٢٠

35 7 0
                                    

قدمت إيلونا تعتذر عن تركها ليّ، وحملت ذاتها مسؤولية ما جرى، حاولت أن أخفف عنها ولكنى فشلت.

علمت منها أى لعنة ألقيت على كايدين من قبل كاى، أنى له أن يكون بتلك القسوة والبشاعة؟ أى كان ما تعرض له لا يعطيه الحق بإيذاء الأخرين بتلك الطريقة.

أطلعتى بغضب الملكة لوكيسا ولكنها عاجزة عن فعل شيء خوفاً من كميرا، ولأننا لا نزال باليوم الرابع؛ فكما تنص قوانينهم يمنع إجراء أى ردة فعل قاسية إتجاهه.

" كان خطأ شنيعا إستقباله كضيف، الوحوش تظل وحوشاً. ولا ينبثق الضوء من أكحل نفوس الشر. إنه خطيئة وجب التخلص منها ما أن نفخت فيها الروح. "

كلماتها أزعجتنى وإنقبض لها قلبى جزعاً ولكن لا يمكننى رؤية الأمور دائمآ من وجهة نظره وإلتماس العذر له، أعى أنه يوجد به قدر يسير من الخير ولكنه لا يساعد ذاته على تنميته وإظهاره إلى العلن بل يحفذ ظلامه أكثر وأكثر.

تعجبت من أمر المنافسة وإنقهر قلبى من جديد، فها هو يقحمنى بأموره دون الرجوع إليّ أو إعلامى بشيء.

توسلتنى إيلونا أن أقوم بعمل مذرى رغم أنها تثق بتفوق مينث، ولكنها ترغب بأن يحسم الأمر سريعا كى يغادر أراضيهم التى لوثت ووحلت بقدومة المشؤوم، كإختفاء النهار يوم مولده وحلول الظلام بعامه المئة الطفولى وإستمراره لما يزيد عن مئتي عام حتى حل من جديد.

كاي ولد! الجميع -بما فيهم هو- يتحدث وكأنه وجد بشكل عشوائى أو أنه كائن صنع دون أبوين. أين والديه من كل ما يحدث؟!

رأيته يدلف الغرفة بصمت متجاهلاً إياى وكأن لا وجود لى على الإطلاق، تحمم وبدل ملابسه وبطريقة أقرب لإنسان آلى أطلعنى بأمر المنافسة وحذرنى بوجوب الفوز.

تعمدت الإستخفاف بنبرتي مردفه " بالتأكيد سأفوز، فما فرصة حورية من مملكة الفن والموسيقى أمام بشرية توقفت عن العزف منذ خمس سنوات! "

حدق بى بنظرات تلسع من برودتها قائلاً " اعزفى شيء قوى مؤثر وليس شيء عاطفى رقيق؛ فالحور معتادين على الرقة والهدوء. "

فكرت كثيرا بأمر المنافسة وشعوراً داخلياً دفعنى إلى إستغلال الوضع وحاجته لي، تزاحمت أفكار عده حول أمر إستغلاله وإستقرت أخيراً على الأكثر أهمية حالياً " أزل اللعنة عن كايدين وسأبذل كل طاقتي من أجل الفوز، وإلا فلن أقوم بالمنافسة."

ضحكاته الساخرة تعالى صداها بالغرفة وبتهكم تضررت منه نبضاتى أردف " تظنين أنه سيقدر أفعالك أو أنه سينظر إليك كشخص طيب القلب، لن ينظر لكى سوى بنظرة السخف والجهل. توقفي عن التصرف كشخص يعرف ما يدور حوله؛ فأنت لا ترين إلا قشور واهية وجاهلة كل الجهل بما تحمله النفوس وما يحدث حولك. تذكرى أننا جميعا وحوش حتى الحور. "

تابع بذات التهكم مبتعداً عنى؛ فقد إقترب كثيراً أثناء تحدثه السابق " عقابى كان حماقة أعترف بهذا، شكراً لتنبيهك لى وإعادت رشدى إلى عقلى. ما شأنى وشأن نواياه بك، ليستغلك كيفما يشاء ويلهو بك كيفما يهوى. لا يمكننى إلغاء اللعنة تماماً ولكن سأحدث ثغرة بها فإن كان حبه قوياً وحقيقياً، سيتغلب على اللعنة وإن لم يكن كذلك ستطبق عليه. "

كاتارا تو كميرا Where stories live. Discover now