٦

53 7 0
                                    

هاتفت والدتى بعد رحيله وأخبرتها بما طلب مني، خضوعى ليس خوفاً؛ فلا شيء قد يخيفني بعد ما عاصرته بالشاطئ. وإنما كى أطمئنها بأنى بخير ولحاجتي إلى الشعور بالأمان بعد أيام بدت عصور من الخوف، الأمان الأسري شيء لا يعوضه أي شيء أخر.

بعد طول إنتظار وترقب قررت كاثرين إعطائي بعض الإجابات وبالتأكيد قد حصلت على إذن من ذلك المريب ذو الإسم الطويل قبل إقدامها على ذلك. لم أغفل عن تصرفها فى حضوره بطريقة أشبه بالتبعيه.

" أُدعى كاثرين كوكولكان. تنتمى عائلتى إلى سحرة إله الريح، القمر الترابى أحد عناصر قوتنا لذا الريشة الترابية رمز صريح ومقدس لنا. بيريام يدعي بالكامل بيريام فيلاديمير، مصاص دماء من رتبة النبلاء الشرقين لذا تتأثر قواه بالقمر الترابى بطريقة سلبية. تيد والأخرون رعاع من مملكة الغرابيب الشيطانيه، أي أنهم شياطين فى هيئه غربان؛ فالشياطين تختار هيئة حيوانية معينة تظهر بها فى ممالك الدنيا أما فى العالم السفلى فيكونون فى مظهرهم الأصلى. بالتأكيد بالإضافة إلى التنكر البشري المتاح للجميع تقريباً."

تنهدت متابعة " أماليا، قد يكون الأمر صعب التصديق ولكن نحن موجودين حولكم وبينكم. ألاف بل ملايين الكائنات التى تجهلونها. بينما تبحثون عن سكان الفضاء بشتى بقاع الأكوان تجهلون أن هناك كائنات وأجناس وعوالم أخرى تتصارع معكم على ذات الأرض، أنتم الأحمق والأضعف بحق."

تقاطرت الشفقه من جملتها الأخيرة حد إغضابى ولكنى لم أعلق بشيء، إنتظرت أن تسرد لى لما أنا هنا أو من هذا الكاتارا تو كميرا أو أي شيء يتعلق به، إلا أنها إلتزمت الصمت بعد إبداء شفقتها على بنى جنسي.

ليتها تعلم أن تواجدهم لم يفاجئنى، ذهلت قليلاً ولكن لم أصدم أو أتفاجأ؛ فجزء صغير مني كان لا يزال يؤمن بتواجد كائنات القصص الفلكورية والأساطير الخرافية فى مكان ما من هذا العالم الفسيح.

لم أرى له أثر من جديد حتى بعد أن تعافيت تماماً، ساعدنى بيريام بإدارة العمل من الحجرة التى لم أغادرها منذ وطأتها. ولم تتوقف مكالماتى مع أمى وأختاى على مدار الشهر الذى قضيته مجبره بسبب كسر قدمي، لا أستوعب أنه قد مر شهر على تواجدي هنا!.

رغم تشديد كاثرين على إلتزامي بالغرفة كى لا أضايق رمادى الشعر المريب، تركت الغرفة بعد مغادرتها بدقائق. لا يمكننى إحتمال دقيقة أخرى داخل تلك الغرفة دون حركة أو إستكشاف المكان الذي يحتويني ويضم بداخله ساحرة ومصاص دماء وشخص مريب.

أتمنى فقط ألا تتراجع عن وعدها لى بأخذي إلى قبريّ ميلينا وسيلانا حين تعود، على كل سألقى نظرة صغيرة قصيرة وأعود إلى الغرفة.

كان المنزل جيداً للغاية، منزل معاصر من الخشب ونوافذ زجاجية مكون من طابقين، لا أزال بالطابق الأول أستكشف معالمه. لا مطبخ فى المكان فتشت عنه كثيرا لكن لا أثر له، الطابق لا يتحوى سوي ثلاث غرف إحداهن لى وردهة واسعة فارغة من أي أثاث عدا طاقم جلوس واحد ينتصف الفراغ المنتشر.

كاتارا تو كميرا Where stories live. Discover now