٣٦

28 7 0
                                    

غرقت بالتفكير دهراً، لا أعى أهى دقائق أم ساعات. ومن ثم انبثق سؤال قوى كصاعقة برق قوية تضرب خلايا عقلى، أللأمر علاقة بما علمته عن أماليا؟ أيعقل أن تكون سيلين قد خبرت به حين لمست عقلى؟

من بين زوابع وأعاصير عقلى الدائرة به، إشتعل صدرى بأزيز نيران الهواء كحطب يتقطق من نيران المدفأه. بصوت مدهج من صعوبة تنفسي أردفت " ماذا هناك أيثر؟ "

تجمع الهواء فى بقعة تقابلنى مشكلاً ما يشبه الجسد، خيوط بيضاء هوائية وتجاويف أعين فارغة المآقى. آيثر، الهواء الذي يتنفسه الأباطرة.

أحد ابناء نيكس وجوده يشمل كل مكان يحوى الأباطرة أو التايتانز ويحكم يده على الرياح فى عالم البشر والخوارق. الفضل فى إنقاذي من السقوط من حافة العالم بعد أن أمر الرياح بحملى. يمكن القول أن الجميع نسوا تواجده بالكون.

أيثر يمثل حلقة المعرفة والخيانة؛ فهو يخون الأوليمب ويطلعنى بأغلب تحركاته كلما تسنى له ذلك.

بصوت أقرب لحفيف الأوراق أجاب " الأباطرة يسعون لإعطاء أماليا خنحر التويفيل. وإن اضطروا لقيام حرباً على أرض البشر؛ فهى سبيلهم الوحيد للتخلص منك."

أصدرت ضحكة استخفاف صغيرة معقباً " أخبرنى بشيء لا أعلمه؛ فتفكيرهم مفضوح أكثر مما ينبغى."

فكر ثوانى ثم صرح بما جعلنى أنتشى فرحاً " سماء الأوليمب بفوضي عارمة بسبب كيوبيد. أفروديت ترفص التخلى عنه ونفيه، والبقية سأموا من أفعالها وإنصياع زيوس لرغباتها.

أفعال كيوبيد تجاوزت الحد المسموح به فهو لا يكف عن محاولات إصابة الأباطرة بسهام قاتلة. كما سدد بالفعل سهام حب إلى إيروس ولكن الأمر لم يفلح؛ فطاقة كيوبيد أضعف منه.

حين فطن أنه عاجز أمام إيروس وكبار الأباطرة إتجه إلى الإنتقام من أبنائهم، ولا سيما أنصاف الأباطرة المولودين من بشر أو حور أو مراتب أقل من الأباطرة.

الطامة الكبرى حين أوقع أبولو بشرك سهامه الذهبية، فأبولو ليس متخصص فى قوى واحدة وانما مفوض بأكثر من مهمة، مشتت القوى بينهم. حيل بينهما وبين إرتكاب الفعل المحرم باللحظات الأخيرة، وقرار نفيهما من الأوليمب على طاولة المناقشات.

من هنا دبت بوادر الإختلاف بين أفروديت وزيوس الذي يحاول إلصاق كل شيء بكيوبيد وإيقاع الذنب عليه وحده، وإنقاذ ابنه من النفى وسحب طاقته ومهامه."

ران الصمت دقيقتين واستأنف الحديث بعدهما " ليس هذا الحدث الوحيد الصاخب بالأوليمب، سيلين وهيليوس أيضآ قاما بفعل عجيب. التلاعب بزمن البشر أمر ليس سهل التعامل معه، ولا أعلم لما تحديداً عام وثمانية أشهر.

أقرا أثناء التحقيق أنهما ينتقمان من لعن حبهما وفصلهما عن بعضهما البعض ولكن الغريب بالأمر أنى سمعت نيتهما بوضوح بفعب ذلك لعامين، إلا أن مجلس الأباطرة فاجئهم بالإجتماع.

كاتارا تو كميرا Where stories live. Discover now