كاتارا تو كميرا

٤٢

حلت أفاريا على الغرفة كقنبلة موقوتة، جسدها يطلق هالتها المستعرة بغير استقرار، كونها إحدى الصيادين الأن يعنى انها وعت بخفوت هالة أماليا ووهونة نبضها.

صاحت بغضب تشهر فأسها ذو الرأسين نحوى "ما الذي فعلته بأختى؟ لما هى هكذا؟ "

أبعدت نصل الرأس عنى بسببابتى مصرحة "احذري من إيذاء نفسك ايتها الصغيرة، فالنصول لم تخلق للعب."

تجاهلت جز اسنانها وتزايد غضبها متابعة "فيما يخص اختك فلا علم لى ما بها ولم يفعل لها أحد شيء أو يجبرها على أى فعل، لذا دعينا ننتظر نهوضها كى نعى ما حل بها."

خفت حدتها عندما تيقنت من صدق حديثي حين استشعرت ما اضخه من طاقة إلى أختها. لا يمكننى تركها تموت ليس من أجل معرفة سبيل نجاة كميرا فحسب، مهما أنكرت تلك الفتاة حازت على جزء من ثقتى وصداقتى.

منح الثقة والصداقة محرم على أبناء كوكولكان، ولا تتاح إلا لأفراد العشيرة وكميرا والرفيق فحسب. مهما اكتسبت من محل لدى لا يمكنها أن تعلو على كميرا، كما أن غضبى من حقيفة خذلان العشيرة وكسر أحد أهم قواعدها بالوثوق بها، حق لى، فقد خانتنى بفعلتها مع كميرا الموكل لى أمر حمايته كوريثة حكم العشيرة.

بيريام لا يفهم ما خضته من تأنيب وما حل بى من وصمة نقشت على ترقوتى كحرقة دائرية ترسخ فعلتى بخيانة تقاليد العشيرة وفشلى فى إتمام مهمتى. ولم أعلمه بأن لقب الوريثة سحب منى وأن ' كلاير ' حالياً من يتولى أمر العشيرة، ولن يعاد الحكم لى إلا إن نجحت بانقاذ كميرا، وهو أمر مستحيل.

الجميع يعلم انه مستحيل ولكننا نكابر ونرفض الاعتراف بالهزيمة، وما سنلاقيه على يد الأباطرة من عقاب قد يصل حد إبادة كل من ساند كميرا يومآ ولو بقدر حبة خردل.

رغم هذا لا يزال يشق على رؤيتها تموت وأحزن على ألمها وإن كنت المتسببة به، لم تجمعنى صداقة يومآ بأحد حتى أفراد عشيرتى. فمنذ الصغر كنت بمعزل عن الجميع يتم إعدادي وتهيأتى كوريثة حكم قبيلة السحر الأولى، نسل الإمبراطور كوكولكان حاكم الرياح الغربية.

لم أغادر المعبد الذي ولدت به إلا بعد انقضاء مائة وتسعون عاماً، وأمضيت ثلاثة عقود فى محاولة التأقلم مع الحياة خارج المعبد، ومن ثم قابلت بيريام وعلمت أنه رفيقي.

كان أكثر انفتاحاً منى على العالم، وخبرة بما يخص واقع البشر والخوارق وأكثر تهوراً وجرأة وأكثر سلاسة منى بالتعامل وأفضل منى بالتعبير عن مشاعرة ولا سيما العاطفية منها ولم يشكو يومآ من خشونة أفعالى أو نضوب كلماتى لا سيما كلمات الغزل والحب.

نادمة على أخر حوار بيننا أقصد شجار، لقد اسأت إليه كثيرآ بالحديث وتطاولت بالكلمات واتهمته بالخيانة -خيانتى معها- رغم أن هذا كذب وأعى أنه كذب وافتراء منى عليهما ولكن غيظى من دفاعه عنها وغيرتى الشديدة من أفعاله اتجاهها واقترابه منها أعمى بصيرتى وتعقلى.