقته بالأخرين معدومة وإن كانوا أبناء مينديناس؛ فمن خانه وأفسد تمرد كان فرداً من العائلة وبسببه خضع بذلة ومهانة أمام أثينا.

منذ ذالك اليوم ألغى الثقة من قاموسة إلا أن إصرار أماليا أثار فضوله ودفع به كى يقابلها، حين تفحصها ورأى عينيها ذكرته بذاته قديماً فوافق على مساعدتها وإعلامها كل ما يخص الخنجر من أسرار وخدع.

                 
                  ~~~~~~~~~~~~~

إصر تنبههم زوال الحاجز تدافع أربعتهم بالدخول إلى القبو، كان المنظر معتاد إلى كاثرين فقد رأته مرتين قبلاً.

الأشياء بالأقواس محترقة، الشموع ذائبة عن أخرها، زهرة النرجس البيضاء متفحمه اللون متهدلة الهيئة وأخيراً أماليا الفاقدة لوعيها تبلج الدماء منها.

الاختلاف كان أن دماؤها فضية وليست حمراء وبالتأكيد أكثر كثافة ولزوجة بالاضافة أن جسدها لم يظهر برودة أو سخونة غير طبيعية خارجياً فقط؛ فبالداخل كانت طاقة الجليد تتصارع بضراوة مع نيران الحجر.

هلعت أفاريا من السائل الفضى المتهامر من أختها فصام الجميع عن الرد، أطلعتها كاثرين أنها إحدى ميزات كونها رفيقة كميرا فقط كى تكف عن ثورانها وحيث أن كل ما يتعلق بكميرا مجهول وغامض -حتى لبنى الخوارق والصيادين- إقتنع رفايل بتفسيرها وأجبرت أفاريا على قبول كلماتها رغم تشكيكها الواضح به.

فهى نفسها تغيرت بعد أن أضحت فرداً من عائلة دريدياس فلما لا تتغير أماليا بعد إنتمائها إلى كائن بغرابة كميرا التى تكثر الأساطير والحكايات عنه.

مد أربعته بطاقتهم إليها لمساعدتها بالشفاء ولا سيما بعد مرور ثلاثة ليال على رقودها كالجثة الهامدة دونما أى بادرة تدل على أنها لا تزال تنتمى إلى عالم الاحياء.

فى تمام اليوم السابع وبذات الوقت الذي عثروا عليها فاقدة وعيها فتحت أماليا عينيها بهدوء، ألقت أفاريا بجسدها بداخل أحضانها باكيتاً بصوت عال ولم تفهم أماليا أو أى من الحاضرين كلمة واحدة مما قالته بسبب شهقات بكائها المتلاحقة.

نامت أفاريا بجوار أختها بعد رفض قاطع بتركها فهى خالفت وعدها وقد تُكرر الأمر. مع أول بزوغ للفجر نهضت أماليا وغادرت الفراش بينما أفاريا غارقة بنوم عميق يفقدها أى حس بما حولها كعادتها.

إغتاظت أفاريا وإحتقن وجهها غضباً عندما لم تعثر على أماليا بالفراش وأقسمت بألا تسامحها إن قادها التهور لفعل يؤذيها.

ابتسمت أماليا لأختها حين تفطنت حضورها وألقت التحية مع إلتفاتة بسيطة إليها   " صباح الخير أفى، سأنتهى من الطعام قريبا لحظات فحسب."

كاتارا تو كميرا Where stories live. Discover now