٣٢

31 6 0
                                    

حمل كميرا جسد كاثرين إلى الغرفة المخصصة لها ولبيريام فى منزله، وسط ذهول الحاضرين؛ فهى أتت بهم إلى منزله بعالم البشر وليس القصر. وهذا ما أدركه بيريام حين وجد القصر خالياً، فقرر التحرك برفقة أماليا إلى المنزل بآريزونا.

الوجع المتفحل به ينبأه بأن كاثرين بمعضلة حقيقية وعليه التواجد بجوارها الأن.

وصل بيريام أثناء مد كميرا الطاقة إلى كاثرين وإمتلاء الغرفة بأفراد من عائلتها. منع بيريام من تقديم دماؤه لها فرغم أنها أسرع طريقة إلى الشفاء إلا أن الاستسقاء بالدماء لعنة خامدة لا أحد يعى متى تستيقظ وتنفحر.

فشرب الدماء محرم على السحرة وإن تجاوز حد معين سيحول الساحر إلى مسخ مظلم أكثر شراهة للدماء من أى كائن أخر وقواه السحرية تصبح قوى خبيثة مظلمة لا تعود سوى بالضرر على الجميع.

وسحرة كوكولكان متعهدين لإمبراطور الرياح بتقديم أى من يتحول منهم قربان له، ولا أحد سيقبل أن تكون كاثرين أعظم سحرة كوكولكان والأميرة الأصغر المفضلة لكامل القبيلة وليس عائلتها فحسب، بأن تصبح قربان بسبب تهور بيريام.

قاموا بطقوس عدة وكان العامل الأقوى طاقة كميرا. وحين وجد أن الأمر سيطول، أخرج دمائه وأسقط قطرات منها على جرح كاثرين؛ فإلتأمت بسرعة مذهلة وحين تبقى العمل فقط على إفاقتها ترك الغرفة وذهب نحو أماليا.

تقف بزاوية بعيدة وحيدة عنه وعن البقية، ومجدداً أدركت أن لا مكان لها وسطهم. لا أحد يتقبلها، وإن تلاقت أعينها مع أحدهم يرمقها بإستحقار أو يطالع موضع الحجر بنظرة تنقل لها أفكاره عن رغبته فى تمزيقها والحصول عليه. انكمشت على ذاتها وإلتصقت بزاوية الجدار تلتحم به.

أمرهم كميرا بالعودة إلى ممالكهم والإستعداد جيدآ فالأباطرة لن يسمحوا لشيء كهذا أن يمضى مرور الكرام، وأخبر السحرة أن يتولوا حماية الممالك الأخرى بأقوى جدرانهم الحصينة. أضحت الردهة خالية عدا عنهما تفصل بينهما مسافة كبيرة، بحكم أن كلا منها على الحانب الأقصى المخالف للأخر.

خطى نحوها كميرا بتؤده وإحتضنها معتذراً على تركها برفقتهم بمفردها. فقبيلة كوكولكان لن تقبل بتواجد شخص غريب بغرفة كاثرين بوضع كهذا.

" لا بأس."

كلماتها تنافت مع أفكارها الصارخة بأنه توجب عليه البقاء معها، وقبضتها التى تشتد على ملابسه تعلمه بأنها ليست بخير. حملها إلى غرفته وبقى بجوارها يهدهدها ويطمئنها.

رحل عنها الخوف، وألقت بنظراتهم إلى حاوية عقلها وسألت بصوت هادئ " حصلت على الخوذة؟"

أومأ لها بصمت كإجابة، لم تكبح جماح فضولها فحررته فى صورة سؤال أخر " إذاً لم أنت هكذا؟."

الحزن والشرود كانا طاغيان عليه، وتلمست أماليا ذلك رغم عودة وجهه إلى المعالم الجامدة الخالية من أى تعبير.

كاتارا تو كميرا Donde viven las historias. Descúbrelo ahora