٣٥

28 7 0
                                    

نالت منى الدهشة من إستقبال أماليا بخلاف ما توقعت وما يفترض به أن يحدث، تعاملت معى بلهفة وخوف من أن أكون أصبت من قبل كيوبيد. ما يجرى غير منطق بالمرة يجب أن تنفر منى وتعاملنى بحقد وكره!

بيريام وكاثرين لم يكونا أقل تعجباً منى، وزاد قلق كاثرين حينما فشلت فى معرفة كيف نجت من سهم كيوبيد الرصاصى بعد إطلاعهما على سبب هجومى عليه.

أودعت أماليا عند عائلتها وقد إجتمعت الأخوات الثلاث برفقة والدتهم؛ فرفايل جلب أفاريا بعد أن علم بقدومنا.

أعرب رفايل عن عدم فهمه غضب أبولو ولم أنزل الأوبئه على السيدة أناريا وأدرايا؟ ولم بروميثيوس عزل المنطقة؟

إحتفظت بالإجابة لذاتى، فأبولو إشترك بخطتهم التى فشلت فشلاً ذريعاً لسبب غير معروف، ومن عزل المنطقة كانت أفروديت فبروميثيوس منفى من الأوليمب. معلومة كتلك لا تعيها سوى الأباطرة فالكائنات الأخرى فى منأن عنها.

إستأذنت الرحيل تحت إستغراب أماليا من إنصرافى ورغم ذلك لم تحاول إيقافى، ربما تكون تصرفت معى بما يخالف حقيقة السهم ولكن أفكارها حولي مليئة بالخوف والحذر. أمقت عدم فهمى لأفعالها المعاكسة لأفكارها.

رجف قلبى وإرتعشت أوصالى شوقاً، ما أن بت داخل قصر الموت بمملكة الموت العظمى. إلتهمت حدقتاى كل إنش به بجوع الحرمان، كل شيء لا يزال فى مكانه دون تغير.

قادتنى أقدامى إلى الباحة الخلفية، المكان الشاهد على لحظات إجتماعى بأبى، وتدريبنا المفعم بالحماس والمرح. وبذات الرقعة فقدت كلاهما. أتسأل لم كل مكان حوى ذكريات سعيدة لى، ينتهى بموت ومأساة؟

إلتف حولى صوت أنوبيس كطوق نجاة ينقذنى من هلاك الذكريات المتلاحقة بتدفق كالطوفان " لا تحزن كميرا هما سوياً على الأقل."

إكتسب وجهى معالم اللامبالاة، وغلفت صوتى بنبرة السخرية قائلاً " أتمنى لو أنهم مفترقان."

أكملت بداخلى كان على أحدهم أن يكون معى. وإستطردت سريعاً " على الأقل ليعانيان من الوحدة."

ربت أنوبيس على كتفى مردفاً " أعلم أنك تحبهما كثيرآ كميرا، لا يصرح لى الحديث عما أراه من الموتى ولكن هما أحباك فوق ما تتصور."

زفرت بإستخفاف ينافى قلبى المضطرب من كلماته وصرحت بالسبب الأساسي لمجئي إلى هنا " ما الذي رأيته بقدر أماليا؟  قولت أنهم سلبوها المجد ما الذي عنيته بذلك؟"

أبعد كفه عن كتفى قائلاً " لا يسمح لى بالإدلاء بما تراه عيناى."

قلصت المسافة بيننا بخطوة خطوتها إتجاهه محدقاً بعينيه بقوة " إما أن تتكلم من تلقاء نفسك أو أقتحم عقلك كى أحصل على ما أريد."

لجأ إلى نبرة حانية محذرة " لا تقدم على فعل جنونى كهذا، أتظن أنك تقوى على تحمل ما يحتفظ به عقلى؟ أتعى كم المآسي والآلام التى يختزنها؟... أغلب الموتى لحظاتهم الأخيرة تكون قهرا ًوكمداً؛ فأسباب الموت باتت مؤلمة مجاعات، حروب، فقر، أمراض تنهش بهم أحياءاً. وأكثر الموتي يكون مصيرهم الجحيم والهلاك. لن تتحمل فلا تته..."

كاتارا تو كميرا Where stories live. Discover now