٥٤

29 6 0
                                    

تعبأت أنف أفروديت برائحة الليليوم الأسود، حتي أوشكت على الاختناق بها. تلفتت حولها باضطراب وإرتجفت مآقيها تبحث عن هيئته، صدرها يعلو ويهبط من اختلال أنفاسها. تثق أنه متواجد فى مكان يقع ضمن رقعتها تمامآ، هالته تتفشي وحواسها لا تخطؤها.

ضكاته الخافتة المترددة بالهواء كفحيح أفعي 'يورمونغاند' التي كانت تزعجها بهسيسها حين تذهب إلي مملكة بوسايدن.

رائحة خوفها وارتعاشة أطرافها والقشعريرة السارية على بدنها الإمبراطوري الفاتن، كل معالم الزعر المرتسمة عليها تسري به شيء من الرضي ودعوي لفعل المزيد.

فقدت أعصابها وتعقلها ولم يعد باستطاعتها تحمل تلاعبه النفسي أكثر، بصراخ يؤكد إنهيارها أردفت "لمَ تلاحقني! إذهب إلى زيوس.. هو، هو من أنتهك جسدها وأعطاها الخنجر لذا إذهب إليه واقتله هو."

لمست حنجرتها بأناملها، فقد آلمها الصراخ فلم تعتد على استخدام مثل تلك النبرة. لطالما كانت نبرتها هادئة، عميقة، شبقة، متغنجة وتحمل الكثير من الدلال والإثارة.

جفلت من أنفاسه اللاحفة لأذنها وبنبرة سامة همس "من قال أني أنوي قتلكم!"

اختفي جسده وسط الضباب، كما لو أنه قطعة منه. ترنحت خطواتها وكادت عنقها الشامخة تدك من قوة تحريكها فى اتجاهات مختلفة للبحث عنه، ازدردت رمقها بتتابع مرتبك والعرق شكل وشاح نسج فوق مسامها من رأسها حتي أخمص قدمها.

لقد قتل آرس أمام أعينها ببشاعة وإهانة، وصراخ أثينا المدوي كان أسوء لأنه ترك الأمر لمخيلتها. إن كان آرس همجي ووحشي فى حروبه فأثينا داهية ماكرة وحقيقة أن إثنين من أباطرة الحرب لم يتمكنوا منه، تجعل الخوف يلتهم كل انش منها.

لا تملك قوة أي منهما، وقوتها الخاصة عديمة النفع أمامه، فلا الحب ولا الاغواء يجيدان نفعاً أمام أولائك الرجال فكيف إن كان غاضباً منها وحاقد عليها؟!

سقطت أرضاً من تفاجئها بظهوره بهيئته المهيبة باثقاً أجنحته خلفه تاركاُ هالته تضغط عليها دونما أن يقترب منها. طالعها بإزدراء أوقد بها نيران الإهانة ورغبة الإنتقام من فعلته، لم يكن انتقامها من ثاناتوس وهيميرا سوي لحصولها على نظرات ازدراء ورفض من ثاناتوس ولكن إن ما قارنت بين نظرات كميرا وثاناتوس يمكن وصف نظرات الأخير بأنها كانت مداعبة لطيفة.

قبضت كفيها بعنف ليس لفشلها بالنهوض وإنما لتلك الابتسامة الجانبية التي ترتسم على شفاهه تخبرها بأنه يتعمد ضخ هالته حولهم كي يعجزها عن الحراك.

جلس القرفصاء أمامها، وعجزت حتي عن التحرك بعيداً عنه. اهتزت اكتافه من ضحكاته الصاخبة من حالتها وفره باحتقار "إن كنتِ بهذا الضعف المثير للشفقة والاشمئزاز لِمَ عبثتي مع حملة دماء فانس! كان يجب أن تجدي طريقة أخري للتخلص من الملل أفي."

كاتارا تو كميرا Donde viven las historias. Descúbrelo ahora